السيد سلفاكير استبق الأحداث وقفز فوقها، وهو يخاطب كتلة النواب السود بالكونغرس الأمريكي، حين قال إن كل الدلائل تشير الى أن الجنوب سيختار (الاستقلال)، وسماه بالواقع، مطالباً كل الأطراف المحلية والدولية بوضعه في اعتبارهم.. وأكثر ما شد انتباهي ووقفت عنده متأملاً هو قوله.. إن جنوب السودان ليس سويسرا، وأن المقاييس الغربية يجب ألا تستخدم في الحكم على حرية ونزاهة الاستفتاء! . إذن فقد التمس السيد سلفا العذر مقدماً، ومن الآن لما سوف يكتنف عملية الاستفتاء من أساليب فاسدة وغير نزيهة، تنتوي الحركة ممارستها، وإلا فما مغزى ومعنى هذه الإشارة غير الموفقة في هذا التوقيت؟ ولماذا تطالب الحركة الآخرين بالاحتكام الى المقاييس الغربية في أمور أخرى، وترفضها بالذات في هذا الأمر الجلل؟! ....عجباً لأمر الحركة كله محير. üيوماً بعد يوم تتكشف للناس في كل أرجاء الدنيا الفظائع والجرائم في حق الإنسانية التي ترتكبها هذه الدولة المسماة بالعظمى، زوراً وكذباً والتي تتشدق ليل نهار، وبلا حياء بأنها حامية حمى حقوق الإنسان والحيوان، كما وهي أبعد ما تكون عن ذلك.. آخر ما تكشف من هذه الفظائع والجرائم التي اقترفتها اليد الأمريكية الآثمة، ما نشرته صحيفة (واشنطون بوست) من أن جنوداً أمريكيين قتلوا مدنيين أفغان بشكل عشوائي بغرض التسلية وتزجية الوقت، وأن بعضهم لم يكتف بذلك، فقاموا بتقطيع أطراف الجثث وتصويرها، والاحتفاظ ببعض الأجزاء منها، مثل الأصابع والجماجم كتذكارات... يا لوحشية وبربرية وبشاعة هؤلاء القتلة المجرمين، الذين لا يمكن نسبتهم الى الجنس البشري أبداً، وإن مشوا على رجلين وإن تحدثوا بلسان وشفتين، لأن ما اجترحته أيديهم ليس من أفعال البشر مهما بلغ انحطاطهم وسفالتهم، إنه فعل حقير من أفراد حقيرين ومن دولة (...................) للقارئ حق أن يختار ما يشاء من كلمات وعبارات ليكمل بها النص. üلقد وضع السيد رئيس الجمهورية النقاط فوق الحروف، بتوجيهه بأن يتم تعزيز الأدوار الأمنية في الاستراتيجية الجديدة لحل قضية دارفور، وتشديده على ضرورة تحقيق الأمن للمواطنين.. فقضية دارفور في الأصل قضية أمنية.. هكذا بدأت وهكذا يجب أن تنتهي، فتوفير الأمن ونشره هو المدخل الصحيح والصائب لحل المشكلة، وفي غياب الأمن تصبح كل محاولات الحل حرثاً في البحر، وفعلاً عبثياً كساقية جحا، التي تأخذ الماء من البحر وترده اليه.. المواطن في دارفور أحوج ما يكون الى الشعور بالأمن، والاستقرار، والطمأنينة والسكينة، ليستأنف مسيرة حياته التي توقفت سنين عدداً، عانى فيها من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.. نأمل أن تكون دعوة الرئيس البشير هذه بمثابة البشارة لهم بقرب الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر.