بلاغ عاجل للجميع طالعت في صحف الأمس خبراً يفيد بإعلان زيادة في أسعار الدقيق وبالتالي زيادة مرتقبة في أسعار الخبز، حقيقي لقد أنزعجت من الخبر كثيراً لأسباب منطقية ومهمة: أولها أن موسم زيادة أسعار الدقيق يعتبره أصحاب المخابز ومنتجات الدقيق الأخرى موسماً لملء الجيوب، فالزيادة سادتي لا تكون كبيرة بالدرجة التي تؤثر على الأسعار، فماذا يعني زيادة سعر الجوال «10» جنيهات ليزيد على إثرها أصحاب المخابر الخبز بدرجة تضاعف لهم ربحهم أكثر من «10» أضعاف الزيادة الفعلية في الجوال، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض أصحاب المخابز يتلاعبون في أوزان الخبز أصلاً، قبل أن يتأثر بسعر الدقيق.. كما أننا لم نسمع أبداً بتراجع أسعار الخبز بعد نقصان السعر وعودته لسعره القديم.. لذا دائماً ما ننبه إلى أن بعض التجار لا يفقهون كثيراً في الاقتصاد الحر، وأنهم دائماً ما يحمِّلون المواطن الزيادة دون أن يقوموا بدراسة لذلك، هم فقط يفرحون بالزيادة وينفذونها خاصة في السلع التي لا يستطيع المواطن التنازل عنها أو حتى البحث عن بدائل لها، كما حدث في أسعار السكر - مثلاً، لأنه هو أيضاً لا يفقه في تلك السياسة التي أُقحم فيها الاقتصاد السوداني إقحاماً. المهم لابد أن نقف وقفة حازمة هذه المرة في وجه أولئك الذين يتربصون بنا، وأبدأ بفتح بلاغ عاجل لكل السلطات، الاقتصادية منها والشعبية، ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها جمعية حماية المستهلك لتوقف الخطوة التي ستتبعها المخابز وترفع على إثرها أسعار الخبز الذي يمس المواطن في معاشه ودخله مباشرة، خاصة وأن هذه الزيادة لن تؤثر في الجيوب الفردية فقط، بل ستنسحب على أسعار «الفطور» أو الساندوتشات في المدارس، وسيجد المواطن نفسه محاصراً في كل تفاصيل حياته بهذه الزيادة التي نعتبرها غير مبررة.. كما أننا نطالب والي الخرطوم بالتدخل الفوري لحل المشكلة قبل أن تلحق بقية السلع التي يجتهد الآن في معالجة أسعارها.. فدخول المواطنين لا تحتمل أي زيادات أخرى خاصة في مثل هذه السلع، ويجب أن تبدأ المعالجة من مصانع الدقيق نفسها، فلا يمكن أن ندع مصانع وطنية من واجبها قبل الربح المحافظة على الاقتصاد السوداني.. ومعرفة مكامن المشكلة وتشخيصها حتى لا يصعب العلاج، فإذا وصلت الزيادة للمخابز فالعلاج سيكون صعباً جداً.. ويجب أن نمسك أصابع هؤلاء قبل أن «يطبظوا بها عين المواطن» وقبل أن تمتليء خزائنهم.. فالأمر خطير.. ولا يمكن أن ندعه لأهواء قلة تفعل في المواطن ما تشاء.