هناك عدة مشاكل تواجه الموسم الشتوي بالولاية الشمالية، ويعد هو الأكثر تأميناً لأمن الولاية الغذائي، ويحظى باهتمام كبير من سكان الولاية، وخاصةً المزارعين منهم. فأبرز المشاكل والعوائق التي تواجهه هي غلاء المحروقات، وغياب المدخلات الزراعية، وعدم الاهتمام بالمشاريع ذات الإنتاج والإنتاجية من أجل دخولها منظومة الكهرباء، وعجز الجمعيات والتعاونيات عن تقديم العون كضمانات للمزارعين بالولاية، بالإضافة إلي عدم قدرة الأفراد على زراعة تلك المساحات التي كانت تزرع في السابق.. هذه كلّها تحديات تواجه الموسم الشتوي بالولاية الشمالية. حيث التقيت بعضاً من المهتمين بالشأن الزراعي بالولاية فتحدثوا بروايات مختلفة: قال الأستاذ حمد سليمان رئيس جمعية مزارعي الخوي وأحد المزارعين: «حقاً الموسم الشتوي بدأ من يوم 15/10 وقام المزارعون قبل فترة بالحرث والتحضير، والمقتدرين منهم زرعوا بعضاً من المساحات بالفول والشماروبعض الخضروات، والكثير من المزارعين عجزوا عن التحضير، ومنهم من تركها بسبب غلاء المحروقات كالجاز والبنزين والسماد، تكلفة برميل الجاز 700 جنيهاً وجوال السماد 200 جنيهاً، وفضلاً عن التكاليف الأخرى، وهناك أكثر من 1000 مشروع زراعي يعمل بالجاز لم يدخل منظومة الكهرباء، وغياب الكهرباء قد يكون السبب الرئيسي في فشل الموسم الشتوي هذا العام، والآن الناس تزرع حسب الإستطاعة والقدرة الفردية»، أما الأستاذ خميس مدير مصرف المزارع فرع دنقلا فقد قال: «نحن كبنك يعمل في الحيز الزراعي ظللنا نقدم الكثير للمزارعين، ونلبي كل الطلبات للمزارع، خاصةً في مدخلات الإنتاج الزراعي التي تتمثل في التقاوي والسماد والجرارات والحصادات وغيرها، بالإضافة إلي التمويل المتواصل عبر ضمانات الجمعيات والتعاونيات، ثم الأفراد، وإجراءات الضمان ميسّرة: ضمان شخصي أو عقاري .. وأعتقد أن هناك اختلافاً بين الموسم الماضي والحالي، في الماضي كان الناس يزرعون بالجاز بزيادة التكاليف، وموسم هذا العام قد يكون الأفضل من حيث التغطية الكبيرة لعدد من المشاريع بالكهرباء، وتغيير النمط التقليدي للزراعة، ثم إدخال الآلات الحديثة واستخدام حزم من الميكنة والتقنيات الحديثة في المجال الزراعي. فالكهرباء لم تكن غطت كل المشاريع ولكن الأغلبية. ونحن هدفنا الأول كبنك توطين محصولي القمح وزهرة عباد الشمس وهما من أكثر المحاصيل قيمةً وتأميناً لأمن الولاية الغذائي.»