سيادة ا لنائب الأول لرئيس الجمهورية لك الود والسلام والاحترام.. واليوم نكتب لك مستوحين رقابة ضمائرنا والخالق.. نكتب لك وليس في خاطرنا ولا في قلبنا.. ولا في ضميرنا غير هذا الوطن الجميل الذي نحمله بين ضلوعنا حباً وصبابة.. وصدقني يا فخامة النائب الأول.. إني اخشى على هذا الوطن حتى من مر النسيم العليل.. أرجو مخلصاً أن تجد لنا العذر إذا كان سقف مطالبنا عالياً ونرجو أيضاً التماس العذر لنا ان تسلل بعض العتاب بين سطورنا فقط لأن هدفنا أن يبقى هذا الوطن شاهقاً سليماً فخيماً ومسالماً.. لم ننطلق من «حوار الجزيرة» ولا ذاك الحوار ما حفزنا للكتابة.. كل الذي فعله هذا الحوار هو انه قد عبد لنا طريقاً لنسلكه وصولاً إلى فخامتكم.. وها نحن نركض في فرح طير طليق.. لنسمعك أمنياتنا وأحلامنا التي نرجوها لبلادنا الجميلة التي قاست كثيراً.. و نبدأ بالتفاتة إلى سنوات قليلة مضت وانت تطلق تصريحاً قوياً أشاع البهجة في نفوسنا وحشد صدورنا بأمل دافق.. بل لقد رفرفت رايات تحمل النبوءات الجريئة وانت تقول الآن نبدأ الجمهورية الثانية وكان ذاك الاعلان عندما ارتحل الجنوب رحيلاً حزيناً وعندما غادرنا الإخوة والأحبة الجنوبيون وهم يودعوننا وداعاً دامعاً.. تنفيذاً لبنود نيفاشا التي احتفلنا.. بل احتفلت بها احتفال الأعياد.. اذكر جيداً إني قد خاطبت مقامكم الرفيع وقتها وانت تعلن انطلاق الجمهورية الثانية راجياً أن تأتي الجمهورية الثانية خالية من كل أخطاء ومعوقات الجمهورية الأولى بل تمنينا أن تولد الجمهورية الثانية وما بها من مشتركات وقسمات الجمهورية الأولى إلا الاسم فقط.. ثم دارت الأيام وتصرمت السنون وإزداد الوضع تعقيداً.. ورغم كل ذلك ما زال الأمل باقياً وما زال ضوءاً في آخر النفق وما زال نجماً زاهراً في سماء ملبدة بالغيوم.. سيدي الوقور النائب الأول.. حتى لا نأسى على ما فاتنا.. ونأمل أن نفرح بالآتي.. ولأن صدري يحتشد بالتفاؤل ولأني أراهن أبداً على «بكرة» ولأني ظللت أنشد أبداً مع الراحل المقيم الهادي آدم.. غداً تأتلق الجنة انهاراً وظلاً.. إذا دعنا نراهن مراهنة رابحة على القادم من الأيام.. سيدي النائب الأول.. تحدثت عن تعديل وزاري وشيك.. ونحن معه قلباً وقالباً.. نرجوه حلماً وأملاً.. ونريده عاصفاً ومدوياً نريده زلزالاً يكسر حوائط الرتابة وهوج الرياح تعصف وترمي بعيداً كل الذي قصرت ملكاته من الابداع وقصر خياله من الابتكار والحس الخلاق.. نريد وزراء يعملون ولا يتحدثون.. وبعيداً عن حرق البخور والتسكع على أبواب السلاطين.. نسمي لك من اجادوا وانجزوا في مواقعهم.. نكتبها بل دعني أكون أكثر دقة لأقول «اكتبها» اشادة بهؤلاء وهم من قلب نظامكم نظام الانقاذ والذي أنا لست من منسوبيه بل أنا في الضفة الأخرى المقابلة له تماماً.. ولكني أفرق تماماً بين النظام والوطن.. أن أي طوبة مباركة في مباني الوطن تبهجني وتفرحني غض النظر عن الساعد الذي «وهطها» في «المونة» حتى وان كان خصماً سياسياً وحتى فكرياً لي.. اذا دعني «وبقلب قوي» أن أقول ويشاركني في هذا الرأي مجموعة هائلة من أبناء الشعب دعنا نقول.. إن الوزراء الذين يجب أن يبقوا هم ولا معنى للترتيب الدكتور عوض الجاز الذي فجر أمام عيوننا ينابيع النفط.. وأسامة عبد الله الذي أبلى بلاءً حسناً في السدود والكهرباء.. وكمال عبد اللطيف الذي غاص عميقاً في تربة الوطن الثرية وعاد لنا بالذهب وبشرنا ب«الماس» و«حاجات ثانية» لم يفصح عنها لخطرها وخطورتها.. سيدي النائب.. هؤلاء رأينا بأعيننا ولمسنا بأكفنا صروح انجازهم.. يمكنك ان تبقي عليهم ويمكنك في يسر ان تقول لغيرهم مع السلامة.. بكرة نواصل