في حوار تلفزيوني وصف الإمام الصادق المهدي ما جرى من ترتيبات بالمناظر. وقال إنهم في انتظار الفيلم وقال حرفياً حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت هذه الترتيبات مجرد مناظر أم هي الفيلم ؟! في إشارة إلى أنه ينتظر قرارات أخرى، ونستطيع أن أن نخمن طبيعة هذه القرارات التي ينتظرها الصادق المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء مرتين، كما أن الإمام المح إلى أن هذه الترتيبات ربما اخلت طريق عودته وفق البرنامج الذي أعده لحل الأزمة في السودان الذي مزقته الحرب، وهو برنامج متكاملاً..كما صرح في الحوار مؤكداً أن برنامجه ينال القبول من كل الأطراف سواء كانت حاملة للسلاح، أو تلك التي أختارت الحل السياسي. **** ما يتغنى به الإمام هو الحلم الذي يراود كل السودانيين بعد أن نالهم التعب والرهق من هذه الحروب التي ما أن تنتهي حتى تبدأ.. بسبب تعود أمراء الحرب الذين يقودون الحركات المسلحة.. وحينما يصف الإمام الصادق المهدي برنامجه بالمتكامل لانهاء الحرب والبدء في تشغيل مشاريع التنمية لابد أن يؤخذ حديثه بالجدية ذلك لأنه لا يمكن تجاهل النفوذ القوي لحزب الأمة في تلك المناطق. ويبدو أن الإسلاميين منوا أنفسهم بمشاركة ا لإمام الصادق المهدي ودخوله الحكومة، وقد أبدى بعض الكتاب الذين ينتمون للتيار الإسلامي ا لعريض منهم من طالب بضرورة إعطاء الإمام منصب رئاسة الوزراء وأبدوا ترحيبهم بشائعة قرب الاتفاق مع حزب الأمة، وذلك من خلال عدة كتابات صحفية، والحديث التلفزيوني للأستاذ حسين خوجلي والذي أبدى فيه أهمية التعاون مع الصادق المهدي وأنه لا يشك في صوت إنتمائه للتيار الإسلامي العريض.. ويرى أنه متى ما أصبح جزءاً من النظام سيزيده قوةً ويوسع قادته.. ويلغي أي تفكير في الحرب. ويرى المراقبون أن دخول المهدي والميرغني يكون النظام قد ضم أقوى شخصيتين معارضتين إلى صفوفه وبذلك يصبح أمر إقتسام السلطة والثروة مع الحركات المسلحة أكثر سهولة، وستكون هذه الجماعات أكثر مرونة، بعد أن تفقد أي غطاء سياسي، ذات الأمر يجعل أمريكا و أوربا لاتجد حجة لحصار السودان، ومنع قطع الغيار عن مصانعه وآلياته التي تستخدم في التنمية، فيما يرى المراقبون تحقيق ما وصفوه بالأحلام الوردية التي دفعت في اتجاه الترحيب بالمهدي لأنه رجل بخلفية عريضة عميقة بكل مشاكل السودان، ويتمتع وأسرته بمكانة عند كل أطراف الصراع وبمقدوره إقناع الذين يحملون السلاح بوضعه أرضاً والعودة للتفاوض والحل السياسي . وعلى الجانب الآخر هناك من يصف الإمام الصادق المهدي بالمتفائل أكثر من ما ينبغي وأن خروج علي عثمان ونافع والجاز هي رغبة تاريخية في إقصاء رموز الحركة الإسلامية على حد قول القيادي بالمؤتمر الشعبي والمحلل السياسي د. أبوبكر عبد الرازق والذي استند قوله بالعودة إلى تصريح الصادق في ندوة إقامها حزب الأمة بداره والتي قال ا لإمام بحضور الترابي إن الانقاذ (2) أفضل من الانقاذ (1) ويقول عبد الرارزق فإنه من الطبيعي أن يرى الإمام أن الانقاذ (3) أفضل من الاثنين معاً وأضاف بالقول في حديثه ل (آخر لحظة) ترحيب الإمام بخروج رموز الحركة الإسلامية اعتقاداً منه أنها مقدمة للتحول الديمقراطي، وهذا ليس وارداً بحسب عبد الرازق الذي يرى أن التغيير في الأشخاص لن يخدم القضايا الوطنية مادام الرئيس البشير سيرشح مرة أخرى.. وأضافة إلى دخول بكري حسن صالح نائباً للرئيس مما يعلل على أن ما حدث بحسب عبد الرازق هو اقصاء للتيار ا لإسلامي و التيار المدني. مشيراً إلى أن الحل ليس ببرنامج حزب واحد لكنه بالتحول الكامل للتداول السلمي الحر، وذلك لن يتأتى إلا بحكومة انتقالية استمرارها تنفيذياً وليس سياسياً لوقف الحرب وتشغيل التنمية.