الأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بالاعلام لك التحايا والود والسلام.. ورغم إننا في الضفة الأخرى من النهر.. رغم إننا نجابه المؤتمر الوطني في صلابة.. ورغم إننا نناهض انفراده بالحكم طيلة ربع قرن من الزمان.. «بالله لا تقل لي نحن لا ننفرد بالحكم بل معنا الأحبة في الاتحادي «الأصل» وذاك الذي انشطر.. لا تقل لي إن معنا حزب الأمة بأجنحته الملونة» لأجيبك.. وفي كلمات مهذبة بل لاسألك سؤالاً مدوياً.. وهل «هرول» أو ركض إلى حياضكم هؤلاء وهم يشترطون عليكم تنفيذ برامج أحزابهم.. أم جلسوا في مقاعد الحكم الوثيرة راضين بدور «الركاب» في مركب لم يساهموا فيها «بلوح» من الخشب.. وهل هؤلاء يسمح لهم أصحاب الجلد والرأس أن يقتربوا من «الدفة» وهل يجرؤ أي منهم بأن ينام في الغرف الوثيرة أم كل مكانهم «الدك» آه كدت أنسى وكدت أخرج من الموضوع.. أعود إليه مجدداً.. وأقول لك يا صديقي.. إنه رغم كل ما تقدم دعني أهنئك من صميم فؤادي و أمد لك يدي بيضاء من غير سوء ناضبة بالمودة والحرارة لأبارك لك استوزارك رغم إني لم أبارك لأي «انقاذي» الاستوزار ولك أن تسأل ولماذا تبارك الآن.. لأجيبك أبارك الاستوزار لسببين.. أولهما إنه يسعدني كثيراً ويطربني جداً صعود الشباب إلى القيادة.. والمراهنة الرابحة على المستقبل والخطو الواثق نحو الغد.. الذي نأمل أن تأتلق فيه أرض الوطن أنهاراً و ظلاً.. السبب الآخر.. شعور قوي يمور ويفور بين تجاويف ضلوعي.. بأن الانقاذ قد اختطت درباً آخر بعد أن كانت تركض في طريق لا يقود إلى «البصرة».. ولاكن صريحاً أكثر مما ينبغي.. دعني أعود إلى تصريح «ناري» أطلقه شيخنا الموقر الجليل إبراهيم السنوسي عند عاصفة التغيير أو الزلزال فقد قال الرجل.. إن الانقاذ وبذاك التغيير قد أقصت الحركة الاسلامية عن الحكم وقبل أن أشرح لك شعوري بالفرح أو العشم أو الأمل أو المعجزة التي أترقب حدوثها بأن تتحقق مقولة شيخنا إبراهيم دعني أحكي لك هذه القصة وهي من أحداث وحكم خلفاء المسلمين في الدولة العباسية.. صعد المنبر أحد الخلفاء العباسيين وخاطب الرعية قائلاً «إنه لما وليت الخلافة رفع الله عنكم الطاعون» وهنا إنبرى له أحد الأعراب وقلبه يصطخب «بالرجالة» وخاطبه و«عينو في عين الخليفة» قائلاً: «إن الله أكرم من أن يجمع علينا الطاعون وأنت».. تصدق يا ياسر لم يحدث له أي شيء.. ولست أدري إن كانت الانقاذ «تغفر» أو تعفو أو تسامح إن قلت «كتيره علينا وصعب علينا احتمال الانقاذ والحركة الاسلامية معاً». ياسر كل الذي تقدم «ونسة» مع «وزير» وأنا يا صديقي.. لا أتونس مع الوزراء والأمراء والقادة الا عبر الورق.. فأنا لا أقف ابداً.. أبداً على أبواب السلاطين.. بالمناسبة إن مغتي وكراهيتي للمتنبيء.. رغم إني اعترف بأنه أشعر فحول شعراء العرب.. وأعترف بأنه عبقري الكلمة وأمير الحرف وملك التصوير وبحيرة الحكمة شعراً إلا إني أكن له احتقاراً شديداً فقط «لتسكعه» أمام أبواب السلاطين راكعاً منحياً أمام كراسيهم وأحياناً ساجداً متمرغاً على تراب وطأته أحذيتهم الثقيلة الطاغية.. هنا تنتهي الونسة وغداً نبدأ معك الحديث عن مطالبنا من الاعلام الذي أنت وزير دولته في دولة الانقاذ ما بعد التغيير.. لك الود وبكرة نتلاقى