الحبيب الصديق يوسف عبد المنان مرة أخرى لك من السلام تلال.. ومن الود أطنان.. وما زلت أمشي معك كل الخطاوي الممكنة.. والبقدر عليها وأعرفها.. وما زالت يدي بيدك وكتفي بكتفك.. وزندي بزندك.. وما زلت معك في خندق واحد نقاتل- بالكلمة- سوياً.. ونخوض المعارك كان تزيد أو تقل.. وما زلنا في حلف وطني بديع.. أعلم أنه- سيتفرتق- لأنك لن ترى ما أرى ولن أرى ما ترى.. ولكن دعنا نهتبل هذه السانحة- سانحة خوفنا ورعبنا وفزعنا من أيام مخيفة تزحف على الوطن تقطع الليل الحلوك.. صديقي.. أوافقك في صرامة وحديدية.. وأهتف معك ونستدعي الصاغ أبو بكر.. وكناره ليهتف معنا.. هتافاً يشق عنان السماء.. لا للانتخابات.. وأزيد عليك- كيل بعير- لأقول اقسم بالتي احبها وقسماً لأبرن قسمي.. اذا قامت انتخابات 2015م والأحبة في المؤتمر الوطني.. يمسكون بكل تلابيب الوطن.. والإخوان في «الانقاذ» يقبضون بقوة على كل «صواميل» البلاد وجرت الانتخابات في عهدهم ذاك السعيد والذي فاق سنين «البيد» لن يفوز غيرهم حتى لو كان المراقب هو بانكي مون وبجانبه السيدة «آشتون» نيابة عن كل الاتحاد الأوربي.. ومعهم جيش عرمرم من المراقبين الدوليين وحشود من منظمات الشفافية.. بل دعني اؤكد إن المجلس الوطني عندها سيكون ايضاً خالصاً للأحبة «الإخوان» وإن كل عضويته من المؤتمر الوطني.. مع «تحلية» صهريج الماء بملعقة سكر والمعلقة بها «خمس» ذرات سكر ذرة من المؤلفة قلوبهم.. وذرة من الذين أخلوا لهم دائرة فقط لانهم من «الأحزاب» المؤتلفة معهم والتي انشطرت أو تشظت من الأحزاب الكبيرة والتاريخية.. هؤلاء يا حبيب.. ركضوا بل هرولوا تجاه الحكومة ليس حباً في سواد عيون برنامجها فقط أحبوا في عنف وعنفوان مقاعدها الوزارية الوثيرة والفخيمة.. أتفق معك في أن «توفر» الحكومة مبلغ ال(ستماية وخمسون أو ثلاثون مليون دولار) كلفة الانتخابات وان ترصف بها طريق «أم درمان- بارا» ولها من الله الثواب ومن مواطني تلك الفيافي الشكر والعرفان.. أنا يا يوسف وحتى هذه اللحظة ظللت أساءل «روحي».. هل هؤلاء الأحبة قد «صدقوا جد.. جد» إن الانتخابات التي أتت بالمجلس الوطني الحالي والذي هو في آخر أيامه.. صدقوا إنها كانت انتخابات شفافة ونزيهة وديمقراطية.. صدقوا إن كل مواطن سوداني اقترع في الانتخابات قد صوت للمؤتمر الوطني.. ثم أين جماهير حزب الأمة القومي التي وفي كل جمعة تملأ مسجد ود نوباوي وكل الساحات المحيطة به.. أين جماهير مولانا تلك التي استقبلته في حشود بل وفي سيول عندما أطل عليهم في كسلا.. صديقي يوسف.. وما زلت أمطر الأحبة في المؤتمر الوطني بسيل من الاسئلة.. ترى أين هم الذين صوتوا لكم.. أين يسكنون.. ولماذا لا نراهم بالعين المجردة.. و «تصدق» يا صديقي.. إنني أبداً أسأل نفسي «يا أخوانا ناس الحكومة ديل وين» وهل تريد أيضاً مني قسماً.. ما في مانع.. أقسم لك بالذي رفع السماء بلا عمد.. اني لم اسمع مواطناً واحداً قد دافع عن هذه الحكومة.. رغم إن «ونستنا» في كل خيمة أفراح هي الهجوم الضاري على الحكومة وكيف أن الحياة أصبحت مستحيلة يشترك في النقاش «كل شلل الترابيز» ولا يعترض مواطن واحد ليفند حديثنا أو يدافع عن الحكومة.. نفس الحال في «ونستنا» في صيوانات العزاء نمطر الحكومة بمدفعية ذات كثافة نيران هائلة.. نتحدث عن الغلاء.. وكيف إن بعض «الإخوان» وبعد أن كانوا في فقر ومسغبة أصبحوا يتجولون بالفارهات من السيارات.. ويبنون الفخيم والعظيم من العمارات.. وكيف انهم يستشفون في بلاد الكفار وبعضهم يتجولون في عواصم الجليد والضباب والنور.. نتحدث «صدقاً» أو «كيداً» و «بهتاناً» بأن فلان قد امتدت يده إلى مال الدولة.. ولا نترك للحكومة «صفحة ترقد عليها» ووحياتك يا صديقي ولا أحد في كل تلك «الخيمة» يوقفنا عند حدنا مدافعاً عن الحكومة أو حتى عن الإخوان.. يا صديقي.. لندافع عن ال650 مليون دولار دعني أقترح نيابة عن كل أحزاب المعارضة أن لا تصرف الحكومة على الانتخابات «تعريفة» وأن تمدد للمجلس الوطني الحالي ليبقى ما بقيت الانقاذ ممسكة بدفة الحكم في الوطن الجميل.. ولكن بشرط أن تترك لنا الحكومة أن نخاطب المنصة والأعضاء عبر رسالة نكتبها لهم بكرة.