الأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة للاعلام.. مرة أخرى لك التحايا والتوقير والاحترام.. اليوم نقدم لك مطالبنا والذي نريد من وزارة الاعلام في الجمهورية الثانية والتي نأمل ونستجدي الله في خشوع ابن الفارض وإلحاح العدوية أن تكون جمهورية ثانية لا علاقة لها أبداً بجمهوريتكم الأولى وأن لا تكون مع الانقاذ الأولى والتي بلغ عمرها ربع قرن من الزمان وأن لا تكون معها ذات زمام منقضب.. بل أن لا يجمعها بتلك التي أرهقتنا وعذبتنا إلا الاسم فقط.. بالمناسبة يا سيادة الوزير نحن بل أنا لا يجمعني بالمؤتمر الوطني ولا خيط أوهى من خيط بيت عنكبوت.. ولكني أملك الحق وكل الحق في أن أبدي رأي اؤيد أو أعارض وأجادل واناقش وأبارك وأناهض فقط لأني مواطن كامل المواطنة في هذا الوطن الجميل.. صحيح أن المؤتمر الوطني هو من يحكم البلاد.. ولكن الصحيح أيضاً أن الحكومة هي حكومة لكل السودان.. وكل شعب السودان أو يجب أن يكون.. ومن هنا كانت كلماتنا هذه لك بوصفك وزيراً في وزارة الاعلام.. أقول ولأنك لم تأت لهذه الوزارة من كوبا أو الإكوادور إذن حتماً ويقيناً إنك عشت معنا «فوضى» التصريحات تلك العارمة والتي كانت تهطل بل تطرق رؤوسنا ساعة إثر ساعة.. صحيح إننا كنا لا نأبه لتلك التصريحات الهاطلة كمطر العينة والصحيح ايضاً انها كانت تفرقنا في بحور الغضب وأحياناً السخرية ومرات الاستهزاء ومرات الضحك من أي تصريح مهذلة.. لأن جمع كبير من «إخوانك» وكل «واحد» فيهم كان يعتبر نفسه «رئيس جمهورية السودان» لينتفخ و يتيه وصورته على صفحات الصحف وتصريحه في الصفحات الأولى.. وبالبنط الكبير.. و «حكمة الله» إنه في ذات التصريح لا يقول شيئاً.. سيدي الوزير يوسف.. إن كل الدول المتحضرة و كل الحكومات الرصينة لحكوماتها المركزية ناطق واحد باسمها.. ذلك في كل العالم إلا في هذا الوطن الجريح في لسانه أو المغيب لسانه الرصين رغم إن عشرات الألسنة مطلوقة في الهواء الطلق.. تملأ الفضاء و «ورق الجرائد» كلاماً يمكن أن يفتح على الوطن أبواب الجحيم أو يحدث منخفضاً تهب من جيران الوطن أو أعداء الوطن أو حتى أصدقاء الوطن رياح دونها صرصر العاتية.. والآن إلى أول مطالبنا.. وهو أن يكون الناطق الرسمي باسم حكومة السودان هو وزير الاعلام الاتحادي أو وزير الدولة بالاعلام والذي هو أنت شخصياً أو الاثنان معاً.. صوناً وحفاظاً على مكانة الوطن و رصانة اللسان.. لاحظ كيف يحتفي الشعب وكل الناس ببيانات أو تصريحات الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد وكيف يأخذ الناس مأخذ الجد كل تصريح للناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء السر وكذا الحال بالنسبة للأمن والمخابرات. استاذ ياسر ولأن «الأحبة هواة التصريحات وبعد أن ملأوا الساحة في السنوات الماضية قد وصلوا مرحلة الإدمان.. ولأنهم لن يسكتوا أبداً نأمل أن تدعهم يصرخون في اليوم ألف مرة ولكن عن «المؤتمر الوطني» بعيداً عن السودان وحكومة السودان.. و «المؤتمر الوطني» كحزب لا دخل لنا به ولا تجمعنا به غير وشيجة السودان لذا وبالطبع لا تزعجنا التصريحات عنه ومن داخله أو خارجه ولاكون أكثر وضوحاً ودقة.. دعنا نقول إننا قد «شبعنا» حتى التخمة من تصريحات الدكتور ربيع عبد العاطي والدكتور قطبي المهدي وحتى مولانا الموقر محمد حسين الأمين والسيد هجو قسم السيد.. وهذان الأخيران يمكن أن يتحدثا عن المجلس الوطني.. كما يشاءان ولكن لا نقبل الحديث عن الحكومة ومخزون البلاد من القمح.. هذا هو مطلبنا رقم واحد.. أن يتحدث لسان واحد عن الحكومة ولا يهمنا بعدها إن اطلقت آلاف الألسنة تصريحات ولكن عن المؤتمر الوطني.. بكرة نواصل