كل المؤشرات في الأفق السوداني المصاب بالتوعك ، تؤكد ان الجنوب انفصل فعلا عن الشمال من زمآآآآآآآن ، ولا أقول طبعا ( استقل ) كما تروج لهذه النغمة بعض وسائل الإعلام الغربية التي تصب الزيت في النار الحامية ، أقول الانفصال حدث ونحن ندري تماما ان خيار معظم الأشقاء في الجنوب سيكون للانفصال ، إما آليات استفتاء تقرير المصير والذي منه فإنما هو مجرد تحصيل حاصل تماما مثل مباراة في كرة القدم نتيجتها ( لا تودي ولا تجيب ) ، الجنوبيون اختاروا قبل فترة النشيد الوطني الخاص بهم لتأكيد سيادة الدولة الجديدة ، وأطلقوا فضائية تخصهم ، والله اعلم كم حجم المليارات التي صرفت لشراء الأسلحة والعتاد وكم المبالغ التي صرفت لتدريب الجيش الشعبي ، قبل أيام تظاهر الجنوبيون الهاربون إلى إسرائيل طلبا للانفصال وتطبيع العلاقة مع إسرائيل ايوه إسرائيل ، كل هذه المؤشرات تؤكد ان الانفصال وقع فعليا ، المهم علينا من الآن فصاعدا ، في الشمال والجنوب الاستعداد لكافة التداعيات المرتبطة بالانفصال ، وافصل (ضراعي ) بفأس سنين ان مخاض ولادة الجنوب لن يكون سهلا ، كما مقولة ( توته توته انتهت الحدوتة ) ، فالشماليون في الجنوب ربما يعانون وربما يفقدون ممتلكاتهم وربما أرواحهم في هوجة الفصل السوداني البايخ وربما يحث نفس السيناريو السوداوي في الشمال ، وإذا كان الشمال بما يمتلكه من مؤسسات دستورية وكوادر بشرية على صعيد الجيش والشرطة وكافة التفريعات الأمنية التي جاءت بها حكومة الإنقاذ قادر على فرض الامن وكبح جماح المتهورين من أهل الشمال والجنوب اذا وقعت الواقعة ، فمن يحمي الشماليون الذين يعيشون في الجنوب منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى تاريخه ، ففي حال انحاز الجنوبيون إلى خيار الانفصال وأصبحت لهم دولة تخصهم ، أتصور ان الفرحة ستفقد الأشقاء في الجنوب صوابهم وربما تحدث كوارث من بعض الغوغاء والدهماء ليس ضد الشماليين الذين تمسكوا برائحة الأرض وفضلوا البقاء في الجنوب ولكن ربما تشتعل حروب قبلية من قولة تيت بين أطياف القبائل الجنوبية وتصبح اكثر دموية من حرب داحس والغبراء في التاريخ العربي القديم ، وفي المقابل فأن الشماليين لن يسكتوا على ما حدث لإخوتهم في الجنوب ،وربنا يجيب العواقب سليمة ، أقول قولي هذا لأن هناك أطرافا خارجية وربما سودانية يهمها ان تشتعل الساحة ، لأن هؤلاء يهمهم ان يكون السودان مشتعلا أربعة وعشرين قيراط ونصف القيراط ، اسمعوني ، صاحبكم العبد لله لا يعاني من نظرية المؤامرة أو شيئا من هذا القبيل ، لكن هذه مجرد هواجس ربما تجول في خاطر رجل الشارع السوداني وتكتم على أنفاسه بشده ، إما المصيبة الكبرى التي يجب ان نضع لها إلف حساب فان كافة المؤشرات والدلائل تؤكد ان إسرائيل بنت الذين تجلس على ( الحر كرك ) فمن قولة تيت سوف تدخل إلى تضاريس الجنوب حاملة خبراتها في مجال تقنيات الزراعة والمياه ، خصوصا وان إسرائيل منذ ان ولدت تحلم ان يكون لها حصة في مياه النيل ، إذن استعدوا ياجماعة الخير واربطوا الأحزمة للطيران عبر خطوط الانفصال ، متجاوزون خطوط الطول والعرض وبالطول والعرض سودانا يهز الأرض . وآه من فصلك يا وطن .