لاشك أن الاصولية الاسلامية بتطرفها وخلوها وضحالة فكرها، لم تكن لتشكل ظاهرة بهذا التضخم مع كل موجباتها النسبية لولا التوظيف الامريكي لها في الفخ الافغاني مع تعاون الرئيس المصري أنور السادات وأستجابة دول الخليج العربي وبما أني مسلم عربي ملتزم بهذة الامة عضوياً فقد أردت منذ فترة مبكرة ترجع الي منتصف الالفية مواجهة عدة تحديات من صميم هموم الامة. اولاُ :- كيفية تغيير نظرة المسلمين تجاه امريكا فكرياً وربط هذا الامر بعلمانية الفكر الوضعي الذي يعمل لعزل الدين عن الحياة وبالذات علي مستوي النظم السياسية. ثانياً :- تحديات الفكر الديني التراثي الممضوي الذي يستلب الحاضر باسم الموروث بتاريخه وينبذ كل فكر تجديدي معاصر. ثالثاً :- التصدي لحظر التطرف الاصولي الذي يستمد فكرة من التأويل المنحرف للتعاليم الاسلامية ويوظفها حركياً حتي ضد المسلمين أنفسهم. هذا ما دفعني الي ان اكتب عن الولاياتالمتحدةالامريكية وابين لها بان الاسلام في السودان هو اسلام وسطي صوفي متسامح والشعب شعب واعي ومدرك لجميع التيارات الوضعية والعلمانية التي تدور حول فلك خاص بها ،فان المشكلة في التعامل مع الفكر الديني السائد والمشترك بين معظم المسلمين من جهة والفكر الاصولي المتطرف من جهة أخري أن هنالك ماهو مشترك بينهما علي مستوي الفهم العام للدين وتبقي الاختلافات في التأويل والنمطية العقلية والمسلكية ومع أختلاف (المواقع) وما بين (يداريها) وأن كان (متشدد) فأن كان مهادنا فهو ضد الانظمة ويكفرها. لم تهمني الانظمة بقدر التحديات المعاصرة للفكر الاسلامي سواء من جانب الوضعيين العلمانيين او الاسلاميين التقليديين او المتطرفين ولذلك قررت أن اقدم هذا الفكر فالخطر ليس مصدره المتطرفون فقط ولكن مصدره ايضا(الحرس القديم) من جيش الفقهاء التقليدين لأنهم هم الذين يمهدون بفكرهم التقليدي السائد ورفضهم للتجديد (النوعي) ولهذا خيراً فعل السفير الامريكي في الخرطوم بزيارته الي مشايخ الطرق الصوفية وأرى بأن امريكا غيرت من النظرة بزيارتها الي الطرق الصوفية عبر السفير الامريكي في السودان. أن الارضية لنمو تأويلات المتطرفيين اذ يرفض التقليدين أي (تجديد نوعي) يستند الي مناهج معرفية تحليلية ونقدية معاصرة تعيد الاستنباط اوالنظر في النص الديني. لهذا حين أحتاج المخطط الامريكي الي ابتعاث أصولية أسلامية متطرفة وظاهرة السادات علي ذلك ، استجابت لها دول الخليج ، وكانت الارضية المتطرفة الدينية نفسها مهيأة واكتفي الفقهاء التقليدون وبوصفي مسلم صوفي وعميد كلية احب ان انشر الاسلام الصوفي الوسطي في الآتي: اولاً لابنائي الطلاب وثانياً للمجتمع المحيط بي واعداد من هم سيقيمون بنشر الفكر من خلال مركز الخرطوم لتدريب دراسات الملكية الفكرية فهولاء الشباب هم المستقبل يجب ان يكون لديهم اسلام معتدل صوفي والان انا لست الوحيد أو الفريد من نوعي فقد اسست قاعدة فكرية بمجهودي الفردي فلم يكن فكر التوصل بين السودان وامريكا اول محطاته الصحفية ولكن بدأت قبل ذلك بأعوام وتأسست تحت يدي قاعدة جماهيرية من صفوف شباب المجتمع ومثقفيها والتي ولاول مرة بعد اعداد فريق عمل معد فكرياً ومنهجياً لاظهار صورة الاسلام الوسطي الصوفي والتعامل لاول مرة مع الادارة الامريكية من خلال مقابلات ومناقشات سنحددها مع السيد / السفير الامريكي الذي رايت منه دون مقابلته انه يريد مد يده لحل الازمة السودانية بفكره الناضج وسياسته الحكيمة وصدره المتسع للاسلام وتاريخه يثبت ذلك وانتظروا أعزائي القراء نتائج هذة اللقاءات التي سترونها بعين اليقين من خلال التبادل الثقافي بين الخرطوم وواشنطن وسوف تثبت امريكا انها مع الاسلام وليس ضده ومع ابناء العرب والمسلمين انها تريد رفع كفاءة عقولهم وامكانيتهم من خلال التعامل المشترك الذي سيتم مناقشته مع السيد السفير بعد طلب الاذن لمقابلته في الايام القادمة. نظرة :- نحن نعلم بان الشعب الامريكي لديه رقي فكري ومن حقه علينا ان نثبت ان الفكر التطرفي الذي اصيب به بعض من ابنائنا هو خطر وعلينا محاربته كسودانيين وسوف يروا الحقيقة واضحة.