تكريم رئاسة الجمهورية لرئيسي حزب الأمة القومي وحزب الاتحادي الديمقراطي فتح النار أمامهم من قبل المعارضة التي شنت عليهم هجوماً اعلامياً كاسحاً واصفة الحزبين بالمخزلين للمعارضة وتجيء هذه الاتهامات المتبادلة هذه المرة على الحزبين معاً من قبل قوى تحالف المعارضة مما جعل حزب الأمة القومي وحزب الأتحادي الديمقراطي لأول مرة يقفان في منصة واحدة ويهاجمان تحالف المعارضة ويتهمانه بالتجمع الصغير الذي لا وزن له على حسب تصريحات رئيس اللجنة الاعلامية بالمكتب السياسي لحزب الأمة الاستاذ عبد الحميد الفضل والذي أشار بأن لدى حزبه الكثير من ما سيقوله للتحالف، ولكنه يحتفظ به للوقت المناسب. موضحاً بأن تكريم الإمام الصادق المهدي من قبل الحكومة يعتبر اعترافاً منها بجهوده في خدمة الوطن، ولا يعتبره تنازلاً عن مناداته عن قومية الدستور وقومية الحكم ويوافقه في هذا الرأي ايضاً بالمقابل عضو هيئة القيادة بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي نايل الذي وصف هجوم المعارضة بالمحاولة البائسة لتغطية علاقاتها المستترة بالانقاذ مبرراً قبول رئيس حزبه للتكريم بأنه مكرماً أصلاً من جماهير الحزب والوطن. الشاهد على حرب التصريحات المتبادلة ما بين قوى تحالف المعارضة وحزبي الأمة القومي وحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يرى أنها لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة في ظل حالة الاستقطاب الحادة للرأي للعام والتنافس حول قيادة المعارضة، ففي الأذهان آخر معركة كلامية سودت بها الصحف عناوينها كانت ما بين قوى التحالف المعارضة التي شتت هجوماً على الحزبين لمشاركتهما للحكومة دون اتخاذ موقفاً واضحاً وقراراً صريحاً بعدم المشاركة، مما دفع المعارضة إلى اتهام حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي بالمعوقين لعملية التغير الديمقراطي وفقاً لاجندتهم الخفية مع حزب المؤتمر الوطني، بدليل مشاركتهم في الحكم دون سحب وزراءهم ومنحهم فرصة للحكومة بالإستمرار في سياساتها وانفرادها بقراراتها. يرى مراقبون سياسيون أن مشهد المعارضة السودانية باتت لا تخلو من اتهامات متبادلة، وعدم توافق على أبسط المواقف ضد الحكومة، مما يجعلها ضعيفة ودون قوة في مواجهة الحزب الحاكم، وهذا يبدو واضحاً في حديث المؤتمر الوطني، الذي أعلن جاهزيته للإنتخابات، وبحسب تصريحات قبيس أحمد المصطفى نائب أمين الاعلام بالمؤتمر الوطني بأنهم واثقون من إكتساح انتخابات 2015م قياساً بانتخابات المحاميين التي جرت مؤخراً وكسبها الحزب الحاكم، واعتبرها تمريناً حقيقياً للإنتخابات. من ناحيته جاءت قراءة البروفيسور حسن الساعوري لمشهد المعارضة واضحة حيث قال ل«آخرلحظة» إن المعارضة في ذاتها مختلفة وغير متوافقة!! فكيف تحكم على قيادات حزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي؟ واضاف فاقد الشيء لا يعطيه،، منوهاً بأن هذه الصراعات سمة سياسية سودانية قديمة ينبغي على الأحزاب أن تتجاوزها.. وزاد بأن تكريم زعيمي حزب الأمة والاتحادي ليس سبباً ليكون كل هذا الهجوم من قبل تحالف المعارضة واعتبره ليس تخاذل من الزعيمين.. واضاف يجب أن يكون النقد على السياسات الحزبية، وليس الاشخاص. وختم بأن على المعارضة وتحالفها الذي في واقع الأمر يقف على أرضية غير ثابتة أن يعمل على التوافق الوطني قبل أن يظهروا على المشهد السياسي عبر التصريحات الاعلامية المستندة على شخصنة المواقف دون النقد السياسي للسياسات.. واعتبر أن ما يحدث لا يخدم السودان والقضية الاساسية في إيجاد مخرج للحكم والديمقراطية، ويجعل من المعارضة بكل أشكالها واحزابها مهزوزة لدى الرأي العام.