لم تكن حليمه تدري ان الشاب الغريب الذي اتي بصحبة شقيقها كان يحمل اليها انباء من ابنها المفقود منذ احد عشرة عاما ،قد تزيد اوتنقص قليلا ،لكن احساسا ما، كان يداعب وجدانهاوكان اخاها الذي دائما ما يجتهد في ان يبث الفرح في نفس مشاعر شقيقته وكانه يخشي ان يصلها الخبر من سواه، كيف لا وهو يعلم ان قلبها قف تفطر علي فقدان ابنها وفجأة وبعد سماعها الخبر دخلت حليمه في نوبة من البكاء الهستيري وفي غمرة ذلك تصمت وتنظر للضيف غير مصدقه وكان الباحث الاجتماعي بوزارة التنميه ابراهيم الهلالي بن عد الفرسان يؤكد لها انه قادم من ابنها مهند وانه حي يرزق . خروج مهند من الديار كانت الحرطوم ومازالت حلما يراود معظم الشباب في الاقاليم وهذا شئ طبيعي ، اما الغريب في الامران تمثل العاصمه منطقة جزب لاطفال لم لم يرتوا من حنين امهاتهم . كان اترب مهندلايشغلهم شاغل سوي لعب كرة القدم والسمر بعد ذلك لم يتجاوزوا اذآن العشاء ثم يعودون الي البيوت وفي ليلة اكتمل البدر فيها ، ولم ينفض سامرهم فقد كان القمر مغريا فاقتحمتهم فكرة شئيطانيه فراحو يعددون ماحسن الخرطوم بنجاحات حققها الكبار العائدون منها ، تاره وتارة اخري يذكرون مأثر نسجها خيالهم فهداهم الي ان حددوا يوما يشدون فيه الرحال ، ومما دعم الفكره وجود قطار نيالا الذي لايكل ولا يمل من الجئ والذهاب الي الخرطوم . فنفذو الفكره في اول رحلة عوده يقوم بها القطار الخرطوم ، الوصول الي الخرطوم :- الخرطوم استقبلتهم بكل قساوة الاطفال الخمس ، فلم يكن لديهم من يأون اليه ، ومنذ الليلة الاولي تفرقت بهم السبل وذهب كل في سبيله فما اكثر الشوارع في الخرطوم فهي تسع ماشاء لهاالقدر ان تسع ، دخول مهند الي مركز الرشاد:- كان مهنمد ومنذ المهد الاول طفلا وديعا ,هادئا فقد تربي في احضان اسرة لم تكن مفككة في منأ عن الخلاف يحفها الحنان في تماسك لاتحده حدود، ولحسن الحظ القت شرطة امن المجتمع القبض علي مهند في واحدة من حملاتها اليوميه التي تقوم بها وفقا لاتفاق مبرم بينها وبين وزارة التنميه الاجتماعيه ولاية الخرطوم ،والتي يتبع لها مركز الرشاد لتاهيل المشردين وذلك من خلال اختصاصين وباحثين اجتماعين ونفسين مدربين علي دراسات الحاله وتعديل السلوك والتاهيل ،. آوي مركز الرشاد مهند ابن الاثني عشره عاما ولما كان منبته طيب ومعدنه اصيل فلم يحاول كما رصفائه يفعلون فهم لم تفتر لهم همة من محاولة الهروب من المركز هذا علي الرغم من ان المركز يوفر لهم المأوي والماكل والمشرب والملبسى والرعايه الطبيه الدائمه ،وتوفير وسائل الترفيه هذا اضافة الي عملية التغير السلوكي المدروسه والمقصوده من قبل الاختصاصين اللذين اولو مهند اهتمام خاصا وذلك لادبه وطواعيته وهدوءه موهبة مهند:- بدأت موهبة مهند في كرة القدم تظهر ملامحها الي ان اصبح لاعبا مبرزا فيها عودة مهند الي الديار:- قرر الباحث الجتماعي ابراهيم الهلالي- والذي يعمل بذات المركز(الرشاد)- قضاء اجازته في منطقته وهي لا تبعد كثيرا عن مدينة نيالا ولما كان مهند في حنين دائم الي اهله وموطنه الملم فقد كان يذكر بعض الملامح القليله منها وقد ابانت ذلك دراسات الحاله الاوليه والاحقه التي دأب المركز القيام بها بين الفنية والاخري ودون الهلالي تلك المعلوات عن مهند وفور وصوله الي غرب السودان وبالتحديد الي مدينة نيالا مضي يسال عن اهل مهند ولما كان والده حامد من اعيان قبيلته فلم تستمر عملية البحث كثيرا فعثر علي خاله والذي بدوره رافقه الي والدت مهند . فاتصل الهلالي بمهند علي هاتفه وكان المتحدث من الطرف الاخر والدة مهند فما كان الا البكء من الطرفين . فسارعت ادارة مركز الرشاد – التي اقامت لمهند حفل وداع شارك فيه جميع العاملين با لمركز (الرشاد) وبدأت في متابعت اجراات مهند وذلك بان وفرة وزارة التنميه الاجتماعيه ولاية الخرطوم تزكرة طيران الي نيالا عبر الخطوط الجويه السودانيه . فحمدا لله لعودة ابن الاثنين وعشرين عاما الي زويه . واخير بقي شئ لنزكره وهو ان با لمركز الان نمازج لفتيان تم تاهيلهم ومنهم من هو عي مشارف الزواج الآن وسوف نتابع جميع هذه الحالات انشاء الله .