حذفتني من حياتك.. كحذف الهمزة في السكت.. وحذف الإعراب فرقاً بين الوصل والوقف.. ادنيتني وابعدتني.. فتأرجحت ما بين ساكن ومتحرك أو كحرف مدٍ.. وكانت نكبتي أنك لا تعلم مستقري ولا ما آل إليه أمري.. فحرضت كل الجمال والاخضرار تذكرة لمودتي رغم أني مقطوعة الوصل.. فأنت ضدي النديد.. والأشياء اذا افرطت في غايات تضادها ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت في قدرة إلهية تضل فيها الأوهام.. قتلتني بسلاح الصد وبعنفوان الكبرياء ولوعة ا لفكر.. كنت استل خنجرك المسموم.. شراييني لأرى بصماتك على شفير جريمتك النكراء في حق عواطفي الولهى لقطرةٍ من ودادك.. واني لأطيل العجب والتعجب من قلبي الذي لا يروى من جفافك وتحناني.. إلى ملامحك الرهيبة المسطرة بحروف الدهشة والوله من اخمص أصابعي.. فحين عشقت شعرك الأبيض في تقاسيم بديعة ما عدت استحسن الأسود، واني لاشكومنك في الملأ سراً ولافضحنك فضيحةً مستورة انك «سارق وقاتل».. تسير على أشلاء ضحاياك في خيلاء يناسب مجموع صفاتك النادرة.. فأنت تجيد كبت المشاعر في بئر صمتك وتجاهلك، وقد يمكن التمويه في أول الأمر على غير ذي الحس اللطيف، أما بعد استحكامه فمحال.. وانما يملك الانسان حركات جوارحه المكتسبة.. حتى ولو سكن الوجد بين جوانحه.. وطوى مكنون سره.. وصار مختلطاً في تمييزه..!! صبرت على جفاك حيناً من الحب.. في كلف مستهام، وفي كل ليالي الذكرى الحارقة.. أشهد دموعي على نفسي وأقول إنه حان عتقها رغم انك تجبرني على أن اعقد قرآني مع الألم في عهد وموثق تستهين به وتوصمني بالتطرف والجنون.. أقسمْ بجبروتك بأن اختيارك كان اضطراراً لا اختياراً ولو امكنني لاعدت اختيارك اضطراراً وأدخلتك حتف قلبي في سويداء الفؤاد.. أي آفة عظيمة هي أنت.. نبيل الماخذ.. مصروف الغوائل.. غامض المعاني.. طيب الأخلاق.. ثري الأعراق.. صحيح الأمانة.. مامون الخيانة.. كريم النفس.. نافذ الحس.. صحيح الحدس.. مضمون العون وكامل الصون.. ومبذول النصيحة.. فإن ظفرت بك يداي.. لشددت عليك شد الضنين، وأمسكت بقلبك إمساك البخيل. ü زاوية أخيرة هلا رحمت مبتسماً عصفت به الأشواق وهْنّا..؟ أنت السَّماءُ بدت لنا واستعصمت بالبعد عنّا..!!!