أسامة عبد الماجد: الطرفة التي تروى أن مسطولاً حاول أن يمارس الدجل والشعوذة وتم القبض عليه ، فقال له رجل الشرطة وبتهكم: لو حولت لي الكلب لي لبوه بفكك» وتبسم المسطول وقال له : بسيطة لو زول قال ليك يا كلب تبقى شنو .. أجب الشرطي: شتيمة.. وسأله المسطول وجمع شتيمه شنو قال له «شتائم» .. وطلب منه المسطول أن يمسح -حرف الشين - وسأله تائم بالإنجليزي يعني شنو؟ .. الشرطي وقت .. وأردف المسطول بسؤال والوقت من شنو ؟؟ أجابه: من ذهب .. والذهب شنو بالإنجليزي؟ .. أجابه قولد المسطول: شيل الدال بره الشرطي: قول المسطول: والبخش القول شنو؟ الشرطي: الكورة المسطول: شيل التاء بره الشرطي: كور المسطول: جيب دولة آسيوية تبدا ب «كور»؟ الشرطي .. فكر وأجاب: كوريا المسطول: جيب دوله عربية على وزن كوريا؟ الشرطي: سوريا المسطول: ورئيس سوريا منو؟ الشرطي: الأسد المسطول: وزوجة الأسد منو؟ الشرطي: اللبوة المسطول: خلاص أنا ماشي ورينا درب المواصلات. وإن كان المسطول الدجال أحس أنه برأه وبات وبكل ثقه يبحث عن مكان المواصلات فإن مسؤولين وقيادات، متهمون بقيامهم بالبحث عن الدجالين والمشعوذين في رحلة البحث عن المناصب والاستوزار والأمر إلى حد كبير يبدو مدعاة للدهشة ومثاراً للاستغراب.. خاصة وأن رجلاً مثل بلة الغائب المتصوف المعروف وصاحب التكهنات المثيرة للجدل زعم في حوار أجرته معه الزميلة «اليوم التالي» أن عدداً من المسؤولين استعانوا بالسحر للاستمرار في مناصبهم في السودان. وأكد أنه يعرفهم بالأسماء لكنه رفض الكشف عنهم، وحديث الغائب ليس بجديد، حيث سبق أن قاله مطلع العام الماضي في حوار أجرته معه الزميلة «السوداني»، بل وكرر في الحوار الأخير ذات مقولته القديمة الخاصة باستمرار البشير في الحكم لثلاثة عقود ونيف. لكن يبقى السؤال: هل بالفعل يهرول بعض المسؤولين إلي بيوت المشعوذين والدجالين؟! مسؤول سابق قال لي أمس هناك خلط لدى العامة بين الشيوخ أصحاب الطريقة الذين يقومون بفعل الخيرات ويوسمون بالصلاح مثل الشيخ البرعي والذي قد تقول له لا تنسانا من الدعوات دون أن تحدد له ما تريد.. وقد يقول لك إن شاء الله تبقى في منصبك لو كان في ذلك مصلحة للعباد.. ومضى محدثي في اتجاه عدم علمه بلجوء مسؤولين للدجالين. الحديث وإن كان هامساً عن زيارة مسؤولين للدجالين إلا أن رجلاً مثل إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبيرالشيخ كمال رزق قال في ديسمبر من العام الماضي حديثاً جهيراً في ذات الخصوص في خطبة له: إن قيادات تجري وراء المسؤولية والاستوزار، وفي سبيل الحصول على الكرسي تستخدم حتى الدجل والشعوذة في الوقت الذي يهرب فيه أصحاب القيم والأخلاق لأن المسؤولية أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إلامن أداها.. وهاجم رزق الباحثين عن المناصب.. وكان ذلك قبيل تشكيل الحكومة الحالية حتى أنه طالب بضرورة تشكيل حكومةراشدة تسند فيها الحقائب الوزاريةللقوي الأمين، وشدد على أهمية أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.. كان اللافت في حديث رزق مهاجمته غيرالمؤهلين الذين توكل لهم المهام واعتبر ذلك مدخلاً للفساد والترهل الإداري والإنفاق غيرالمرشد، ولعل الفئة الاخيرة هذه هي التي «قد» تدق أبواب المشعوذين.. وبالتمحيص الدقيق حول تلك الفئة بين المسؤولين من الممكن تحديد هويات أولئك الأشخاص.. لكن بالقطع يبقى من الصعوبة بمكان إن كانوا بالفعل يرتادون بيوت المشعوذين أم لا، خاصة وأن الظاهرة تنامت - الدجل - وبشكل كثيف، ويذكر أن قضية كانت أمام المحاكم كان من ضمن الضحايا طبيب مقيم بالخارج منح دجالين خمسة ملايين دولار من أجل أن يزيدوا له ذلك المبلغ فضلاً عن وقوع خليجيين ضحايا في قضية شهيرة كانت الأرقام فيها بملايين الدولارات. ومن الأحاديث الهامسة لجوء زوجات شخصيات دستورية للدجالين، ويؤكد أحد السائقين مع أسرة أحد الولاة عن قياداته لحرم الوالي منتصف الليل إلي شيخ بمنطقة جبل الأولياء. المسألة تبدو مؤكدة إلى حد كبير حيث روى الصحفي عيسي جديد عن لقائه برجل في ولاية النيل الأزرق على هامش الدورة المدرسية يبيع حجبات و«تمائم» كشف له عن زبائن ذوي صلة بمسؤولين، حيث قال-والحديث لعيسي - إن شباباً يقودون سيارات دستورية يأتون إليه لشراء حجبات خاصة تسمى «القفل» وهي في شكل طبلة، الهدف منها أنه لا تتم مساءلتك وتبقى في منصبك. وبالعودة للمسؤولين فإن ضعف الثقة في النفس وضعف المقدرات والخوف من اهتزاز الكرسي قد يلجأ لمشعوذين كما قالت أستاذة علم الاجتماع والتربية بجامعة النيلين د.جميلة الجميعابي ل آخر لحظة أمس، وأضافت المسألة المنطقية أن تسعى المناصب للأشخاص.. ولم تستبعد جميلة لجوء مسؤولين، وقالت إنهم بشر ومن تركيبة البشر الضعف، لكن نوهت إلى مسألة غاية في الأهمية وهي أن المسؤول الذي يلجأ للدجل لن تكون له أدنى درجة من الاطمئنان وهو يؤدي عمله، وأشارت إلى حاجتهم إلى معالجة طبية. أما الصحفية المتخصصة في شأن القضايا والحوادث مي علي آدم وصفت القضية ب «الحساسة»، ولم تستبعد وجود علاقة وثيقة بين مسؤولين ودجالين، وتوقعت وجود وسيط بينهما واستدلت بحادثة تابعتها في المحاكم عندما حكم على شخص بالإعدام بارتكابه جريمة قتل بسبب «مسؤولين»، حينما كشف القاتل إقدامه على تلك الفعله لجهة أن المقتول كان وسيطاً بينه ومسؤولين- لم يسمهم كان يوصل لهم حجبات- ويتسلم منهم أموالاً لم تصله.