احد اصدقائي من محبي المقالب حدثني عن جهل اصحاب المكتبات في العواصم العربية ، الرجل اخترع من دماغه حكاية كتاب بعنوان كيف تصبح ديكتاتورا ، طبعا الخدعة انطلت على اصحاب المكتبات ،بعضهم ذكر ان الكتاب كان لديه ولكنه نفذ وبعضهم حاول طمأنت الزبون المشاغب أن الكتاب سيكون بين يديه بعد اسبوع واحد ، الطريف ان هذا الكتاب ليس له وجود حتى في مكتبات زيمبابوي أو كوبا ولا حتى في جمهورية دكتاتور الدكتاتورية، عفوا حكاية هذا الكتاب ليست موضوعنا اليوم ولكن المسالة تتعلق باصدار عن وضع افريقيا بعد عشرات السنين من الإستقلال ،الكتاب اعده الكاتب الانجليزي مارتن ميرديث وجاء فيه ان جميع الدول الافريقية تعاني من الفساد وعدم تحقيق الصالح العام لمواطنيها ، وذكر الكاتب ابو لسان اطول من لساني أن علة الافارقة تكمن في جرثومة الفقر واجري ، وتساءل الكاتب عن الاسباب التي تجعل افريقيا افقر قارة على وجه الارض رغم ان تضاريسها عامرة بالخيرات من كل شكل ولون، ومضي الكتاب مؤكدا ان احصاءات صندوق النقد الدولي تشير الى ان اكثر من 88 في المائة من الافارقة يعيشون تحت خط الفقر الضكر ، طبعا الضكر دي من عندياتي ، ولا ادري لماذا نطلق على الفقر لقب الضكر ربما لان الرجال يوصفون بالجلافة والجفاف العاطفي ما علينا المهم ان القيادات الافريقية من طرف اذا تمكنت من القاء القبض على هذا الكاتب فمنه العوض وعليه العوض ، فعلاوة على شرشحته وسجنه ربما يقوم البعض بدشدشة عظامه وصنع كفتة معتبرة من لحمه وتقديمها للكلاب ، ليه كفا الله الشر ربما يرفع واحدا من اصحاب القلوب الرهيفة عقيرته محتجا ؟ الحكاية ببساطة لان هذا الكاتب فضح افريقيا وقادتها واتهم النخب في القارة السمراء انهم من مصاصي الدماء، كما جاء في الاصدار الفلتة ان السلطة في افريقيا تعتبر طريقا سالكا لتحقيق الثراء الشخصي ، كما هو الحال في السودان ودقي يا مزيكا، وان الاغنياء يحصلون على الخدمات العامة اكثر من الفقراء والمعدمين ، دي طبعا حكاية عجيبة وغريبة، في جميع بلدان العالم المتحضر المواطنون سواسية في الحصول على الخدمات بل ان الفقراء لهم الاولوية في التمتع بالخدمات العامة مثل التعليم والصحة والخدمات البلدية ولكن لدينا كل شيء يسير بالمقلوب ويا قلبي توب ، وعلى ذكر هذا الكتاب المشاغب فإن العالم يحتفل سنويا باليوم العالمي لمكافحة الفقر الضكر والانتاية ، اسأل فقط والسؤال بلوشي هل فكرت الجهات المعنية بمكافحة الفقر في السودان، هذا طبعا إذا كانت هناك جهات معنية بهذا الامر،إنه سؤال يحتاج إلى ضابط إيقاع .