االزائر لمدينة الجنينة (دار أندوكا)حاضرة ولاية غرب دارفور يلحظ هدوء المسرح السياسي رغم أن الولاية حدودية وكانت الي عهد قريب تقلق من أبنائها الذين يحتمون بجبل مون ومناطق اخري شاهرين السلاح في وجه الحكومة ومتمردين عليها بل حتي الوالي الحالي للولاية حيدر قالوكوما هو قيادي بحركة التحرير والعدالة التي إنحازت لإتفاق سلام دارفور المبرم في الدوحة القطرية.. والهدوء الحالي سبق عاصفة من الصراع السياسي الخفي والمعلن بين المكونات السياسية بل حتي داخل المؤتمر الوطني نفسه ناهيك بين الحزب الحاكم ومنافسوه. üü زرنا الجنينه بمعيه أمين أمانة دارفور الكبري الوزير عبد الواحد يوسف وهي بمثابة تدشين لبرنامج الطوافات التي اقرها الوطني وهو يستعد لمرحلة البناء التنظيمي .. وعبد الواحد تربطه صله وثيقة بالولاية الحدودية قبل تولي مهمته التنظيمية الحالية حيث كان أمين دائرة غرب دارفور بالاتصال التنظيمي في وقت سابق. ولعل السعاده الكبيرة التي غمرته وهو يتلقي (التمام) من رئيس الحزب بالولاية أبو القاسم بركه كانت في محلها والحزب هناك متماسك بصورة يحسده عليها حتي (المركز العام) ففي البناء التنظيمي كان التقرير الذي خرج من ادراج قيادة الحزب بالخرطوم منح (وطني دار اندوكا) المرتبة الاولي تلته الشماليه رغم أن منصب الوالي فلت من قبضته بأمر إتفاقية الدوحة. ولعل من المهم جدا سبر غور تلك الصورة التي تبدو في ظاهرها عصي إستيعابها عندما تسمع أو تنظر لخصوصية الولاية وهي حدودية وفي أقاصي الغرب .. لكن واضح أن إحتلال المرتبة الاولي جاء من خلال تسنم الشباب لمقاليد الحزب فجل الامانات يتولاها شباب بداية بقيادة الحزب فالامير / إبو القاسم بركة من الشباب الذين جاءوا من المؤسسات الشبابية في التنظيم ونائبه هو الاخر من الشباب مما جعل الحب اكثر فاعلية وتدب الحيوية في جسده وذات الحال إنعكس علي الجهاز التنفيذي والمعتمدون رغم الظروف القاهرة التي تعيشها الولاية بشكل عام . لكن الإستقرار الحقيقي مرده الإنسجام غير العادي بين الوطني وحركة التحرير والعدالة التي آل اليها منصب والي الولاية ولم يزعج ذلك الامر وطني دار اندوكا حيث ظلت الولاية لفترة تحكم بواسطة الشركاء وقد سبق الوالي حيدر (المتمرد السابق) لذات المنصب رئيس حركة التحرير ابو القاسم أمام الذي إرتكب حماقة سيظل نادماً عليها بعودته لصفوف التمرد مرة اخري. وربما الشراكة القائمة هناك لأن حيدر نفسه يعد أصغر ولاة الولايات سناً وبالتالي كان ذلك مدعاة للإنسجام مع نائبه بركه. وكان من الطبيعي مشاركة الوالي في مناشط وبرامج المؤتمر الوطني وهو الأمر الذي نوه إليه الوزير عبد الواحد بإشارته لذلك في اللقاء الجماهيري الحاشد الذي نظمه حزبه بمحلية سربا (شمال غرب حاضرة الولاية وخاطبه ممتدحاً (عدم تحسس) - هكذا قالها - الوالي من المشاركة في برامج المؤتمر الوطني وقال أن العلاقة بين الوطني والحركة اعمق وأوثق في غرب دارفور. وهي شراكة يعول عليها الحزب الحاكم كثيرا وقد اوصي الوزير عبد الواحد في اللقاء الخاص الذي جمعه بقيادات الحزب بالجنينة بالمحافظة علي الشراكة والتباهي بها ومحاولة تعميمها علي كل ولايات دارفور وعبر الرجل ايضا عن سعادته بمستوي اداء الحزب وإطمأن علي إستعداد حزبه للمرحلة المقبلة وهو ذات الامر الذي وقف عليه قيادات من ابناء الولاية بالمركز علي رأسهم إبراهيم أبكر رئيس كتله نواب الولاية بالمجلس الوطني والوزير والسابق البرلماني محمد صالح بركه واخرين . لكن سيطرة الحزب علي المسرح السياسي وإنفتاحه علي المكونات السياسية بلا إستثناء حتي الحاملة للسلاح بلغ قمته عندما تحدث في اللقاء الخاص قيادي من امانة الإنتخابات وللمفارقة كان ذلك القيادي ويدعي سعد من قيادات حركة التحرير بالامس القريب ما يعني أن الوطني هناك تجاوز المركز وقدم له درساً في (توسيع الضيق). الأمر الذي كان مثار إستغراب أن أكثر من عشرة من قيادات الحزب عندما تحدثوا أمام الوزير عبد الواحد الذي قدم تنويرا عن الاوضاع بالبلاد وخطاب الرئيس ومحاوره والحوار مع الاحزاب ? تحدث حديث المتواجد في الجنينة.. اما الامر مثار الإستغراب أن المتحدثين والذين تحدثوا بشجاعة يحسدون عليها، لم يتطرق احداً منهم من قريب أو بعيد للمسألة القبلية التي إستشرت بشكل لافت في الأونة الاخيرة وقد علق رئيس الحزب ابو القاسم علي ملاحظتي هذة وقال أن هذا هو سر نجاح الحزب بتقديمه للشخص بكفاءته وليس قبيلته.