طالب عدد من القوى السياسية الحكومة وقطاع الشمال بتقديم تنازلات لحل قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وتحقيق السلام الشامل، وقالت إن امام وفدي التفاوض بأديس أبابا مسؤولية كبيرة لنقل البلاد من مربع الحرب لمربع السلام والأمن والاستقرار. وتباينت رؤى ذات الأحزاب حول مواقف وفد قطاع الشمال في التفاوض، ووصف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الدكتور علي السيد موقف الحركة بغير الموضوعي لتجاوزها للقرار (2046)، واتهم السيد ياسر عرمان رئيس وفد الحركة بعدم الجدية في إجراء أي تقدم في الجولة الحالية للمفاوضات، وقال إنه جاء لطاولة التفاوض وهو يعلم أن المباحثات مصيرها الفشل، وزاد السيد في تصريح ل(آخر لحظة) أمس أن مواقف الحركة غير موضوعية وفيها تجاوز للقرار (2046)، وأضاف أن الحركة أرادت بهذا الموقف المحافظة على علاقتها مع الجبهة الثورية. وشن السيد هجوماً على الحكومة، وقال إنها لم تذهب للمفاوضات مستعدة بجانب أنها ليست لها خطة واضحة للتفاوض. مشيراً إلى أن معظم أعضاء الوفد ليست لهم خبرة كافية في التفاوض.لافتاً إلى أن الوطني تنصل عن ما ورد في الخطاب الأخير للمشير عمر البشير بشأن الحوار الشامل، وقال إن التفاوض مع حاملي السلاح يجب أن يكون ضمن الحوار الشامل لحل كافة قضايا البلاد.ومن جانبه قال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إنه يتفق مع الحركة في رؤيتها المتعلقة بالحل الشامل لكافة القضايا، وأعرب عن أمله بأن لا تفشل جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة وقطاع الشمال، وقال ل(آخر لحظة) إن فشل المحادثات بين الطرفين يعيد البلاد لمربع الحرب، وأضاف أن هناك مسؤولية على الحكومة والقطاع لنقل البلاد من مربع الحرب للسلام والاستقرار.وقال عمر إن حزبه يتفق مع الحركة في الرؤية المتعلقة بالحل الشامل لكافة القضايا بالبلاد، وأردف أن الوطني يجب أن يقر بأن الأزمة شاملة لا تنحصر فقط في قضية المنطقتين. مطالباً كافة الأطراف بتقديم تنازلات لمصلحة السلام، مشيراً إلى أن الحزب الحاكم إذا كان يرى أن حل القضية ينحصر في المشورة الشعبية فهو واهم. وفي السياق طالب عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صديق يوسف طرفي التفاوض بضرورة الاتفاق على وقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحزب. وقال ل(آخر لحظة) إن حل القضية يجب أن يبدأ أولاً بوقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة وإيصال المساعدات للمتضررين ومن ثم التحاور حول القضايا الأخرى، وأضاف أن سياسة الإصرار على حل كل شيء جملة واحدة «أو بلاش» غير سليمة، وقطع بأن المفاوضات ستفشل في حال عدم الاتفاق على وقف العدائيات وإيصال المساعدات وسيزيد من تمترس كل طرف على مواقفه، وقال إن القرار السليم أن تتفق الأطراف على وقف العدائيات لفترة زمنية محددة يتم خلالها عقد مؤتمر جامع يشارك فيه كل أهل السودان لحل كافة القضايا التي تعاني منها البلاد.