ارخص شيء في هذه الايام في السودان الكلام عن انفصال الجنوب والتداعيات التي يمكن ان تحدث جراء هروب الشق الآخر من الوطن عن شقيقه في الشمال ، وفي وسط هذه المعمعة تتصاعد أسعار السلع والمنتجات بصورة جنونية تجعل أجعص أو جعيصة يجلس على صفيح ساخن ، وأتصور ان العد التنازلي للانفصال ، فصل عن المواطنين بكافة ألوان طيفهم سوى التماسيح الكبار طبعا فصل عنهم مراكز الإحساس بالصدمة من الأسعار والفقر الضكر ، ومن حسن حظنا إننا لم نسمع أو نشاهد مواطن سوداني فقران أصيب بصدمة الأسعار، ودخل في غيبوبة من ابو كديس كما هو الحال في الهند حيث سبق ان أصيب مواطنا هنديا بصدمة الأسعار ، وبدأ يهذي مثل المجنون ودخل في غيبوبة استمرت لمدة ثلاث أيام وبعد ان أفاق من غيبوبته هرب مع زوجته وأطفاله إلى منطقة معزوله للتخلص من إيجار الكوخ وأسعار السلع الاستهلاكية ، والله اعلم فيما اذا كان الرجل لم تداهمه صدمة اخرى ، المهم نحن في السودان رغم غلاء الأسعار لسنا بحاجة إلى الهروب من المدن والقرى إلى الصحاري لنسيان هموم الحياة وانما بحاجة إلى صدمة من العيار الثقيل تجعلنا نستفيق من القادم الينا في الطريق فبعد انفصال الجنوب ستتغير الكثير من معالم الحياة لدينا وربما ترتفع أسعار الوقود اكثر مما هي عليه الآن وقد تتضاعف أسعار جمارك السلع والضرائب ومدخلات الانتاج وساعتها سوف نعيش الصدمة بحق وحقيق ، لذا فانه يتعين علينا من الآن فصاعدا التحسب للصدمات التي سوف تجتاح الشق الشمالي من الوطن ، واقترح يا جماعة الخير ان تكرس وزارة الصحة الاتحادية جهودها من اجل استيراد ملايين الأطنان من عقاقير مكافحة صدمة الفقر وغلاء الأسعار وان يتم توزيعها حسب الكثافة الديمجرافية في الولايات كافة وبواسطة هذه العقاقير يمكن تجاوز آثار صدمة الانفصال وغلاء المعيشة في الوطن ، عموما ما يجعل القلب يشتعل من الصدمة ان الفقراء يزدادون فقرا فيما تواصل ثروات المحاسيب والتماسيح الكبار الصعود إلى أعلى ، وفي حالة عدم تمكن وزارة الصحة الاتحادية من تأمين عقاقير مكافحة صدمة الفقر الضكر فما علينا سوى البحث عن علاج الفقر بكل روية خصوصا وان متوسط دخل الفرد في السودان ربما لا يتجاوز ال260 دولار ، وطبعا أسباب الفقر لدينا معروفة وهي تشبه تماما الأسباب في الدول الفقرانة ، وإذا أردنا علاج الفقر فعلينا أولا استئصال الفساد ابن الذين من جذوره ، وعلاج اساب البطالة المتفشية بين الشباب من الجنسين إلى جانب تهميش الإعمال غير المنتجة والتغيير الجذري في مناهج التعليم وربط مخرجاته بمعطيات السوق والوظائف المتوفرة خصوصا ان خريجو التعليم التقليدي يعدون بؤرة من بور الفقر والبطالة ، للأسف نجد ان ملاءة الفساد في السودان مغطاة وغير شفافة وهكذا حال جميع الدول في العالم النامي أو ( النائم ) ، هههههه نوم يا زول أحسن لك وبطل طنطنة يا فقر .