وقف الدكتورأحمد محمد صادق الكاروري وزير المعادن يوم الاثنين الماضي على الأوضاع في المناجم التابعة للشركات الحائزة على امتياز التنقيب عن الذهب في ولاية البحر الأحمر، بدأت بمنطقة ايت شمال مدينة بورتسودان، وتواصلت طوال يوم الثلاثاء لتشمل مناجم شركة أرياب في محلية جبيت المعادن، التي اجتمع خلالها بالإدارة العليا للشركة ممثلة في الدكتورأحمد أبو فاطمة المدير العام الذي قدم شرحاً وافياً للأسباب التي أدت الى انخفاض إنتاج الشركة الى نحو طن ونصف فقط من الذهب خلال العام الماضي، والمتمثلة في تجديد الآليات وتحديث أساليب العمل وفق خطة ترفع معدل الإنتاج الى ما يقارب أو يزيد عن الخمسة أطنان في العام الجديد. وفي منطقة أورشاب التي انتقل لها الوزير الكاروري والوفد الكبير المرافق له، دشن إنتاج شركة النواتي لإنتاج الذهب حيث شهد ووفده إنتاج أول سبائك ذهبية، في حفل كبير شهده نائب والي البحر الأحمر الأستاذ صلاح سرالختم كنة والسيد عبدالله يوسف النصيبة رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها العام، وممثلو الجانب الصيني فيها، وممثلون لأهالي المنطقة التي تقع في أقصى غرب الولاية قريباً من الحدودالشمالية مع ولاية نهر النيل، وقد خاطب الوزير الاحتفال مطالباً بأن يرتفع الإنتاج في العام المقبل من سبعمائة وخمسين كيلوجرام الى الضعف على أقل تقدير، مؤكداً ضرورة إسهام الشركة في تنمية وتطوير المنطقة. وضم وفد الوزير الذي تنقل بالطائرات العمودية تمثيلاً رسمياً لولاية البحر الأحمر كما ضم ممثل الولاية في مجلس الولايات، إضافة الى رئيس لجنة التعدين بالمجلس الوطني، وقيادات العمل بوزارته، إضافة الى مستثمرين قطريين يقومون بزيارة السودان للوقوف على التجربة والشروع الفعلي في الاستثمار خلال هذا العام، وهم يمثلون شركة قطر للتعدين من مجلس إدارتها ومديرها العام. تبلدية من شرق السودان * «البطري» و «صديق» الصحافة والجيولوجيا، والمشهد ليس في سهول كردفان الغرة أم خيراً بره، بل هو في منطقة البحر الأحمر قريباً من سفوح الجبال بمحلية جبيت المعادن، حيث مقر شركة أرياب، والتبلدية غرسها في ما يبدو أحد أبناء كردفان هناك، لكننا لم نعرف من هو!! للدكرى والعبرة.. والتاريخ * نصب تذكاري عند مهبط الطائرات حمل اسم شهداء وضحايا طائرة صغيرة سقطت بمنطقة أرياب في اليوم السابع من يونيو عام 1993م، منهم ستة أشخاص أجانب وستة من السودانيين، هم الشهداء عبد الله عثمان والدكتور محي الدين الفكي أحد أقدم الأطباء الذين استقبلوا المرضى في عياداتهم بمدينة الثورة أم درمان وعبد الله إبراهيم ويونس علي يونس ونزار ميرغني محمد نور وأبوبكر حسين علي. المبنى يضم خزانة تحفظ الانتاج تفاصيل جريمة لم تكتمل بسبب انفجار اخاف اللصوص * كان ملفتاً لنا آثار نيران إلتهمت جوانب عديدة من أحد المباني داخل معسكرات شركة أرياب للتعدين، سألت عن أسباب الحريق، فكان هناك من تطوع بالإجابة، وكشف أسرار السواد وآثار الحريق، وقال لي مصدري هناك: إن مجموعة مكونة من عدة أشخاص، جاءوا على متن سيارات ذات دفع رباعي، ملثمين ومسلحين، قاموا بالاعتداء على حراس هذا المبنى الذي يضم داخله الخزانة الرئيسية التي يتم فيها حفظ الإنتاج من الذهب، وقاموا بتقييدهم وضربهم، وحاولوا كسر الخزانة فلم ينجحوا، وأطلقوا عليها النار لكنها صمدت، فلجأوا إلى آخر حيلة لديهم، وهي استخدام لحام الستلين لإذابة حديد الخزانة ونزع بابها، لكن اللصوص فوجئوا بانفجار ضخم هزّ كل المنطقة، وأحاطت بهم النيران من كل جانب ففروا هاربين، دون أن يعرفوا سبب الانفجار. أما سبب الانفجار فكان هو وجود أنبوبة غاز «أسطوانة» موجودة داخل المبنى، كانت تسرب بعض ما فيها، فاشتعل مع أول «لهبة» تخرج من أسطوانة اللحام. الجريمة قُيدت ضد مجهولين، لكن أحاديث الناس هناك تشير إلى أن متهماً محتملاً اختفى منذ يوم الحادث ولا زال البحث عنه جارياً. العاب .. ولكن في ساعة الفراغ.. ! ü «لنفسك عليك حق»، شعار يطبقه العاملون في شركة أرياب للتعدين حيث يقومون بممارسة النشاطات الترفيهية والرياضية خلال أوقات فراغهم بعد انتهاء ساعات العمل، وفي الصورة خير دليل. ü هذا هو إنتاج الذهب على الأيدي، وقد بلغ هذا العام ألف وخمسمائة كيلو فقط، لكن عزيمة العاملين وإرادتهم وخطط الإدارة تعمل على أن يعود الإنتاج إلى سابق عهده، أو إلى خمسة أطنان على أقل تقدير خلال هذا العام. الوفد الذي رافق وزير المعادن الى ارياب السادة صلاح سر الختم كنة نائب والي ولاية البحر الأحمر، ووزير المالية، الصافي محمد الطيب رئيس لجنة التعدين في المجلس الوطني، عوض حاج علي عضو مجلس الولايات، عباس الشيخ محمد صالح وكيل وزارة المعادن، د. يوسف السماني مدير عام هيئة الأبحاث الجيولوجية، د. محمد أبو فاطمة مدير عام شركة أرياب، محمد الشهواني رئيس مجلس إدارة قطر للتعدين، حمد العزبة مدير عام قطر للتعدين، اللواء عمر الأمين مدير شرطة المعادن، العميد سمير أحمد مدير أمن الولايات، العقيد محمد الحسن شوكت مدير الأمن الاقتصادي، صديق عبد القادر رئيس اتحاد الجيولوجيا، إضافة إلى عدد من العاملين بالوزارة. * أشار إلينا الدكتور حمد أبوفاطمة، مدير شركة أرياب للتعدين نحو جبل عالٍ أشم، وقال لنا إن ذلك هو جبل هسّاي الذي يدخل ضمن منظومة الجبال الغنية بالذهب والمعادن الأخرى. جبل هساي .. سألته لماذا اسمه جبل هسّاي؟ وفي ذهني زميلنا مدير إدارة الرياضة محمد محمود هسّاي، فقال لي الدكتور أبوفاطمة إن بداية العمل اقتضت أن تكون هناك عمالة محلية مثلما هو حادث الآن، وطُلب منهم إحضار عينات من الصخور، فكان أول من جاء بالعينات رجل اسمه هسّاي، من ذلك الجبل واتضح أن بها نسبة عالية من الذهب لذلك أخذ الجبل اسم ذلك الرجل فأصبح «جبل هسّاي». عدت إلى الخرطوم وقصصت ما حدث لزميلنا هسّاي الذي قال لي هل تعرف معنى أرياب؟ فقلت: لا.. فقال إنها اسم لقبيلة هي الإريّاب، بكسر الهمزة وتشديد الياء، وهي قبيلتي، لكن الجبل ليس جبلي. ادروب من استراليا احد آبناء البحر الاحمر جاء الى السودان عائدا اليه من استراليا التي حمل جنسيتها خبيرا في أعمال التنقيب والتعدين ، ليعمل في ذات الولاية التي أنجبته ، وهو هنا يمارس إحدى هواياته وهي التصوير الفوتوغرافي ليوثق لعمله ولزيارة وزير المعادن الأخيرة الى البحر الاحمر ومناجم الذهب .