بحسب حديث مفوض العون الإنساني الأستاذ بختان الدقم ل« آخر لحظة» أن الأوضاع غير آمنة وغيرمستقرة وتحتاج إلى عون ودعم إنساني لمجتمع أبيي من المسيرية في كل قرى شمال أبيي، ويضيف بختان كذلك الحالة الأمنية حيث يتعرض سكان المنطقة من المسيرية إلى اعتداءات متكررة من قبل جيش الحركة الشعبية في كل المناطق التي يتحركون فيها لرعي أبقارهم آخرها نهب جيش الحركة الشعبية لعدد أكثر من 300 بقرة بمنطقة خط 10 وتخطيهم للحدود، رغم وجود قوات اليونسيفا التي وصف موقفها بالغريب تجاه الانتهاكات التي يرتكبها جيش الحركة الشعبية ودينكا نقوك في سبيل ترويع المسيرية بالمنطقة.. «آخر لحظة » وقفت على كل هذه التداعيات على مشارف منطقة أبيي وكان هذا الحوار مع مفوض العون الإنساني وهو يقود قافلة دعم إنسانية لقرى شمال أبيي كأول قافلة تصل إلى المنطقة بتمويل من دولة الكويت.. و إلى مضابط الحوار .. تأخرتم كثيراً في الوصول إلى مناطق شمال أبيي لتقديم العون الإنساني والدعم لسكان المنطقة؟ - نحن متابعون لكل تطورات المنطقة وكل تداعياتها وصحيح أننا تأخرنا ولكن لظروف أمنية ولظروف سياسية ولعدم اكتمال إدارية أبيي ورغم ذلك ها نحن نصل إلى المنطقة ونقدم الدعم الإنساني، وسوف نكون حاضرين دائماً وداعمين لكل منظمة وطنية تمد يد العون الإنساني لمنطقة أبيي، مع العلم أن منطقة جنوب أبيي تنعم بالدعم الدولي من إغاثة ومشروعات بنى تحتية تقدم لهم، بل إنهم الآن يتواجدون داخل أبيي بينما المسيرية يمنع تواجدهم في أبيي إلا بعد خط 10 الذي بحسب الاتفاق يمكن التواجد فيه بدون سلاح، لكن الآن تم خرق هذا الاتفاق من قبل مليشيات دينكا نقوك التي تحمل السلاح وتنهب وتسرق وتقتل المسيرية وهي بزي مدني للتمويه .. مارأيك في القافلة التي تعتبر الأولى من نوعها في دعم قرى شمال أبيي؟ - هذه الرحلة عبارة عن دعم سخي من منظمة الرعاية والإصلاح بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني وإشرافية أبيي وهي لقرى شمال أبيي التي تفوق 28 قرية، وهذه القرى تحتاج معونة ودعماً وتنمية، ولهذا كانت هذه القافلة التي دعمتها أيضاً دولة الكويت ممثلة في سفارة الكويت بالخرطوم، وتم تقديم مواد غذائية وملابس عينية.. ووعدت دولة الكويت عبر منظمة الإصلاح والرعاية بتقديم المزيد من العون الإنساني للمنطقة. كم يبلغ عدد السكان في هذه القرى لأن هناك حديثاً بأن المسيرية غير مستقرين في قرى، وهم رحل طول السنة؟ - المسيرية عرب رحل هذه حقيقة، ولكن هذا لا يعني أنهم غير مستقرين فالأرض التي يمشون فيها هي أرضهم وفيها معاشهم وحياتهم منذ أجدادهم وهم الذين يعمرونها رعياً وزرعاً، وباختلاف المواسم يتحركون كما هو معلوم للجميع.. وقصة أنهم رحل لا تنفي وجدوهم على الأرض، ورغم ذلك هم الآن موجودون أيضاً في مناطق مستقرة على امتداد أبيي وهي قرى شمال أبيي وبكثافة سكانية أكثر من 60 ألف نسمة. ماهي هذه القرى وأين تقع وهل تأثروا بتداعيات الحرب الآن بالجنوب؟ - بالتأكيد هناك تأثر مباشر على المنطقة من تداعيات الحرب من حالات لجوء كثيفة من مناطق أعالي النيل إلى داخل حدود السودان، لكن المشكلة الأمنية طغت على الجانب الإنساني لهؤلاء النازحين، وهذه القرى للمسيرية في شمال أبيي استقبلت جزءاً منهم وأكرمتهم، وهي قرى تبلغ حوالي 28 قرية توزعت في كل المنطقة استقر بها المسيرية منزوعو السلاح وهى قرى تقع في خط عشرة وهي الدائر الجنوبي ومكينيس ومناقو وسبو والرضاية وفول وأم خير والشمام وقولي والعسكر وأم كناشل والفاروق وغيرها من القرى الكثيرة. السؤال المهم لماذا لا تباشرون عملكم من المنطقة وماهي المشاكل؟ - عدم وجودنا بالمنطقة يرجع إلى عدم الاتفاق أولاً بتكوين إدارية أبيي بين السودان ودولة جنوب السودان، وهنالك عدة مشاكل وأهم مشكلة تواجهنا وتواجه سكان المنطقة من المسيرية هي الحالة الأمنية غير المستقرة لعدم الاتفاق وحالة العداء والحرب القائمة، وهذا ما يعاني منه سكان المنطقة من هجمات من قبل دينكا نقوك وجيش الحركة الشعبية خاصة وأن العرب المسيرية منزوعو السلاح في حين يحمل دينكا نقوك أسلحة خفيفة وثقيلة مما يدل على أنهم ليسوا مواطنين، بل عسكريون في زي مواطنيين يعملون وفق خطة محددة لإفراغ المنطقة من المسيرية وتثبيت وجودهم عبر تكثيف الهجمات على المسيرية ونهب أبقارهم والتي تقدر بحوالى اثنين مليون رأس ترد إلى موارد المياه في هذه الشهور مما يجعلها عرضة لنيران وهجمات دينكا نقوك. هل تقصد أن الجيش الشعبي الجنوبي يتحرك داخل الحدود السودانية وداخل خط 10 وهو بكامل عتاده؟ - نعم هم الآن يتحركون داخل الحدود السودانية، بل لديهم معسكرات ويقيمون فيها ويحملون عتاداً عسكرياً في مناطق سودانية خالصة أي بحوالي 30 كيلو متراً من أبيي المنطقة المتنازع عليها، بمعنى واضح أنهم يخترقون الاتفاق بعدم حمل الأسلحة داخل خط 10 وتحت عين ووجود القوات الأممية اليونسيفا التي تتخذ موقفاً غريباً ومريباً من هذه الانتهاكات ولم تتخذ أي إجراءات حيال هذه الاختراقات الواضحة وآخرها ما حدث فى منطقة دبكرة والتي تم نهب فيها 300رأس من الأبقار وحدثت اشتباكات فيها بين مليشيات دينكا نقوك والمسيرية. ما هو دور القوات الأممية وأين دور الإشرافية بشمال أبيي؟ - نحن نمثل الجانب الإنساني وتقديم العون الإنساني وليس الجانب السياسي أو العسكري هذا واجب الحكومة المركزية لحماية سكان المنطقة، خاصة أن الوجود الحكومي الآن هو في منطقة دفرة، وخارج منطقة دفرة لا يوجد تمركز حكومي بحسب قرارات الأممالمتحدة حول المنطقة المتنازع عليها.. أما عن دور قوات الأممالمتحدة اليونسيفا، أقول بكل صراحة إنها لا تؤدي أي دور، والدور الذي تمارسه هو دور سلبي ضد المسيرية، أقولها بكل صراحة، ودليلي على ذلك ما يحدث من هجمات واختراقات في ظل وجودها المباشر بالمنطقة وسماحها لمليشيات دينكانقوك بحمل السلاح داخل خط 10 بل تجاوزها للحدود المتفق عليها، فكل الحوادث التي وقعت الآن هي في مناطق المسيرية وداخل الحدود السودانية وليس هنالك حادث واحد في مناطق دولة الجنوب، مما يشير مباشرة إلى من هو المعتدي والمخترق للاتفاقيات بالمنطقة في ظل وجود القوات الأممية.. وكل هذه الأحداث تم تقديم تقارير عنها للجهات المسؤولة وتناولتها وسائل الإعلام المختلفة، وهي تمت تحت بصر الجميع لكن لا يوجد تحرك أممي أو دولي تجاهها. كيف تفسر تنفيذ الاتفاق من جانب السودان بالتواجد في المناطق المحددة له بعكس ما يحدث من قبل دولة الجنوب بتواجدها داخل الحدود السودانية ومنطقة أبيي وممارستها لسلطاتها؟ - هذا السؤال يوجه لحكومة السودان وللأمم المتحدة التي تشرف على المنطقة، خاصة وأن دينكا نقوك قد خرقوا كل هذه الاتفاقيات الملزمة بوجودهم على الأرض، والآن هم لديهم حكومة مصغرة في أبيي تمارس سلطتها دون الرجوع إلى حكومة السودان أو الأممالمتحدة وتعمل على فرض سياسية الأمر الواقع، وهذا يتنافى تماماً مع كل الاتفاقيات التي تمت بخصوص المنطقة وإنشاء إدارية مشتركة إلاشراف عليها. إذاً كيف الحل قبل انفجار البركان؟ - صحيح ما وصفته بالضبط، المنطقة الآن على فوهة بركان قد ينفجر في مواجهات مباشرة، لأن قبيلة المسيرية لن تصمت بعد الآن على الاعتداءات وأكيد سوف تدافع عن نفسها بحسب معرفتنا بها، والحل يكمن في الإسراع بتكوين إدارية أبيي والمجلس التشريعى لها وتوقيع الاتفاق.. وعبر صحيفة آخر لحظة أناشد أيضا كل المنظمات الوطنية المعنية بتقديم الخدمات الإنسانية بالوصول إلى قرى شمال أبيي وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان هذه القرى حتى تنعم بالاستقرار والتنمية، وأيضا إنشاء المدارس والمراكز الصحية ليتم تثبيت الحياة هناك في وقت نحن أحوج فيه إلى ذلك لكي لا نفقد أبيي نهائيا في وسط هذه الظروف والمنطقة غنية بثرواتها الغابية والبترولية والحيوانية، وفوق كل هذا إنسانها الذي يستحق الحياة كحق من حقوقهم الأساسية. ماهو الحل لقضية أبيي؟ - هي قضية معقدة بفعل السياسيين خاصة من جانب دولة الجنوب وخاصة أبناء أبيي في الحركة الشعبية، ولكن بالحوار والاتفاق يمكن أن يكون التعايش السلمي هو طريق الخروج الآمن من المشكلة.. وأناشد من هنا كل السياسيين والدستوريين والمثقفين بضرورة التوافق حول حل سلمي، لأن سكان المنطقة عانوا كثيراً ويحتاجون الآن إلى سلام واستقرار.