قالت الهيئة النقابية لعمال التعليم بالخرطوم إن عدداً كبيراً من المعلمين (الجدد) يعانون من الجنون والحالات النفسية.. وأعلنت براءة المدارس من جنون المعلمين، وقالت إن المدارس ليس فيها مايصيب بالجنون أو حتى الحالات النفسية.. وقالت إن هولاء يعينون وهم مرضى، وأكد أهمية وجود اختصاصي أمراض نفسية في المعاينات حتي يستبعد المرضى من المعاينات.. وأعتقد أن هذا الكلام خطير خاصة وأن العدد قد يكون كبيراً جداً لدرجة جعلت الصحافة تتكلم وهي بذلك تدق ناقوس الخطر.. فسلك التعليم الذي يتمنى اي شخص في الماضي الالتحاق به تدنت مرتبته بعد أن كان يشار له بالبنان ... وكانت البنات تغني له (يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيِّس من هيئة التدريس).. أما الآن فهو لم يعد من أصحاب (المكانات) الاجتماعية.. كل ذلك بسبب عوامل كثيرة أولها العامل الاقتصادي والتعثر الذي حدث له في مرتباته كماً وكيفاً.. هذا بالإضافه الى أنه أصبح أحد المحصلين في المدارس، ألف السبت، وعشرة الاسبوع، والفين اليوم، وقروش الدرس و...... و... و وطبعاً التلاميذ أصبحوا ينظرون إليهم كأنهم محصلين، وبالطبع نظرة التلميذ للأستاذ اختلفت.. كما أن الانقلاب الذي حدث في المدارس وارتفاع درجة المدارس الخاصة التي أصبح يدخلها المتفوقون والتي كانت في السابق تسمى بالشعبية ويدخلها أصحاب المجاميع الصغيرة والتي لا تستوعبها المدارس الحكومية.. هذا الانقلاب جعل موازين القوى تختلف وتتبدل، وبالطبع هذا يؤثر على المعلم سلباً... وكل هذا مقدور عليه ويمكن إصلاحه لكن جابت ليها جن وحالات نفسية فهذا ما لا نقبله للمعلمين ونرفض الصاق مثل هذه الأمراض بهم حتى لو كان من باب الإصلاح، فالمعلم هذا هو من نسلمه فلذات أكبادنا ونأمن عليهم معه من كل أمراض النفس والهوى، ولا نسمع حتى ما يقوله التلاميذ عليهم وحتى التلميذ أو الطالب الذي يتحدث عن معلمه لا يكون محترماً في المجتمع.. ونحن يمكن أن نقول إن هناك بعض المعلمين مصابين بحالات نفسية لأسباب يمكن أولها أن يكون قد دخل لهذه المهنة وهو مريض.. ولكن هناك أسباب أخرى على رأسها غياب التدريب بكل أنواعه واستيعاب أشخاص غير مؤهلين للتدريس، والتعليم المصحوب بالتربية، فالآباء والأمهات لا يستطيعون متابعة أبنائهم إذا كثر عددهم ويحتاجون لإعانة من حولهم فما بالك بشباب صغير السن يلج لهذه المهنة ويتابع على الأقل ش(50) تلميذاً..ألا يفسر لنا ذلك لماذا يتعسف بعض المعلمين الذين يضربون التلاميذ بطريقة هستيريا.. سادتي نحن نطالب باقصاء كل معلم يثبت أنه مصاب بالأمراض المذكورة حتى لا تصبح هذه سمعة المعلم الذي كان في أعلى المراتب، وأن لا نتهاون في ذلك وأن لا يكون مثل هذا الحديث هيناً لمن يقوله.