قطعاً كان لزيارة الدكتور حسن عبدالله الترابي للبرلمان أثر إيجابي كبير وأهم هذا الأثر أنها أعطت مؤشراً جديداً لواقع ومستقبل الإسلاميين في البلاد، خاصة وأن الرجل قد قاطع البرلمان زهاء الخمسة عشر عاماً إلا قليلاً، نتيجة لطرده من سدة البرلمانية في ذلك الوقت بعد قرارات رمضان الشهيرة.. هذا إلى جانب أن المشاركة فتحت الباب أمام التكهنات بمشاركة الشعبي في الحكومة إن لم يندمج مع نديده الوطني في حزب واحد وتحت راية الحركة الإسلامية !! وأيضاً كان للزيارة أثرها السلبي في أنها استحوذت على اهتمام الإعلام بعيداً عن الجوهر الرئيسي حول ما دار في تلك الجلسة البرلمانية الصوفية المحضة، فجذب الترابي وسائل الإعلام وجعلها تهتم بأسباب ومضامين وخبايا زيارته ولم تكترث كثيراً لما حوته كلمات الآخرين، ووسائل دعوتهم وآليات التنفيذ وخارطة طريقهم المنشودة !! صحيح أن المشاركة جاءت نتيجة للدعوة للمشاركة في برنامج محاربة القبلية، الذي يتبناه قادة العمل والفكر الصوفي من السادة القادرية الذين جاءوا بوفدهم الرفيع للبلاد، سعياً للإسهام في طي الخلافات القبلية المؤثرة وهي دعوة جديدة يتبناها تيار صوفي عريض، يدعو لتوحيد الله سبحانه وتعالى في المقام الأول، ومن ثم نبذ القبلية المنتشرة جداً في البلاد، حتى أصبحت معياراً رئيساً للتوظيف والإقالة في بعض المؤسسات!! وللأسف حتى التي تدعي أنها متصلة بالحركة الإسلامية في السودان!! وهذه التحركات الصوفية تنفي أن الدعوة الصوفية ساكنة كما يتهمها البعض فهي حركة نشطة وفاعلة استطاعت وفي فترة وجيزة أن تجوب أعظم أنحاء العالم ببرنامج روحي لطيف وجميل وهادئ وراشد، رغم قلة الإمكانات وغياب الوسائل الحديثة المساعدة وقتها ..!! وحسناً فعلت الطريقة القادرية وشيوخها بدعوتهم هذه فحقاً هي أزمتنا التي نعاني منها، فالبلاد تأرقت كثيراً من انتشار داء القبلية وهو سبب فاعل لانتشار الحركات المسلحة التي قامت منذ البداية والى الآن مستمرة بأسس قبلية، فأصبحت بذلك رائجة وناشطة تكتسب كل يوم عضوية جديدة بحجة التهميش وهو الأمر الذي جعل الخطاب أكثر فاعلية وقبولاً لدى المتلقي..!! وجوهر قولي إن الصوفية بمنظومتهم العالمية والسودانية يدعون الى نبذ القبلية والشتات، وينشدون الوحدة بمعايير كلية تحويها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله بعيداً عن التفاصيل التي تسببت في تقزيم قضية الأمة الإسلامية ..!وعلى الإعلام مساعدتهم في هذه المبادرة التي نعلن انضمامنا لها، فهي دعوة حق أريد بها حق والحق أحق أن يتبع.. وفي أمان الله..