قد تزاحمت وتكاثرت الأقمار الصناعية الفضائية، وتعددت أهدافها، وتكاثر استخداماتها في الفضاء الواسع الممتد، وهي في مجملها تشكل تهديداً مستمراً، وتحدياً خطيراً لابد من الانتباه له، والتنبيه بمخاطره وآثاره المدمرة، وبهذه المناسبة نشيد بالجهود الإعلامية الأمنية المتميزة بالأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، ممثلة في المكتب العربي للإعلام الأمني بإقرار خطة نموذجية للتوعية من مخاطر استخدام الانترنت من قبل النشء والشباب، وهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وبهذه المناسبة يطيب لى أن أتقدم بالتهنئة الحارة للأخ العزيز العميد راشد شاهين العتيق مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية بدولة قطر (سابقاً)، والذي تم تعيينه مساعداً للأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب (بالمكتب العربي للإعلام الأمني)، وهو جدير بهذا المنصب لما يتمتع به من خبرة وافرة ومتميزة في مجال أعمال الأمانة العامة، والإعلام الأمني على وجه الخصوص، وقد تشرفت بالعمل معه طيلة فترة عملي بوزارة الداخلية ف ي دولة قطر الشقيقة منذ عام (1994م) وحتى تاريخ استقالتي عن العمل في (30 / 5 / 2010م) والعودة الطوعية للوطن الغالي، أكرر التهنئة لسعادة العميد راشد والتهنئة موصولة للمكتب العربي للإعلام الأمني، لأنه أكتسب خبرة متميزة ورجل يشار إليه بالبنان، وكفاءة شرطية وإعلامية متميزة للغاية، وأتمنى له كل التوفيق في مهامه العربية والإعلامية الأمنية الجديدة، وتعميماً للفائدة وبهدف غرس المفاهيم الأمنية والوقائية، وتنمية الوعي الأمني بين النشء والشباب وجميع أفراد المجتمع، سأ ستوفي هذا العمل الإعلامي الأمني الهام، بدءاً بالأهداف والوسائل والأجهزة، ومروراً بالبرامج التنفيذية، وإنتهاءاً بالمتابعة والتقييم، وذلك في المقام القادم بإذن الله. ولمتطلبات حماية النشء والشباب سأتناول وسائل حماية النشء والشباب من مخاطر الإنترنت والتي تتمثل في العديد من الوسائل أذكر منها ما يلي:- أولاً: حشد طاقات المجتمع لمواجهة مخاطر الإنترنت وأعني بها سوء الاستخدام، أي مخاطر استخدام الإنترنت استخداماً غير رشيد، أو استخدام خاطئ، بالتركيز على المواقع الخطرة. ثانياً: نشر المقالات والتحقيقات الصحفية وكافة المعلومات التي تكشف أبعاد الآثار السالبة نتجة الاستخدام غير الرشيد لشبكة الإنترنت، وتوضيح سبل مواجهتها والوقاية منها، ودور أفراد الأسرة في تحقيق ذلك. ثالثاً: إنتاج أعمال إعلامية فنية متجددة وقادرة على تحقيق الهدف بأسلوب مبتكر، وجاذب، ومميز، ومشوق لضمان ممن يعنيهم الأمر. رابعاً: تنظيم المؤتمرات والندوات التي تناقش قضايا مخاطر استخدام شبكة المعلومات الدولية(الإنترنت) ودور كافة الجهات ذات الصلة في مواجهتها. خامساً: عقد الدورات التدريبية، والحلقات الدراسية، والمحاضرات العلمية، لإكساب العاملين في مجال الإعلام، والتعليم، والرياضة، والتربية، والمؤسسات الدينية، جميعاً الخبرات عن أنسب أساليب التوعية وتبصير الجمهور بالمخاطر وسبل الوقاية والمواجهة. سادساً: إعداد الدراسات التي تكشف عن طبيعة مخاطر استخدام الإنترنت لدي الشباب والنشء استخداماً خاطئاً، وأفضل وسائل الاستفادة منها. سابعاً: تعزيز التعاون بين جميع الجهات ذات الصلة بهذا الموضوع علمياً، وأمنياً، وإعلامياً، ورقابياً، ومتابعةً، مع الحرص المستمر على تقديم جرعات وقائية وتعريفية للجميع، خصوصاً النشء والشباب، والحرص على متابعة المواقع التي يزورونها، وألا تكون الأجهزة في غرف مغلقة دون رقيب، أو حسيب، هذا خطأ كبير. ثامناً: رسم سياسات إعلامية وتوعوية وإرشادية وطنية تستهدف تحصين المجتمع وحماية أفراده من الجرائم المستحدثة، وإفرازات العولمة والتقدم العلمي والتقني، والتوسع في نشر الوقائع والمعلومات والمخاطر المترتبة على إهمال الرعاية وأوجه المتابعة. تاسعاً: أن تولي الجهات المعنية بالرقابة والمتابعة أهمية خاصة لهذا الموضوع، وإنشاء غرفة وقاعدة بيانات لرصد المواقع الخطرة، ومنها بالطبع المواقع الإباحية وكل المواقع التي تشكل خطراً على المجتمع، والأخلاق، والسلوكيات، والقيم الدينية، والفكرية، والثقافية. عاشراً: دعوة الأسر إلى تبني مجموعة من الضوابط لضمان حسن استخدام الإنترنت من قبل أبنائهم وبناتهم، والعمل على تعزيز دور الأسرة والمجتمع، وكافة وزارات، وهيئات، ومؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة مخاطر الإنترنت. أحد عشر: تنظيم حملات وطنية فعالة لتوعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة وأهمية تعاون الجميع لمواجهتها، باجراءات المتابعة والرصد وإغلاق المواقع الخطرة لتفادي المخاطر وسلبيات المتابعة. وفي الختام نؤكد أهمية دور الأسرة خصوصاً الأبوين، ودور المدرسة والأندية الثقافية والرياضية وكافة الجهات، لمواجهة مخاطر الاستخدام غير الرشيد للإنترنت، ورحمة بنصف الحاضر وكل المستقبل شبابنا أكبادنا، النشء والشباب والله يحفظ الجميع.