أبيت الكلام المغتت وفاضي وخمج ، هذا المقطع لصديقنا محمد طه القدال سبق وأن شدا به سيد الغناء السوداني الراحل مصطفى سيد احمد رحمه الله المقطع إياه يجسد حال السودان في الوقت الحالي ، لأن لغة الكلام المغتت وفاضي وخمج تعلن عن نفسها بقوة ، وعشان كده تعالوا نهنيء أنفسنا ونقول مبروك علينا لأننا إكتشفنا سلاح جديد يتمثل في تخويف وإرهاب الخصوم ، السلاح السوداني الجديد يتمثل كده على بلاطة وبدون لف ولا دوران في المناوشات الماسخة بسقط القول والكلام المغتت وفاضي وخمج من قبل الفاعلين في الحراك السياسي ، والمقصود بهذه الكورجة ناس الحكومة والمعارضة، إذ أن بعضهم بدأ يستخدم سلاح الكلام ضد خصومه ، وهذا السيناريو المغتت وفاضي وخمج يمثل ثقافة جديدة ، في الخطاب السياسي ، وهو بصراحة سلاح للضعفاء من الذين يطلقون كلمات شوارعية هادمة ، كما أن من يستخدمون الفلكلور والمقولات السودانية للتنابذ بينهم يسيئون إلى تراثنا بصورة كبيرة ، للأسف نحن شعب نستخدم لغة السلاح ولغة اللسان لتقتيل بعضنا وفي النهاية فإن الوطن هو الضحية ، وحتى نجد طريقة لإستئصال الكلام الخمج ، تعالوا ننظر إلى حال العالم في اليوم الراهن والذي تسود فيه لغة القتل المجاني إذ لم يعد في العالم أمان ولا إستقرار ، في الماضي كانت مآسي الطبيبعة أكثر من فواجع الحروب والنزاعات العرقية والإقليمية ، في الراهن أصبح الإنسان محركا رئيسيا لآلة الحرب ، هناك بعض الدول للأسف تضاعف ميزانياتها القومية من مآسي الشعوب خاصة الدول الكبرى ، أمريكا ، روسيا ، الصين ، فرنسا وبريطانيا وبقية الكوكبة التي تصنع أسلحة الدمار البشري ، والشيء الذي يجعل الإنسان يخرج من هدومه أن شحنات الأسلحة المنتجة في الدول التي تتاجر بدماء الشعوب تستخدم في الدول الفقرانة في كل من آسيا وأفريقيا ، وهما أكبر قارتين في النزاعات السياسية والعرقية ، وفي كل يوم يسقط المئات بآلة الموت المستوردة ، شيء طبيعي جدا أن تواصل الدول المصنعة للأسلحة دفق شحناتها إلى المجانين في الدول المفلوتة حتى تضاعف مدخولها القومي ، حسنا لابأس الواقع السوداني أصبح متخما بالأسلحة ، وهي سيناريوهات طبيعية لتداعيات الحرب في المناطق الساخنة ، فضلا أن إنهيار نظام الهالك معمر القذافي ، ساهم في دخول أسلحة ما انزل الله بها من سلطان للسودان ، ولأن عدم الإستقرار سوف يسود في الوطن إلى ما شاء الله فإن المد التصادعي للأسلحة سوف يتواصل إذن السؤال الذي يفرض نفسه كيف يمكن إخراج الوطن من مأزق الأسلحة المفلوتة ، الكثير من الدول بدأت تفطن إلى مسألة الأسلحة العشوائية ، وفي امريكا هناك دعوات إلى إيقاف شراء الأسلحة الفردية ، وفي اليمن الذي يعد من أكبر الدول التي يستخدم فيها الأفراد الأسلحة هناك دعوات من أجل ايقاف نزيف الأسلحة ، وحتى تحين الفرصة لإيقاف نزيف الكلام الخمج ونزيف الأسلحة تعالوا نغني أبيت الكلام المغتغت وفاضي وخمج أبيت يا همج .