ما زالت المواصلات بولاية الخرطوم تمثل هاجساً فهي الخدمة الاساسية التي يتأثر بها قطاع كبير من المجتمع بمختلف فئاته وأشكاله وهي التي تسبب أرقاً للكافة وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في الانتاج بسبب تأخر وصول الطلاب والعمل والموظفين وأصحاب الأعمال الحرة الى مواقعهم وان الصفوف المتراصة ايضاً عند العودة تترك اثرًا نفسياً سالباً لذا فقد كان هم المواصلات بولاية الخرطوم يحظى باهتمام متعاظم وذلك يظهر من استيراد مئات البصات ورصف وتوسعة الطرق والكباري الطائرة في التقاطعات وتحسين وسائل المرور لانسياب الحركة كما فتح الباب للقطاع الخاص بامتلاك عدداً من البصات المستوردة بتسيهلات كبيرة وعلى ذات الطريق غادر وفد الولاية في جولة خارجية الى الصين على رأس أهدافه تكملة مشروع القطاع وجلب وسائل مواصلات اخرى، وقد حمل الوفد بشريات وصول الدفعة الأولى من القطارات في أغسطس القادم، وفي اعتقادي أن مشروع القطار سوف يمثل نقلة كبيرة لمعالجة اشكالات المواصلات اذا غطت شبكاته مساحات واسعة وأحسنت ادارته، ويتطلب وصول القطار الى مناطق أم درمان انشاء كبري جديد ملاصقاً لكبري النيل الأبيض الحالي، ويبدو ان التحضيرات قد بدأت له، وحسب ما أعلن سوف تصل بصات مفصلية تحمل مئات الركاب وهي في شكل ممتاز وهي مستعملة في كثير من دول العالم وفي مقدمتها دول المغرب العربي. هذه حلول آنية أو على المدى الطويل فقد تم طرح مشروع المخطط الهيكلي للمواصلات، وهو منبثق من مشروع المخطط الهيكلي العام وهو يضع موجهات وتصورات لوسائل المواصلات والطرق والكباري لمرحلة تصل الى خمسة وثلاثين عاماً وهو مبني على دراسة علمية عميقة استغرقت اكثر من عامين، وقد اعلنت الولاية جاهزيتها لتمويل المخطط في سنواته الأولى مع التوقع باستمرار التمويل حتى يكتمل. ان الاهتمام بمعالجة اشكالات المواصلات يجب ان يظل في الأسبقية وأنا لست مع الرأي الذي ينادي برفع يد الدولة عن المواصلات وتركها سائبة للقطاع الخاص، وهي خدمة يتأثر بها عدد كبيراً من السكان ومسؤولية الدولة تجاههم قائمة، فلابد من تنظيمها ودعمها ومعالجة سلبياتها، وادخال المزيد من المواعين الحكومية حفاظاً على مستوى الخدمة والجودة، وحفاظاً على أسعار التذاكر ومثالاً لذلك بصات شركة المواصلات (بصات الوالي) وهي الوحيدة الملتزمة بالفئات المعلنة. كما أرى وجوب التواجد الميداني لادارة النقل بالمواقف لمتابعة انسياب الحركة واعادة النظر في البصات والحافلات المخصصة لمختلف الخطوط!!!! لأن بعضها يتراكم وقوفاً وبعضها تظل خطوطها خاوية.