كثيراً ما يثار الحديث حول الدور الذي تقوم به المنظمات الطوعية الدولية منها والوطنية ،كما يدور همس جهير حول ما تقوم به الجهات الحكومية من تعويقٍ لعمل تلك المنظمات .والقضارف التي شهدت في السنوات الماضية تقلصاً في عدد المنظمات . لكن مفوضية العون الإنساني تنفي تعويقها عمل المنظمات ،مشيرة إلى مساعيها الجادة لتيسير عملها ،وتشجيع المزيد منها للعمل في الولاية.تلك بعض القضايا والهموم التي وضعناها أمام مفوض العون الإنساني بالولاية الأستاذ عادل عطية أحمد عطية،فأجاب عنها بكل صراحة والذي بدء حديثه بأن تضطلع المفوضية بأدوار كبيرة في تنسيق جهود المنظمات الدولية والوطنية لتوفير العون للمحتاجين في مجالات عملها المختلفة .كما تقوم المفوضية بالإشراف على تسجيل وإعادة تسجيل المنظمات ومتابعة أنشطتها وبرامجها للتأكد من مدى اتساقها مع الأهداف القطرية ،ومحددات عملها وفق الاتفاقات المبرمة بينها وحكومة الولاية ،كذلك فإن عملها يشمل التعاون مع الجهات الأخرى في عمليات إدارة الكوارث . ويقول لقد لعبت المفوضية دوراً واضحاً في استنهاض همم المنظمات والخيرين من خلال مشاركتنا في اللجنة العليا للطوارئ ،حيث قمنا بتوفير كثير من المعينات عبر جمعية الهلال الأحمر ،وقد أصاب الضرر عدد من المناطق في المحليات المختلة ،خاصةً مناطق الصوفي البشير،أبو رخم والمفازة التي شهدت إجلاء أحياء بكاملها نسبة لتأثر مناطق سكناهم بالسيول ، وهنا لا بد أن أسجل صوت لوم وعتاب للجنة الطوارئ المركزية لعدم استجابتها لنداءاتنا بضرورة توفير الدعم للمتضررين بالولاية . ونحن لا نضايق المنظمات ،بل العكس فإن سياستنا تقوم على مساعدة المنظمات وتنسيق عملها وتسهيل الإجراءات الخاصة بها .لكن بعض المنظمات لم تلتزم بالضوابط المرعية واللوائح التي تحدد مجالات عملها وترسم إطار تعاطيها مع الجهات الرسمية .وأبرز الملاحظات التي أفرزتها التجربة أن بعض المنظمات يتجاوز صرفها الإداري ميزانية أنشطتها وهذا خلل كبير ,وما أريد تأكيده أن المفوضية لا تعمد للتدخل إلا في هذه الحالة فقط. وأبرز المنظمات العاملة بالقضارف منظمة أطباء بلا حدود السويسرية ، والتي تعمل في مجال علاج الكلازار والصحة الإنجابية بمنطقة تبارك الله.ولهذه المنظمة دور كبير في دعم مجهودات عمل الطوارئ بالولاية، إلى جانب أنشطتها الخاصة بتسهيل عمليات الولادة وتقليل نسبة وفيات الأمهات من خلال اتفاقية إطارية وقعتها مع وزارة الصحة بالولاية ،وقد تم في أكتوبر من العام الماضي افتتاح مجمع النساء والتوليد بمستشفى تبارك الله لتحقيق تلك الغايات ،كما ساهمت منظمة أطباء بلا حدود في إنجاح حملة علاج الجرب والقوب بتكلفة بلغت 20 ألف دولار و40 ألف جنيه على التوالي، وغطت الحملة محلية القلابات الشرقية .أما المنظمة الأخرى فهي ذوا الهولندية والتي تنشط في مجال تحقيق الأمن الغذائي بمحلية قلع النحل بالتنسيق مع وزرة الصحة الولائية ،من خلال اتفاقية فنية ،تهدف لدعم صغار المزارعين.ويتم توفير مدخلات الزراعة من تقاوي وأسمدة وغيرها من المعينات الأخرى لعدد 12 قرية في المحلية ،كذلك فإن منظمة ذوا أسهمت في دعم مشروع مياه قرية الدهيمه، بتوفير تجهيزات بلغت قيمتها 227 ألف دولار ،كما تنفذ المنظمة بالتعاون مع المنظمة الجامعة للإنماء (معاً )،وهي من المنظمات الوطنية النشطة،برنامج التوفير والتسليف من خلال تمويل مشاريع إنتاجية للأسر الفقيرة وهو برنامج من شأنه الإسهام في درء الفقر .وفي هذا العام 2014 بدأت المنظمة تنفيذ برنامج تمويل 3 ألف مزارع في محليتي وسط القضارف والقلابات الشرقية بتمويل من الاتحاد الأوروبي تبلغ قيمته 5 مليون يورو .وقد شرعت الجهات المختلفة في تكوين اللجان ،حيث تشمل المرحلة الأولى ألف مزارع صغير بواقع500 مزارع لكل محلية .وأتوقع أن يحدث المشروع نقلة نوعية في حياة مواطني تلك القرى ،حيث يتضمن إنشاء حفائر وسدود من خلال ما يعرف بحصاد المياه. وهناك عدد من المنظمات الوطنية تعمل بالقضارف وجلها تعمل بشراكات مع الوزارات المختلفة ومنها منظمة زينب،أصدقاء السلام والتنمية،السلام الأخضر ،ومنظمة المسار التي تعمل في مجال دعم الرحل والرعاة ،وقد شرعت مع وزارة التربية بالولاية في تعزيز برنامج تعليم أبناء الرحل ،حيث تلقت دعماً من منظمتي بلان سودان واليونسيف لبناء فصول وتوفير معينات الدراسة وتدريب المعلمين .وقد تم في مارس الحالي تدريب معلمي مدارس الرحل ،والقيمة الكلية للمشروع 166 ألف دولار. ويؤكد التجربة حتى الآن تبشر بالنجاح ؛فالتشبيك يوحد جهود هذه المنظمات ويوظف قدراتها في خدمة المجتمعات .والتحدي الذي يواجه هذه المنظمات هو الاستفادة من دعم المنظمات الدولية في تطوير القدرات الذاتية لكوادرها ،حتى يتسنى لها أن تطور من أدائها وعملها. ويختتم حديثه قائلاً نسعى في المرحلة القادمة عبر اتصالاتنا مع بعض المنظمات لجذبها لتشجيعها للعمل في القضارف في المجالات المختلفة .وقد التقيت بالخرطوم مؤخراً بالمدير القطري لمنظمة جسمار التي تعمل في الحقل الصحي وبدأنا مشاورات حول كيفية ترتيب دخول المنظمة للولاية للعمل في مجال برامج التدريب ورفع القدرات لكوادر المنظمات الوطنية .كذلك فإن خمس منظمات وطنية هي زينب ،أصدقاء السلام والتنمية،منظمة معاً وحماية البيئة تعمل في إنفاذ مشروعات مبادرة الحلول الانتقالية.ونرجو أن يعاد النظر في قرار تجميد هذا المشروع،الذي يٌعنى بدعم اللاجئين في المعسكرات والقرى المضيفة لهم .وقد كان لهذه المشروعات دور كبير في توفير البنيات التحتية لعدد من مناطق الولاية التي عانت آثار الوجود المستمر للاجئين.كذلك فقد أثمرت جهود المفوضية في دخول منظمتي الإحسان والهيئة الخيرية الإسلامية في مجال كفالة الأيتام بالقضارف .وتكفل منظمة الإحسان 500 يتيم بينما تكفل الهيئة الإسلامية 1000 يتيم،كما تقوم حالياً بتشييد مجمع متكامل في مدينة دوكة بتنسيق تام مع معتمد المحلية الأستاذ معتصم عبد الجليل بكلفة 20 مليون دولار، ويشتمل المجمع على مدارس ثانوية بنين وبنات ومركز صحي وورش للتدريب المهني . }}