كان العام 2005 موعد الإحتفاء بالخرطوم عاصمة للثقافة العربية حسب البرنامج الذى وضعته اليونسكو للعواصم العربية فى أن تحتفل وتحتفى كل عام فى عاصمة عربية . الفكرة كلها تمت معارضتها من جماعات لها أراء واضحة فى عربية الخرطوم وبالتالى ثقافتها والعام 2005 كان هو عام الأساس لتنفيذ إتفاقية السلام الشامل التى اعترفت بالتنوع الثقافى السودانى وجماعات ثانية لاتعارض عربية الخرطوم ولكنها ترى أن الشأن الثقافى لاينبغى أن يدار بواسطة السلطة الرسمية . شاركت فى الإجتماعات التمهيدية للجان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية وفى احدى هذه الإجتماعات طلب الدكتور عبدالله حمدنا الله الكاتب والباحث المعروف من أحد المهتمين بالشأن الثقافى السودانى والذى أنشأ مركز بحثياً فى الخرطوم باسمه يعنى بهذا الشأن أن ينخرط فى أعمال هذه اللجان وأن يشارك فى برامج الخرطوم عاصمة للثقافة العربية إلا أن هذا المهتم رفض رفضاً باتاً وأذكر رده بالحرف الواحد على دعوة الدكتور حمدنا الله : خمسة لواءات يادكتور خمسة لواءات عشان يديرو البرامج الثقافية ورغم الجهد الكبير الذى بذله المهندس السعيد عثمان محجوب المسئول التنفيذى عن برنامج العاصمة الثقافية إلا أن سهام النقد صوبت تجاهه وتساءل البعض عن علاقته بالثقافة ويحمد للسعيد أنه لم يحبط ولم يقنط وكان رده عملياً بمئات المؤلفات التى أعيد طبعها والعشرات التى تمت طباعتها لأول مرة وبتشييد بعض البنى الأساسية للثقافة وقد تم توثيق ذلك كله فى سفر ضخم ورغم أن العام شابته بعض أوجه القصور ولازمته الهنات إلا أن الذى انجز بمقابل التمويل الحقيقى والامكانات التى توفرت له يعد انجازاً كبيراً لايحق لأى مثقف أن ينكره . العام 2010 هو عام الدوحة وهى يحق لها أن تكون عاصمة الثقافة العربية بعد النهضة التى حققتها خلال الخمس سنوات الماضية على المستويات العمرانية والإقتصادية والثقافية والسياسية . آخر زيارة لى للدوحة كانت العام 2006 ومابين ذاك العام والعام الحالى وجدت تغييراً كبيراً فى الاتجاه الإيجابى خلال مشاركتى فى إسبوع السودان ضمن مشاركات العواصم العربية للدوحة فى إحتفالها عاصمة للثقافة العربية فالقطريون الشعب يقبلون الآخر حضوراً جسدياً ورأياً ودوحتهم ملاذاً . والمؤهلات والخبرات يفتح لها مصاريع الأبواب لتشاركهم فى بناء وتحديث بلادهم وقبل هذا وذاك الثقل السياسى للدوحة لم يعد خافياً رغم غيرة عواصم عربية تحاول أن تبخس بل وتعرقل إنطلاقها. الصحافة القطرية اهتمت اهتماماً مركزاً بأسبوع السودان الثقافى بالدوحة وأفردت لفعالياته ونشاطاته صفحات يومية خلال أيام الاسبوع ونقلت عن مسئولين قطريين أحاديث تعبر عن تقديرهم ومودتهم لبلادنا واعترافاً صريحاً لدور السودانيين العاملين بقطر فى اسهامهم فى النهضة الكبيرة التى شهدتها بلادهم باخلاصهم وأمانتهم . الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكوارى وزير الثقافة والتراث القطرى كان حاضراً لمناشط ثلاثة أيام من أيام أسبوع السودان الخمسة افتتح الأسبوع وافتتح المعارض كما شهد البرامج الغنائية وعروض فرقة الفنون الشعبية السودانية وصرح للصحفيين ان مايربط بين قطر والسودان قيادة وشعباً هو روح الاخوة والمحبة وروابط عميقة ومتجددة ورأيت الوزير الكوارى مندهشاً ولكن غير مستغرب لما شاهده من عروض لمشاهد سياحية وعمرانية لولاية الخرطوم وكان يسأل عن هذا الجسر وذاك وعن هذه البناية وتلك وذكر لمرافقيه أن العهد بينه وبين الخرطوم لم يكن طويلاً بين آخر زيارة لها إلا أن ماشاهده ينبئ عن واقع جديد ونهضة غير مستغربة . حيا الله الدوحة فلقد كانت ليالى أسبوع السودان فيها نافذة تنفس عبقها السودانيون المقيمون وتعرف الاخرون على سودان اخر غير ذلك المنطبع بمفاوضات الدوحة والإستفتاء لتقرير المصير . غداً نكتب عن مشاركتنا فى الأسبوع .