طبعاً لا توجد مقارنة بين الأوضاع في غزة وما حدث لعدد من المواطنين في حي دردوق شمال الخرطوم بحري يوم الخميس الماضي!! ومع ذلك ذهب الغضب بالمواطنين إلى تشبيه حالهم بما حدث لأهل في غزة. ففي لحظة من الزمان دخلت الكراكات المنطقة وأزالت (700) منزل ثم ذهبت هذه الآليات في حال سبيلها كأنّ شيئاً لم يكن!! هذا ما قاله لنا المواطنون في التلفون وذهبت إلى هناك بعثة (آخر لحظة) ممثلة في الزملاء «دعاء» و«سفيان» وعادت من هناك بالخبر اليقين. ü منظر الصور أدخل في نفسي كثيراً من الأسى، وتساءلت مع نفسي لماذا كل هذا الخسارات.. بيوت مسلحة.. وحيشان.. وغرف حديثة.. ونظرات طفولة بريئة.. هل السبب مخالفة؟ وإذا كان كذلك فلماذا سمحت السلطات للمواطنين بأن يتحملوا كل هذه المشاق ويبذلون كل هذه الأموال ثم تأتي لتزيلها في ثواني ثم تتركهم للسان الحال الذي يقول في قصيدة الشاعر نبني وتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور مع الفارق في الحالتين؟ بعض المواطنين قالوا لي إنهم اشتروا هذه الأراضي قبل عشر سنوات وبيدهم أوراق رسمية وتصريح بالبناء من سلطات محلية بحري وحدة الحلفايا وهناك رسوم محلية وعوائد والأوراق كلها «مروسة» ومختومة وهذه الأراضي خالية من النزاع ولا توجد دواعي تخطيط فماهو التفسير الرسمي لما حدث خصوصاً أن هناك عدة روايات وأقاويل يتناقلها الأهالي حول الأسباب الحقيقية للإزالة. ü وبعيداً عن قانونية أو عدم قانونية الإزالة فإننا نتساءل إلى متى يظل «التخطيط» و«العشوائية» يكتنف طابع هذه المعالجات التي تتم في مثل هذه المناطق التي كانت تسمى في السابق السكن العشوائي ويطلق عليها هذه الأيام «خارج التخطيط» وأسأل أنا هذا السؤال وأنا على ثقة من أن السلطات ليست «بريئة» من هذا الخطأ الذي يتكرر هنا وهناك فهي تغض الطرف وتترك الحبل على الغارب ويبدأ «لعاب» المحليات واللجان يسيل نحو الرسوم والجبايات وعندما يبدأ الناس في «الجد جد» تبدأ السلطة في «اللعب» بالكراكات!! القرار الحكومي نفسه يحتاج «لتخطيط» و«لتنظيم» ولحملة ضخمة لإزالة «العشوائية» منه وسؤال بريء لوجه الله هل هذه أيام الإزالة وأيام الدفع بالناس لكثير من حالات الثورة والتوتر!! الناس في شنو؟!