عندما كنت أشاهد التلفاز شاهدت إعلان مكافحة الدرن من البرنامج القومي المكافحته، وكان يعرض مشهداً عن العطس في الهواء ويدعو المواطنين للعطس في منديل، أو في اي شيء يمنع الجراثيم من الانتشار في المكان وتلويثه.. وبما أنني من الذين ينادون بهذا السلوك المهم والذي يدرس في المناهج فيمرحلة الأساس، فيجب أن لا يكبرالإنسان بدون أن يصطحب هذه العادات الصحية معه طوال حياته.. وأظنكم تأذيتم كثيراً من اولئك الذين يطلقون العنان لعطساتهم لتنتشر جراثيمهم وتملأ المكان ودون أن يحس أنه مخطئ، ولكم أن تتذكروا كم مرة عطس أحدهم في مركبة عامة دون منديل أو حتى (كُم جلبابه) وتضايق عندما وضع أحد منديله في أنفه وكم مرة خلقت مشكلة بهذا السبب... وقد أضحكني أحد أقربائي وهو ممن لديهم رهاب العطس، أنه كان في مركبة عامة فعطس أحد الركاب عطسة كبيرة فنادى على الكمساري أن ينزله بسرعة.. وكان يحس أن الجراثيم قد ملأت ملابسه، ونزل وهو يتمتم ويهمهم حتى يسمعه صاحب العطسة ويتعظ بعد ذلك. سادتي العطس من الأشياء الطبيعية للإنسان وهي لا تستأذن عندما تأتي. والواحد لا يستطيع التحكم فيها، لكنه يمكن أن يراعي الآخرين باستخدام منديل يحجب شرها عنهم،خاصة في هذه الأيام التي تنتشر فيها أمراض الصدر والحلق والانفلونزا، وعلى الجميع أن يراعوا حالة بعضهم البعضخاصة عندما يبتلي أحدهم بمرض معدي، وعليه أن يلتزم داره وعلى المسؤولين في العمل اعطائه إذناً، فهناك أمراض معديةتعيش بيننا لكننا لا نذهب للطبيب لعلاجها مثل أمراض البرد المعدية في غالبها.. كما أن هناك سلوكاً مهماً جداً وهو الحجر الصحي الذي يقوم به الإنسان المتحضر على نفسه قبل أن يطلب منه الآخرون، وعليه أن يوحد الأواني خاصة اواني الشرب ولا يستخدم ما يستخدمه الآخرونخاصة اولئك الذين يتعاملون مع الأطفال بصورة مباشرة فجهازهم المناعي لا يحتمل ما يتحمله الكبار.. وعلينا أن نتعامل بشكل صحي مع كل من حولنا وعلينا أن نعلم أطفالنا السلوك الطبيعي ويجب أن يراعي. كل معلم تصرفاته فلا يمكن أن يقول لتلاميذه إن يعطسوا في منديل ثم يعطس هو في الهواء، وكذا الأمهات والآباء حتى يصبح السلوك عاماً ولا نحتاج لتذكيره. أما الأمراض المعدية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في معنى الحديث «إذا جاء الطاعون في قرية فلا يخرج منها أحد ولا يدخل اليها أحد أيضاً» ولا اعتقد أنه خاص بالطاعون فقط بل أنه يقصد كل الأمراض المعدية.. بالمناسبة عندما يعطس أحد في وجه آخر ينسيه الزعل والارتباك تشميته، ويكون بذلك قد خالف سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يكون بذلك قد صغر نفسه بين الناس، لذا على الجميع مراجعة طريقة عطسهم.