كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط خارجية تقودها أمريكا وفرنسا وإسرائيل على الجنرال المنشق من الجيش الشعبي جورج أطور أجبرته على تغيير موقفه من التفاوض مع الحركة الشعبية والموافقة على لقاء الفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية بالاضافة للمشاركة في الحوار الجنوبي الجنوبي.وفي الأثناء أكد الناطق الرسمي باسم المجموعة المنشقة من الجيش الشعبي جبريل تاب ل(آخر لحظة) أن الفريق جورج أطور لم يقدم تنازلات للحركة وأنه ثابت على موقفه حيال التفاوض، مشيراً الى أنه لا يزال متمسكاً بالشروط التي دفع بها للحركة بشأن التفاوض.وقطع تاب بعدم مشاركتهم في حكومة الجنوب أو الانضمام للحركة مجدداً. وقال جبريل إن موعد لقاء أطور بالفريق سلفا لم يحدد بعد، مؤكداً مشاركتهم في الحوار الجنوبي الجنوبي المزمع عقده غدًا الأربعاء. وفي سياق ذي صلة كشفت التقارير الواردة من الجنوب عن أدوار أمريكية سالبة تجاه قضايا السودان والجنوب بصفة خاصة أسهمت في تأجيج الأوضاع السياسية والعسكرية ومن شأنها اضفاء المزيد من التعقيدات على الأوضاع. وبحسب المعلومات فإن مجموعة من الضباط التابعين ل (CIA) استضافتهم حكومة الجنوب للتنسيق بشأن معالجة التمرد المسلح وسط الجيش الشعبي الذي يقوده جورج أطور وقلواك قاي وغيرهما من قادة المجموعات الأخرى إلى جانب د. لام أكول رئيس حزب التغيير الديمقراطي الذي قاد انشقاقاً سياسياً عن الحركة. واقترح الوفد الاستخباراتي الأمريكي على قيادة الحركة ثلاثة خيارات وهي إلقاء المنشقين للسلاح، والحضور إلى جوبا دون مساءلة قانونية أو سياسية بعد اصدار عفو عام عنهم، وقيادة مفاوضات مع هؤلاء القادة تمهيداً لعودتهم إلى صفوف الحركة، وأخيراً قيادة حملة لتصفية المنشقين وقواتهم بعد سحبهم إلى الحدود الأثيوبية. ومن جانب آخر تسلمت حكومة الجنوب تقريراً من إحدى الشركات الأمريكية التي كلفت بإجراء عمليات مسح بالطائرات لتحديد كميات النفط والذهب الموجودة بالجنوب. وأفاد تقرير أن أجود أنواع النفط يوجد بولاية أعالي النيل ومنطقة أبيي، وكان لتقرير الشركة الأمريكية الأثر البالغ في انحياز قيادات الحركة لخيار الانفصال عن الشمال، وهو ما يتضح من خلال التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس حكومة الجنوب.