قال الله تعالى(يأيها الذين آمنو لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) الأنفال .. الأمانة خلق جليل، وبالأمانة تصان الأعراض والأموال والدماء وجميع حقوق العباد، وبها يستقيم حال الناس مع رب العالمين.. وتعالوا معي نتذكر الأيام والأوقات الجميلة والحلوة التى عشناها كسودانيين.. ونحن نفتخر ونعتز بالراعي الوالي الواعي السوداني الأصيل راعي الغنم الشهير الذي أبت نفسه أن تبيع واحدة من (رعاياه) اقصد أغنامه التي كان راعياً ووالياً وأميناً عليها وضرب أروع الأمثلة في أمانة السوداني ورفع اسم بلادنا عالياً حتى قالوا من الطرائف اصبحت قصة الراعي جواز مرور(نحن أهل الطيب الرفض يبيع النعجة).. والذى رفض أن يبيعها ب 200 ريال فقط وقال قولته المشهورة (مرتاح نفسياً لأني باكل حلال) وجزاه الله بعشرة أضاعفها، وكانت أول مكأفاة له مبلغ 200 الف ريال والحسنة بعشرة اضاعفها والله يضاعف لمن يشاء .. والله ما سردنا قصة هذا الراعي الواعي الا لربطها بما يتداوله الناس والاعلام هذه الأيام من الفساد وخيانة الأمانات.. وما أصاب الناس من احباط مما جعلني أفكر ملياً هل نحن آمنين على أماناتنا في العمل، ومع أسرتنا، ومع المجتمع والوطن ومع كل البشر..؟ وهل هناك راعي واعي في مواقع خدمة الجمهور ..؟ هل هناك راعي واعياً في مكاتب الدولة والخدمة المدنية عامة..؟ هل راعينا وحافظنا على كل ورقة (ايه فور( مش مليارات..؟ ولم نفرشها لتناول الوجبات..! ولم نصور بها مذكرات وبحوث ابنائنا واقاربنا ومعارفنا..؟هل استقلينا العربات الحكومية للعمل العام..؟ هل وضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب..؟هل راعينا الله في اولادنا وبناتنا وزوجاتنا .. واكلناهم حلالاً بلالاً..؟ هل راعينا الله في وطننا الغالي واخلصلنا العمل لتنميته والدفاع عنه بالغالي والنفيس..؟ وهل تركنا سب الوطن الحبيب(انعل ابو دي بلد)؟ ولكن الوطن ياهو الوطن والزمن ياهو الزمن، ولكن العيب فينا نحن البشر.. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.. نضرب في المال العام «ضرب غرائب الابل» وضرب أعنف من ضرب (جون سينا) المصارع لخصومه .. ونرجع البيت شايلين ومحملين بالاكياس المسرطنة، وليس (القفة) لأن البركة راحت مع (القفة) وفيها ما طاب ولذ، ولكن تخر الأكياس بما فيها وتنبهل على الأرض عند مدخل الباب وكأنها تقول لنا لا لا لا.. اتق الله في أولادك لاتدخلني لهم إنهم أبرياء أبرياء أبرياء ....!! وليرحم الله زوجات السلف الصالح كن يقلّنْ لأزواجهم :إتقوا الله فينا فاننا نصبر على جوع الدنيا ولن نصبر على نار جهنم ..! قال الله تعالى(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض) «الأعراف».. والصادق الأمين من أعظم ما لقب به نبينا الكريم صل الله عليه وسلم وكان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم، ولما هاجر صل الله عليه وسلم وكْلَ على بن ابي طالب كرم الله وجهه ليرد الودائع لاصحابها .. وفي الاصل ان الانسان أمين بالفطرة، ولكن كثيرًا من الناس انحرفوا ..ونرجع لبلادنا الحبيبة التي خارت قواها من الحصار العالمي ومن المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها من الخارج والداخل من تهريب للمخدرات وحبوب الهلوسة والكحول المستوردة والمحلية والأسلحة والمبيدات والتقاوي الفاسدة وتزوير العملات وتهريب المعادن والافلام الإباحية وزرع الفتن وتأجيج الصراعات القبلية والله الحكاية ما قاصدين بيها الحكومة والله والله القصد تدمير الامة و الشعوب عامة والمسلمة خاصة، وذلك مخطط مدروس ومكتوب للاستيلاء على موارد وثروات الشعوب الضعيفة.. وشوفوا ابادة وقتل الناس فى سوريا وافريقيا الوسطى والتفجيرات اليومية بالعراق والاغتيالات باليمن السعيد، وعدم الاستقرار السياسي بالدول الاسلامية مع استمرار المنافسات الرياضية والفنية ومهرجانات الشيشة وملكات جمال القطط..! والله حاجة تحير وتجنن..!ونحن نزيد الطين بلْ ، ونساعدهم بالاعتداء على المال العام... وخيانة الأمانات .. ونولي امورنا لقوم غضب الله عليهم .. وما تقول ليّ مراقبين دوليين .. واحسن لينا نوكل راعي الغنم وامثاله لمراقبة انتخاباتنا ..والولاية والامانة اذا اجتمعتا كان خيرًا للناس ورضى من رب العالمي،ن وبها يرفع الله بإذنه تعالى عنَّا الغلاء والبلاء والأمراض والأوبئة وعقوق الوالدين ...واخبرنا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم (اول ما تفقدون من دينكم الامانة).وقال «ص»(لا تولوا من طلب الولاية). ونسأل الله أن ينعم على بلادنا وبلاد المسلمين بالخير والبركات والرزق الوفير ويغننا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه آمين مع تحياتى واحترامي وتقديري والسَّلام ...