ü أتاح لي الزميل د. عبدالسلام محمد خير «أيام عملي» في التلفزيون و«أعماله» فرصة التقرب أو التعرف عن قرب على مولانا د. محمد أحمد سالم ولأنه اسم علم لم أسأله «سالم منو؟». سأل أحد الأمباشية شاعر الشكرية والسودان المفلق الحردلو قائلاً: الحردلو وَدْ منو؟ فرد الشاعر الفحل «قُبّال أمباشيتك دي ما في زول قاعد يقول الحردلو ود منو؟»ومولانا د. محمد أحمد سالم شكري عيشابي من جهة الأب فخشيت أن أسأله فيجئ رده مثل الحردلو لشهرته وعلمه.. ووالدته «دُباسية» - فرع من الحلاويين الفرسان وعنوانهم الأبرز عبدالقادر ود حبوبة.. وهو أيضاً لا يُسأل عنه فيقال عبدالقادر ود منو؟ جزى الله الاستاذ صديق البادي خيراً على سفره الرائع عن المجاهد البطل ود حبوبة وكان ما الشئ قِسَمْ واليمين مطلوق ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق مولانا مولود سنة التساب أي فيضان 1946م ودرس المرحلتين الأولية والوسطى بالحصاحيصا والثانوية بحنتوب.. أيام كانت حنتوب ورفيقاتها محط أنظار الطلاب وأولياء أمورهم.. ثم تخرج بمرتبة الشرف في كلية الحقوق جامعة الخرطوم عام 1971م .. ومن زملائه الأستاذ علي عثمان محمد طه ود. عوض الجيد محمد أحمد عرَّاب قوانين الشريعة الإسلامية.. ود. عبدالعظيم كبلو«نقيب الأطباء» ولأن مولانا بدأ دراسته الجامعية في كلية الآداب فهو شديد الاحتفاء بالفن الراقي وغناء الزمن الجميل وله اسهامات متعددة في الشعر العربي ومقارنتة بالشعر السوداني الذي تتبع شوارده في مجال العشق والوصف والحنين والذكرى. ü مولانا محمد أحمد بدأ حياته العملية في سلك القضاء فجاب كل بقاع السودان وعمل مستشاراً قانونياً للبرلمان السوداني لمدة عشرين عاماً تحت مظلة مختلف الحقب السياسية فعاصر رؤساء البرلمان الرشيد الطاهر وأبو القاسم هاشم وعز الدين الدين السيد في فترة مايو.. ومحمد إبراهيم خليل.. ومحمد يوسف محمد وفاروق البرير.. في فترة الديمقراطية الثالثة ومحمد الأمين خليفة وحسن الترابي في عهد الانقاذ.. وتسلم بعد ذلك منصب أول مسجل للأحزاب السياسية السودانية ليؤسس تجربة تنظيم العمل الحزبي وتحمّل في سبيل ذلك تضحيات جمة وأعباءً جسيمة «لتقنين وضبط العمل السياسي أو «التوالي السياسي» تلك «المفردة الترابية» التي كادت أن تدخلنا في «كُستبانة». وقد وصل مولانا بالتجربة إلى بر الأمان حيث تمكن من تسجيل الأحزاب حتى قال عنه الأستاذ عبدالرسول النور «إن المزايا الشخصية لمولانا سالم والقبول الذي يتمتع به كان وراء نجاح تجربة تسجيل الأحزاب». ü وبعدما فرغ من هذا التكليف توجه مولانا إلى الجانب الأكاديمي ونقل تجربته الطويلة في مجال القانون الدستوري والممارسة البرلمانية وحقوق الإنسان إلى طلابه في جامعة الخرطوم والعديد من الجامعات السودانية الحكومية والخاصة.. وقد ساهم أو لعب مولانا دوراً مقدراً في رفع وعي الناخبين بشرحه لقانون الانتخابات عبر مئات المحاضرات والندوات واللقاءات والبرامج في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة وفي المنابر العامة وقد وصفه المرحوم بشير البكري بأن مولانا سالماً ثروة قومية وكفاءة عالية على مستوى العالمين العربي والأفريقي في مجال الانتخابات ولا غرو فقد تلقى دورات تديبية مكثفة في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والهند ومصر وجنوب أفريقيا وسويسرا.. ونال العديد من الأوسمة والأنواط وكرّمته الدولة والمؤسسات البحثة ومنظمات المجتمع المدني.. وقد يسأل القارئ عن أسباب هذا السرد لسيرة مولانا محمد أحمد سالم!! ففي هذا الوقت بالذات ودول الاستكبار العالمي وبعض دول الجوار تتكالب علينا وتريد أن تحشر أنفها في إجراء الاستفتاء الذي سيقرر «مصير السودان» ويتبرعون بإرسال فرق المراقبة الأجنبية ونحن لدينا ثروات قومية في هذا المجال لا تدانيها الكثير من الجهات حتى الغربيون.. فمثلاً ما هي ميزة «المستر كارتر» سوى أنه رئيس سابق ولدورة واحدة في أمريكا .. فالرجل الذي لم ينجح في قيادة حزبه لدورة ثانية أبعد ما يكون من «علم الانتخابات» إن صحت العبارة.. أما البقية الباقية من الغربيين فهم أدنى من كارتر ومركزه بكثير.. فما مدى قدرتنا أو إرادتنا للاستفادة من أمثال مولانا محمد أحمد سالم الذي مازال عنده الكثير ليعطيه لبلاده وأبناء بلاده وها هو يشارك في المنتديات الأدبية والثقافية والفنية وله اهتمام خاص بالشعر والغناء والقصة القصيرة.. وهو الأمين العام لاتحاد الحقوقين السودانيين ورئيس رابطة أبناء الحصاحيصابالخرطوم لعقد من الزمان ومن اسهامات مولانا محاضرته عن النكتة والطرفة السياسية استعرض فيه النكات السياسية في عهود مختلفة ، وتناوله بأسلوب درامي أشهر القضايا الجنائية في السودان.. حيثيات ووقائع- عبر وعظات.. ومنها جريمة سرقة باركليز بنك بود مدني 1955 - قتيلة الشنطة1963 - حوادث مارس 1954إعدام أول إمرأة في السودان.. محاكمة المرحوم عبدالرحمن مختار 1962م. ü ومن النكات السياسية التي يُرَّوج لها هذه الأيام.. أن رجلاً اصطحب ابنه إلى ندوة سياسية تبارى فيها المتحدثون وفجأة نهق حمار.. فسأل الولد أباه «يابوي ده شنو؟» فرد الأب «ده حمار» فقال الإبن «يابوي الحمار بيعرف يشتغل سياسة؟» فأجابه الأب «هو غير الحمير البيشتغل في السياسة منو يا ولدي!!» وهذا هو المفروض