لي ماضيك بتذكر باب الزنكي المكسر جيتي بحري أترتقيتي بقيتي تحضري الديجتال بالطبع ليست هذه قصيدة من كلماتي وإنما هي واحدة من الهيافات التي يرددها بعض مغنواتية هذا الزمان والتي أنقسمت بين مسميين أحدهما الغناء الهابط والآخر غناء (المغارز) الذي إنتشر وذاع عبر مغنواتية يسمون أنفسهم «بالقونات» يجيدون هذه النوعية المبتذلة والساقطة من الأغنيات، وزاد على هذا الإنحطاط شكلهم العام..! ومظهرهم بإرتداء أزياء غريبة وعجيبة تثير أشمئزاز من يرونه، ضحكت كثيراً وأنا أطالع خبراً ورد بإحدى الصحف مفاده بأن رجلاً قام بطرد فنان شاب من منزله بعد أن ردد مجموعة من الأغنيات الهابطة مصحوبة بارتدائه لملابس ضيقة جداً جداً وخادشة للحياء العام كحال الأغنيات التي كان يرددها، واعتقد بأنها خطوة موفقة جداً من هذا الرجل فلو كل واحداً فينا أتبع نهجه لانتهت أسطورة ما يسمى بالأغنية الهابطة، ونحاربها من منازلنا ومناسباتنا، وبهذا ينكسر تبرير مرددوها بالدفاع عنها بأن المجتمع (عايز كده) هذه النوعية من سواقط الغناء، ولكن هذه الخطوة التي أقدم عليها هذا الرجل بطرد المغنواتي الساقط ذاك... هي خير دليل على أن مجتمعنا محافظ حتى هذه اللحظة وتمثل رد واضح مفاده بأن المجتمع (ما داير كده) أيها المغنواتية فمازالت الأذن السودانية معافاة واستماعها سليم لكل ما هو جيد، وذا معنى ومضمون، بعيداً عن عبث صبية الغناء، لذلك أقول بإن المجتمع له دور كبير في محاربة هؤلاء الصبية الذين يشوهون آذاننا صباحاًً ومساءاً وينحدرون بمجتمعنا إلى هذا الدرك السحيق في ظل غياب مجلس المهن الموسيقية الذي (لا يهش ولا ينش) وقبله بالطبع مجلس المهن الموسيقية والمسرحية الذي مازال يحفظ قانونه ويطبقه في المكاتب فقط ولا يحرك به ساكناً لضبط الساحة الفنية من هذا العبث والفوضى حتى وصفه البعض بأنه (اسم فقط من غير أي معنى) وبات يجلس على الساحة مثل (الهمبول) في المزارع الذي يستخدم لاخافة الطير فقط ولو أقتربت منه تجده بلا خدمات، عفواً أيها الأعزاء المهتمين بضبط الساحة الفنية عبر مسمياتكم المختلفة حضرنا ولم نجدكم أو حتى نشعر بكم ولم نجد سوى الفوضى والهبوط في الساحة- فأين أنتم؟؟ وقبلها ماذا تفعلون؟؟ فقد بلغ السيل مبلغه، وهدم لكل المعاني الجميلة، وأنتم تتفرجون على هذا الدمار، وكأن الأمر لا يعنيكم بشيء، وكأنه يحدث في إحدى الدول المجاورة، وليس في ساحتنا الفنية.. فماذا قدمتم لمحاربة هذا الهبوط حتى الآن.. لا شيء للأسف الشديد فمازالت الأعمال الهابطة تتشكل وتتنوع يومياً ويتفنن منتجوها ومرددوها في طريقة عرضها وتقديمها للناس وأنتم للأسف الشديد لا تحركون ساكناً في ظل هذه النكسة الفنية.. هذا بالطبع مع علمنا التام بعدم توفر المعينات اللازمة لكم لمحاربة هذه التفلتات.. ولكن ألا تعتقدون بأن التبرير الآن أصبح غير مجدي ولا يمثل رداً مقنعاً لأنكم ترددونه لعدة سنوات.. فهل عجزت عقولكم عن إيجاد الحلول لمحاربته وإيقاع عقوبات رداعة على من يرددونه .. أم أنكم استسلتم لهذا الواقع والوضع المرير ورفعتم الراية البيضاء لهؤلاء الصبية ولم تستطيعون وقبل ذلك لم يستطع قانونكم ضبط هذه الفوضى والهرجلة. أخيراً: على الفنان كمال ترباس أن يصمد أمام كشف الحقائق التي سوف نطرحها عبر سلسلة حلقات ساخنة بعد أن تنصل وأنكر حديثه وتصريحه للصحيفة.