زحمة فاضية!! شوارع الخرطوم يوم السبت تقترب من المعدل «العالمي» من حيث النظام والهدوء والمشي «بأدب» واختفاء الزحام!! ما هي حكاية شعبنا «البطل» مع العطلات والإجازات!!.. هذا المشهد نشاهده يوم الجمعة وكذلك أيام العطلات الرسمية والدينية والعطلات الحكومية و«المفاجئة». وهذا يعني أن كل هذه «اللخبطة» والزحام والتكدس والاختناق المروري الذي تعيشه الخرطوم طيلة أيام الأسبوع سببه «الحكومة» التي يلجأ إليا الناس من كل حدب وصوب!! إذن لماذا لا يتم التفكير في «إفراغ» العاصمة من الحكومة بدلاً من الحملات التي تتم بسبب أو بلا سبب على الباعة المتجولين أو بائعات الشاي أو من يسمونهم بالمتبطلين والمتعطلين!! أفرغوا الخرطوم من الحكومة ودواوينها حتى ينعم سكانها بحياة مدنية هادئة مستقرة كحال بقية المدن و«بلاش دوشة»!! هنا السودان!! بعد أسبوعين من المشاهدة يمكننا أن نقول بكل اطمئنان للقنوات الأخرى بأن تلفزيون السودان «جاكم».. فقد جاءت الفترة المفتوحة «هنا السودان» قمة في التطور والأداء من حيث المادة المقدمة والإبهار و«الديكور» و«المذيعين» والإمساك بمادة منوعة تعكس ثراء السودان.. فقد نقلت لنا كاميرا «هنا السودان» سوداناً جديداً في شاشة عصرية للمخرج شكر الله خلف الله وطاقمه من مذيعين ومعدين.. نقل التلفزيون إلى أجواء أرحب ووضع القنوات الأخرى في موضع صعب!!.. وقديماً قالوا «الخيل الحرة بتجي في اللفة». شيلني واشيلك يا وهم سيب القعدة الطويلة في الكرسي دي!! أمرق معانا السوق!! الحكاية درداقة كبيرة «دردق لي وادردق ليك» وشوت لي باص طويل واشوت ليك!! والكورة أقوان!! واليوم في نهار الخرطوم قروش!! سيبك من وجع القصائد وانين الروايات!! اتحاديون.. نعم ظروف قاهرة منعتني من حضور ندوة الاتحاديين التي شهدها ميدان الرابطة ليلة الجمعة.. «قريبي الاتحادي» بدا مسروراً بالحضور الكبير لندوتهم والتفاعل «الكيميائي» الذي حدث بين المتحدثين والجمهور!!..قلت له يا صديقي أنا لا زلت عند رأيي أن الحزب الاتحادي هو حزب الوسطية وأطروحاته تشبه كل أهل السودان ولكن أين هذا الحزب الآن؟.. زعامته في الخارج!! وقياداته في الداخل مشتتة؟ وقواعده لا تعرف «بالضبط» هل هي حكومة؟ أم معارضة؟!! يا صديقي جئنا لهذا المكان من قبل والبلاد تعيش أيام الانتفاضة.. لقد أمسك الراحل الشريف زين العابدين الهندي المايكرفون وأشعل المكان بالكلمات القوية وبالأمل والمستقبل والثورة الانسيابية التي «انسابت» في فترة وجيزة في شرايين «الوطن» ممثلة في الدقير وإشراقة «وصحبهما». الاتحاديون قادمون مع وقف التنفيذ حتى يتعافى هذا الحزب العتيد من لعنة الانقسام وتسري في كيانه الوحدة.