تتفنن هذه الأيام القنوات العربية في ترغيب المشاهد ببرمجتها في شهر رمضان، خاصة فيما يتعلق بانتاج الأعمال الدرامية المختلفة المصرية منها والتركية والخليجية والهندية، فكل هذه البلدان أصبحت تنتج دراما ضخمة جداً على مدار العام، وشكلت لها مصدراً اقتصادياً يعتمد عليه خاصة مصر، فالدراما وانتاجها وعائداتها فيها مثل البترول، فهذا حال العالم من حولنا يمطرنا يومياً بثقافاته وعاداته وتقاليده، ونحن ما باليد حيلة مجبورون على متابعتها والتأثر بها ورفعنا الراية البيضاء عالية مستسلمين للاستلاب الثقافي الذي في أحيان كثيرة لا يشبه واقعنا وعاداتنا وتقاليدنا، والسبب في ذلك اهمال كل الجهات المعنية بأهمية الدراما ودورها في المجتمع، وبصراحة أكثر إهمال الدولة في ذات نفسها لها وعدم الاكتراث لأمرها، مما أدى لتدهورها بهذه الصورة وتوقف انتاجها من قبل التلفزيون القومي، فلا نتذكر آخر مسلسل تم انتاجه. ونحمد لقناة الشروق مساهماتها في هذا الصدد عبر سلسلة «حكايات سودانية» ولكن نهضة الدراما السودانية لن تتأتى إلا اذا تكاتفت كل الجهود في سبيل نهضة حقيقية، فأنا مع مواصلة العمل الدرامي والمكافحة في ذلك مهما كانت درجة العراقيل والمتاريس الموجودة، فأنا لا أود التطرق للشماعة المعتادة التي تعود عليها أهل الدراما، وهي عدم وجود الامكانات حتى لا نشيع الدراما لمثواها الأخير.. ففي كل بلدان العالم هناك جهات بل مؤسسات وشركات كبرى ترعى الفن بشتى ضروبه، لذا أولى خطوات نهضة الدراما السودانية يتمثل في تأهيل الدراميين والاهتمام بهم وتنتبه كبرى الشركات والمؤسسات بالبلاد لهذا الأمر، بل لهذه المسؤولية المجتمعية وتلتفت لها، بل حتى البنوك واجب عليها ذلك، ويمكنها الاستفادة اقتصادياً من الاستثمار في هذا المجال من خلال الاستفادة من العلاقة الموجودة ما بين الفنون باشكالها المختلفة، والتي تربطها بحركة المجتمع وتخلق عبرها علاقة مميزة وراسخة وشراكة حقيقية مع المجتمع كحال الزراعة والصناعة وغيرها، وتحقق الهدف المهم وهو الارتقاء بالذوق العام وتجني كافة المكاسب المطلوبة الربحية منها والمجتمعية، لأنه وبكل بساطة بناء الشخصية أهم من بناء الڤلل والعمارات والعقارات والمشاريع المختلفة، بمعنى صياغة الإنسان، فالفن ضرورة حياتية وليس مجرد لعب وعبث.. فهل من مجيب. ٭ خارج النص لا اعتقد أن مجلس إدارة قناة الشروق لا يعي بأن امكانات قناتهم كبيرة من حيث امكانات ومقومات النجاح، ولكنها غير معكوسة على شاشة القناة التي تعاني من ضيق أفق مدير برامجها، وتشابه برمجته في كل مستوياتها، فلو وجدت القناة مدير برامج خلاق ومميز يوازي هذه الامكانات، فأنا أراهن تماماً بأنها من الشهر الأول سوف تصبح قناة السودان الأولى من دون أي منازع، فالشروق تتوفر لها كل المقومات لذلك.. ولكن متى يتفهم مجلس إدارتها بأن السيد أسامة ابراهيم الموجود على كرسي مدير برامجها لا يمكنه تحقيق أي إضافة لها، فهو بالكثير يمكن أن يصبح منتج لا أكثر، ولن نتوقف عن التطرق لهذا الموضوع حتى يتم اعفاؤه من هذا المنصب لأنه أكبر منه ومن قدراته بمئات السنين الضوئية. ٭ أخيراً: هل كل من يكتب ويهاجمنا بحروف صدئة وكلمات تفوح منها رائحة الأغراض الشخصية و«الظروف» يمكن أن نرد عليه.. بالطبع لا وألف مليون لا.. لذا واصلوا هذيانكم ولو كان لكم قراء يتابعون ما تكتبون لما فعلتم ذلك.. ياخي اخجلوا..