البروف غندور لك الود والسلام.. والاحترام.. وأرجو أن تكون مرتاحاً وسعيداً ومسروراً ومرة أخرى نكتب لك.. ولست في حاجة إلى ترديد وتكرار حديثي لك.. وهو إني لا أكتب ولا أحفل بحديث بعض «إخوانك».. لا أكتب لهم حرفاً واحداً فقط لأني لا أعير أحاديثهم لفتة.. ولا أقف عنده لمحة.. ولا يشغلني لحظة نكتب لك وما زلنا بل ما زلت أعشم كثيراً في انتقائك نظيف الحروف.. وبهي العبارة.. وتهذيب معهود فيك وأنت تخاطب حتى في قوة المعارضة.. وكثيراً جداً ما اكتست تصريحاتك بالمنطق والمعقولية بعيداً عن الصخب والتعالي ومجافاة العقل والمنطق. لهذا كله ومن أجل هذا جله نكتب لك في محاولة للحوار لنرى ما ترى أو لترى ما نرى.. ما دام يتم كل ذلك تحت مظلة المنطق والاحترام والود.. ولكن قبل «يومين» «فلتت» منك تصريحات وليس تصريحاً واحداً أعادك بقوة إلى حقول أسلافك المشتعلة بالحماسة المثيرة للغبار والأتربة.. نبدأ بحديثك للمعارضة ولأكون أكثر دقة للأحزاب.. أنت تراه حديثاً وأنا أراه تهديداً.. قلت وكأنك تتوعد الرافضين للحوار.. قلت لهم نحن نهديكم طريقين لا ثالث لهما.. وهما.. إما الحوار أو الانتخابات.. معادلة مدهشة.. طرفها الأول.. هو الحوار.. والآخر هو الانتخابات.. أنا من الذين يتمنون نجاح الحوار عندما تتهيأ له الظروف الصالحة والبيئة الآمنة والشروط التي تنقي أجواء العتمة وتحت سماء صافية زرقاء بلا سحب ولا دخان.. وأن يجلس المتحاورون في مقاعد متشابهة لوناً وشكلاً وحجماً.. وإذا لم تتوفر هذه الشروط.. وإذا تعثر الحوار وانسدت أمامكم الدروب وانبهم الطريق حتماً تلجأون إلى الانتخابات ونسألك.. كم انتخابات جرت منذ مجيئكم إلى السلطة.. وأي انتخابات لم تكتسحوها إكتساح برشلونة لفريق البراعم برابطة أمبدة.. إذا تعثر الحوار.. نرجو منكم وفي إلحاح وإلحاف أن تذهبوا فوراً إلى الانتخابات و«قطع شك» سيفوز المؤتمر الوطني و«كالعادة» ب445 مقعداً في البرلمان، وستفوز المعارضة ب5 مقاعد كما هو متوقع.. وهي انتخابات لم يعرفها العالم من قبل.. أن يكون البرلمان هو برلمان حزب واحد لا يشاركه فيها حزب مطلقاً.. نعم هناك من سبقوكم في هذا الإكتساح العاصف.. فقد سبقكم إليه صدام حسين.. وسبقكم إليه زين العابدين بن علي وسبقكم إليه، وما زال يكتسح معارضيه بشار الأسد.. أما نصيحتي لكم وهذا عمل لله والرسول.. ولتوفروا «قروشكم» لا تجروا أي انتخابات، فقط جددوا الثقة في النواب المحترمين و«نحن راضين» بذلك.. الموضوع الآخر أو التصريح المدهش العجيب فقد قال سيادتكم إن عضويتكم في محلية ام بدة هي ستة ملايين مواطن.. يعني الناس بدأت الدخول في حزب المؤتمر الوطني أفواجاً.. وهنا دعني أقول.. إننا صدقناكم إن عضويتكم بالملايين.. بل دعني أقول إن عضويتكم ثلاثين مليوناً من البشر السودانيين.. «طيب» أين هم.. هل هي عضوية سرية.. وهل يخجل أي مواطن أو مواطنة من الانتماء للمؤتمر الوطني.. أم هي عضوية صفوية وكلها من الV.I.P لا تناقش العوام والدهماء والحرافيش.. كيف ذلك.. أقول لك.. أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم.. إننا نحن معشر الناس وعند خيمة عزاء أو صالة عرس.. في الحافلات.. في مواقف المواصلات.. في الأفراح والأتراح ما جمعتنا «لمة» إلا وتحدثنا عن الحكومة وكيف هي تظلم الناس.. والأسعار هي نار في نار.. وعن الخدمات.. عن الفساد.. عن التمكين.. عن أي «حاجة» تشين الانقاذ.. تصدق يا بروف ما تصدى لنا «زول واحد» يدافع- «ولو بالغلط»- عن الانقاذ والحكومة.. أما بعد «كده» نسألك «ناسكم ديل وين»؟!!.