وصلت الثلاثاء الماضي لمنزلي عند الساعة الحادية عشر مساءً،ووجدت زوجتي تشاهد القناة الأرضية ؛وقبل أن اسألها بادرتني بأن الدش غير مضبوط..!؟ والحقيقة لقد حمّلت هماً لأنني لابد أن انزل التلفاز - حجمه 29 بوصة والحمدلله - وجهاز الريسيفر؛ للأسفل وهو بالطبع أمر صعب مع التعب الذي يحمله جسدي والضغط الذي احتواه عقلي - منتهي عديل - المهم كان لابد من هذا الأمر وذلك لترتيبي بمشاهد برنامج (كش ملك) الذي تقدمه المذيعة الجامدة هبه الأباصيري وكانت الحلقة التي أنتظرها مع أبو المصريين محمد فؤاد نجم الشاعر العامي المصري قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون: إن فيه قوة تسقط الأسوار، في حين يسميه السادات: الشاعر البذيء.وهوالشاعر العامي المصري الذي أحبه الأبنودي؛رغم عدم اتفاقهما الفكري واقتناع كل منهما بالآخر،أنتهيت من موضوع الدش وجلست أمام التلفزيون اترقب الحلقة....!!!؟ بدأت الأباصيري تطرح الأسئلة على نجم وهو بماعرف عنه لم يتجمل كبقية الناس (اللي في قلبه في لسانه)،وطاح في ناصر والسادات،وعمرو دياب والأبنودي وتامر حسني الذي قال عنه لولا أن ابنته زينب آخر العنقود من زوجته الثامنة - تحبه وجيلها كذلك لما سمع عنه....!! صابت نبال محمد فؤاد نجم عمالقة وأباطرة الصحافة المصرية كلهم،قائلا إن الذين يكتبون لهم مقالاتهم أكثر ممن يعملون ليهم في صحفهم ومجلاتهم...!!لكن رغم عداوته للأستاذ الصحفي الكبير أنيس منصور وأتهامه له منذ السبعينيات بأنه عميل لأسرائيل ورغبته الواضحة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؛فقد أعطاه حقه وقال أنيس صحفي كبير وقمت بقراءة كل كتبه وأحفظها عن ظهر قلب،وعن نجوم الغناء سألته هبه الأباصيري لو خيرت بالكتابة ل(هيفاء وهبي أو روبي أو سعد الصغير) فمن هو سعيد الحظ..؟رد ببساطة سعد الصغير لأنه فنان يمثل الشارع المصري بطيبته وعفويته..أما روبي فلا،وهيفا ليست بمغنية ولاتملك صوتا تطريبياً ولاتدري عن الغناء شئ..!!قاطعته هبه بأنها تغني (بوس الواوا) ..؟قال لها بهدوئه ولهجته المصرية .. طب شوفتي هي بتغني بوس الواوا..؟أنا أبوس الواوا إزااي..؟ {اليوم الهلال ومهمة تشريفية لتأكيد الصدارة لمجموعته بالكونفدرالية،وسنشاهدها ونحن مطمئنون ودون ضغوط وتوتر،الدعوات بالتوفيق والفوز للهلال تحملها أيادي ووجوه بيضاء نحو السماء الزرقاء..ونتمني أن يسعنا الفريق الهلالي اليوم حتى يكون ذلك حافزاً معنويا لهم من أجل الوصول للكأس والظفر بها؛وهو ليس صعبا ونحن نشهد صحوة هلالية تشكيلية متميزة أمنها ميشو وحفظها اللاعبون... من الأشياء المفرحة حالياً ووسط الناس، أتفاقهم على التشجيع للهلال أو المريخ وأخيرا المنتخب السوداني الذي أسعدنا بالتعادل مع غانا والذي لايفرق عن الفوز في شئ...كل السودان أصبح يهتم بكرة القدم وأخص هنا الأطفال والنساء،فنحن الرجال عشقنا الكرة،والآن اتفقت نساؤنا وأخواتنا وأمهاتنا في عشقنا لها.. {أتمني والله على ماأقول شهيد أن يتفق أبناء الجنوب من أجل خيار الوحدة...؟ ياقادة الحركة الشعبية أنتم عشتم وسط الحروب وويلاتها،والقتال أنهك الجميع،لم يستثنى زرعاً أو أنسان أو حتي حيوان..!والجنوب هو المعبر والباب الرئيس لتشتت وأنكسار السودان..وياجماعة الله العلم نور..!؟وأنتم تعلمون بما سيحدث مستقبلا من أحجام متفاوتة من الأنقسامات والترهلات التي سيلبسها الجنوب الحبيب،والعيون الطامعة تترقب وأنيابها وأظافرها تنمو مع بداية الميلاد باعلان الاستقلال،وبعد المخاض سيبدأ الأفول وغياب الشعار الحقيقي لدولة جنوب السودان عن الأنظار والنفوس المطمئنة،هنا ستكون العيون قد تكورت وألمت بما حدث،واضعة حسابها - مسبقا - لما سيحدث،وأكتمل نمو أظافرها وأنيابها لنهش ماتبقي من جسد شاخ وضعف،ولايملك حول ولاقوة.. هذه أبيات من الشاعر نجم .. اتفق معها كما أتفقت هي معي... الفرح شاطر والحزن شاطر البحر غادر وبقولو حاضر وأنا لسه قادر فى الحزن أفرح