قلنا أمس إن التصريحات هذه الايام مضطربة و (قلقة) ونقصد هنا (كلام الوزراء) وناس المؤتمر الوطني!! والشارع نفسه قلق مضطرب!! وهذه عادة قديمة عند الشعوب أيام الازمات والشدة!! الناس والتاريخ يذكرون حكاية الملكة ماري انطوانيت عندما قالت لشعبها لماذا لا تأكلوا بسبوسة وأغلبنا يتذكر في التاريخ القريب عندما قال الرئيس الراحل جعفر نميري للناس لماذا يأكل الناس ثلاث وجبات!! ولماذا تشرب النساء الموص.. المقارنة غير واردة طبعاً ولكن!! ü هل قال السيد وزير المالية علي محمود شيئاً غريباً وهو يقول للزميلة «الشرق الأوسط» اللندنية أنا تحدثت للشعب السوداني عن أهمية العودة الى منتوجاتنا المحلية الى الذرة والدخن؟؟ وهل يقصد الوزير أن كلامه هذا يعني التقشف وإن الناس في انتظار أيام صعبة وقاسية تستوجب شد الاحزمة والبطون أم ماذا؟ يا ماذا؟ ü كان هذا مجمل أسئلة ظلت حديث الناس في المدينة أمس وهي تتداول حديث الوزير وطلب مني أكثر من طرف أن أدلي بدلوي في هذه النقطة وربما سأل أحدهم عبر التلفون قائلاً هل الحكام على استعداد لممارسة مثل هذا التقشف على أنفسهم قبل أن يطالبوا به شعبهم الكريم؟!! أنا شخصياً لا أملك إجابة ü وواحد من هذه الاتصالات التي اسعدتني كانت من أستاذنا الكبير وصديقنا (النجم) الأستاذ عمر الجزلي فقد قال الجزلي (بحكمة) أن الشعب السوداني موارده كثيرة والانقاذ وصلت الناس لمراحل ما (بطاله) والشعب السوداني موعود والبلد (مليانه خيرات) والرئيس نفسه وفي كثير من الأحيان تحمل خطاباته كثيراً من البشريات!! اعطوا الناس قدراً من الأمل!! وكما قلت في بداية حديثي إن التصريحات هذه الأيام (قلقة) والناس كذلك!! ففي هذه الحالة تأتي الرسالة خارج (الاطار الدلالي)، وتفقد قيمتها ووظيفتها الأساسية التي من أجلها تم إعدادها وصياغتها وإرسالها!! أنا شخصياً أعتقد أن حديث الوزير ربما قصد منه محاصرة فاتورة الاستيراد والاعتماد على المنتجات المحلية فالسودان يستورد بما قيمته 9 مليارات دولار كل سنة منها فقط مائة مليون دولار للأثاث ومثلها للفواكه ربما قصد الوزير ذلك!! وربما قصد غير ذلك والناس عليها بالنوايا!! ومع ذلك نقول إن التصريحات هذه الأيام تحتاج لوزنة من نوع خاص!! فهي تخطئ وتصيب.. وتفلق وتداوي!! وتصريح الكسرة هذه الأيام يفلق ما بيداوي ويا حليل زمن الكسرة التشد الحيل..!