عيسى جديد: في تاريخ الرابع عشر من أغسطس من كل سنة يحتفل الجيش السوداني بعيده، كمناسبة وطنية تقلد فيها الفريق أحمد محمد منصب اول قائد وطني قوة دفاع السودان، وتشمل الاحتفالات على العديد من الفعاليات التي تهدف الى تعزيز مكانة القوات المسلحة في نفوس المواطنين واظهار مجاهداتهم.. ويعتبر الاحتفال بعيد الجيش مناسبة قومية للوقوف على تاريخ الجيش السوداني الذي ترجع نشأته الي ما قبل مملكة كوش«732» قبل الميلاد، ومملكة كوش تنسب إلى كوش بن حام واتخذت هذا الاسم ابان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرون النوبية وكانت تعرف بقوات الشعب المسلحة.. نشأت قبل عام 1955م وعرفت آنذاك بقوة دفاع السودان.. و تتكون من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني المحتل، وبعد العام 1956 اي بعد الاستقلال تم تكوين الجيش السوداني «قوات الشعب المسلحة» بكافه فرقها ابتداءاً بفرقة المشاة، ثم البحرية، فالجوية وغيرها.. ويعتبر الجيش السوداني جيش قوي.. وقد لا تعود قوته إلى تفوق تكنولوجي بل إلى عقيدته القتالية الفريدة وخبرته النادرة.. فقد ظل الجيش في وضعية قتالية منذ (الحرب العالمية الثانية) وإلى أمس قريب، وبالرغم من أن الحرب أمر كريه إلا أن استدامتها تنشيء خبرة تراكمية عالية جدًا. وهذا ما لم يتوفر لجيوش أخرى هي أعتى تسليحاً من السودان، ومن أبرز مقولات الثقافة العسكرية في السودان هي مقولة: العسكرية تصرف، والمعنى ان العسكري عليه التصرف وايجاد الحل تحت أي ظرف وتحمل المسؤلية وعدم تقديم أي تبرير للفشل. وأيضاً من مقولاتهم الطريفة الشائعة «أن أهم خمسة أشياء في العسكرية هي ثلاث: الضبط والربط بمعنى أن العسكرية الحقة تقف على قدمين يتمثلان في الضبط والربط فالعسكري المحترف يجب أن يكون منضبطاً رابط الجأش تحت كل الظروف.هذا ولا ننسى شراسة وبسالة المقاتل السوداني، فهم أهل فراسة وفداء وتضحية. ويفضلون الموت والاستشهاد مائة مرة في سبيل أداء واجبهم في حماية العرض والدين والوطن، باستطاعت الجندي السوداني بعزيمته وإصراره وبسالته وتضحيته بالوقوف امام أحلك المخاطر والمواجهات وهذا مشهود عبر التاريخ من زمن الفدائي والمقاتل علي عبد اللطيف وغيرهم ويعد الجيش السوداني من اميز الجيوش في المنطقه وهي إحدى السمات المعروفة عنه تاريخ حافل بالبطولات للجيش السوداني تاريخ حافل بالبطولات فهنالك الحروب التي شارك فيها مثل حرب الجنوب والحرب العالمية الثانية حيث شاركت فرق في معارك بالمكسيك، وذلك عندما كان السودان محتلاً من قبل بريطانيا، وقد شارك في عدة عمليات خارجية وداخلية.. اثبت خلالها قوة وكفاءة وتميز.. ومن أهمها دحر الايطاليين من مدينة كسلا في شرق البلاد، ذلك الانتصار الذي الهم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل وجعله يعدل عن الاستسلام للألمان كما صرح بذلك لاحقاً. وشارك في عمليات تحرير سيناء في العام 1973م من العدو الصهيوني.. كما اشترك أيضاً في الحرب ضد إسرائيل انطلاقاً من جنوبلبنان وكان جزءاً من قوات الردع العربية في جنوبلبنان...كذلك داخلياً خاض الجيش معارك لمدة تزيد عن خمسين عاماً في الحرب الاهلية في جنوب السودان وذلك من أغسطس في العام 1955 وحتي العام 2005 م والتي انتهت بتوقيع اتفاقية نيفاشا للسلام. تطور الجيش عبر السنين شهد الجيش السوداني تطوراً كبيراً شمل البنية التحتية له تمثلت في تكوين قوة عسكرية ضخمة تكونت من مصانع للمدرعات والآليات الثقيلة ومصانع للأسلحة والذخائر.. وكما لديه افراد مدربون أفضل التدريب ويشهد بذلك انتشار ضباط الجيش السوداني في مختلف الجيوش العربية في وظائف استشارية وتدريبية ويتمتع بنظام عسكري صارم. والجدير بالذكر أن المؤسسة العسكرية السودانية استولت على السلطة في السودان أربع مرات كانت الأولى في 18 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق إبراهيم عبود حتى ثورة 30 أكتوبر 1964، والثانية كانت في 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري وحتى انتفاضة 6 أبريل 1985م واستلم بعده المشير عبد الرحمن سوار الذهب وهذه كانت المحاولة الثالثة، أما الرابعة فكانت في 30 يونيو 1989م بقيادة العميد عمر البشير وحتى الآن. هذا وهنالك العديد من الانقلابات العسكرية التي لم تنجح في الاستيلاء على السلطة وعلى سبيل المثال انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو 1971م ضد جعفر نميري، وحركة محمد نور سعد 1976م...