صديقي وهو يداعب مياه الأطلسي قال كتاباتكم في الخريف «طاعمة».. أحكي لي عن يومياتكم العادية هذه الأيام!! قلت له أرقام التوزيع ارتفعت عندنا بشكل ملحوظ!! وهذا لا يحدث في مثل هذه الأيام.. أيام العودة من عطلة العيد!! «الناس بجوا مقشطين»!! الواحد بالكاد يفتش حق الفول المصلح والعيشة زيادة.. الناس أقبلت على الصحف لأنها نقلت بشكل ميداني واستقصائي ما حدث!! في السابق كنا نبعث بفريق من المحررين يجوبون المناطق المتأثرة، هذه المرة لا نحتاج للذهاب هناك!! قبل يومين قلت ل «عيسى جديد» «شيل» ورقة وقلم واقعد مع الزملاء المحررين ليحكي كل منهم ما حدث في«قريته».. آسف «حيه».. الخرطوم لم تعد أحياء.. بل أضحت قرى متناثرة!! الوحيدة التي استثنيناها من «الحكي» متدربة شاطرة ناديتها ماذا حدث عندكم أمس.. أحكي لي ليلتكم مع المطرة.. قالت: لا شيء يا أستاذ.. جاتنا شوية موية من الشباك ماما قالت لي أقفلي الشباك قفلناه ونمنا!!.. وإنتِ ساكنة وين؟.. أنا ساكنة في الرياض!!.. طيب إنتِ استثنيناك أحوالكم عادية.. تسر الصديق وتغيظ العدا.. وما محتاجين إغاثة أو «شعيرية»!! في نهاية الأمر تجمعت عندنا قصة استقصائية طويلة وميدانية ومدعمة بالصور.. فالكل وهم صحفيون يحملون في موبايلاتهم الذكية صوراً منتقاة بحرفية وبعناية!! أما يومياتنا يا صديقي فهاك من «دار وحل» تفاصيل يوم خريفي في الخرطوم أو أي منطقة أخرى بالسودان!!.. الليل في الخريف لم يعد رومانسياً فكله «كركبة» وناس البيت كلو زول شايل لحافو في رأسو.. مرة جوه، ومرة بره وأحياناً ما «بنلاقي» بعض رغم أننا في بيت واحد!! ممكن «تزرك» المطرة في «البرندة» ما تقدر تلاقي الناس في «الأوضة»!!.. وممكن تمشي عشان تجيب موبايلك من «المظلة» ما تقدر ترجع للغرفة «الرئاسية» حتى الصباح!! والصباح رباح وشمسك يا وطني!! يومياتنا صبحية المطرة عجيبة!! الناس يتزاحمون حول المخابز، وعجبت لأمر النساء الواقفات صفوف أمام «صاج» الطعمية و«قدرة» الفول!! الحريم يا صديقي تركن «العواسة» وشد «الحلة».. البيوت خالية من أي مخزون إسترتيجي.. مافي دقيق أو عيش مخزن.. احتمال المجاعة وارد..! في الشارع يا عزيزي الناس «إمشوا مدنقرين» والعياذ بالله من هذه «الحالة» والنساء كالرجال «يتشمرن» ويقفزن بقوة من حجر إلى حجر.. الناس إن لم يفعلوا ذلك «غاصوا» في الماء والطين والوحل!!.. أما أصحاب العربات فحدث ولا حرج!! لا يعرف السائق اللستك يمشي فوق يابسة أم على النهر يسبح!!.. في الليل المشي «بالهزر» فالقصة جد ما «هزار». في حاجة غريبة نسيت أقولها يا صديقي الناس في حالة صمت وفي وجوم، يا ربي الحاصل «شنو»؟!