آخر تجليات البروف إبراهيم غندور مساعد رئيس الحزب وصفه للدكتور علي الحاج بأنه أخ أكبر وسياسي مرموق.. شهادة في سياق ماعرف عن غندور من حرص على إظهار مشاعر طيبة تجاه المعارضين.. لكن ليت السياسة تعالج بالدماثة وحدها، إذن لما بقيت في العالم مشكلة.. ولن يفرح على الحاج كثيراً بشهادة غندور، وقد يعدها السياسي المرموق نقطة كسبها في صراعه مع الحزب الحاكم.. وصفه لدكتور على الحاج بما ذكرت يعني أن البروف ما زال يراهن على العاطفة النبيلة، وأنه غير منتبه أو متجاهل لتراجع فرص الحوار.. حيث لا يختلف إثنان على أن أجواء خطاب الوثبة في يناير الماضي أفضل بما لا يقارن مع حال الحوار اليوم.. ولن يتقدم الرجل المعني بإدارة هذا الملف خطوة ما لم يقر أن ضمانة الحوار الوحيدة هي وجود إرادة موحدة تجاه الحوار داخل الحزب الحاكم.. ولا يبدو أن للبروف غندور مقدرة على الإقتراب من هذه المنطقة الشائكة.. لذا يواصل جولات الحوار ورصيده الوحيد عبارات لطيفة في حق المعارضين وصورة مع عرمان وقد تشابكت أيدي الخصمين، وهي الصورة التي لم تمنع صدور الحكم بالإعدام على كبير مفاوضي قطاع الشمال.. يواصل غندور التفاوض والحوار من غير أن يبدو عليه انزعاج لإعتقال يطال سياسياً معارضاً مرموقاً لا ينجح الحوار بدونه.. ويطال كذلك سياسياً آخر لا يشق لهم غبار، ويواصل البروف الحوار بدون أن يبدي قلقاً أو ينقل حرجاً يحسه من صدور حكم الإعدام على عرمان، ولا تفسير للحالة غير عجز غندور عن مواجهة عقدة الحوار داخل الحزب.. وما لم يقد الحوار قيادي داخل المؤتمر الوطني يعبر بوضوح عن المعيقات الناتجة عن غياب الإرادة الواحدة، فلن يتقدم الحوار خطوة بل سوف يسير على خطه المتراجع إلى أن يبلغ نهايته المحتومة.. هذه مرحلة لا يعبر عنها البروف غندور الذي قد ينجح في مهام أخرى وفي مراحل أخرى.. أما هذه فلن تكون أدواتها قط الصور التذكارية الباسمة ونوايا غندور الطيبة، فالمعارضون ليسوا بحاجة لأوصاف الإطراء والتقدير بقدر حرصهم على ضمانات قوية تؤكد حقوقهم الأصيلة في المشاركة السياسية.. فهل يملك البروف غندور أن يوحد الرؤية الحزبية داخل حزبه بما يمكنه من حمل الضمانات إلى المعارضين؟ مسار الحوار في المرحلة السابقة لا يوحي بذلك، وقد يقود غندور الحوار من حيث لا يدري إلى موت أكيد.