وسط إجراءات أمنية مشددة نفذت السلطات بالسجن الاتحادي (كوبر) بالخرطوم أمس عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً في حق (6) متهمين من أصل (24) مداناً في أحداث صراع قبلي بين قبيلتين معروفتين سقط خلاله عشرة ضحايا من الطرفين في معركة دامية دارت بينهما بمنطقة الفاو بولاية القضارف، فيما أوقفت السلطات تنفيذ الحكم على بقية المتهمين لوقت لاحق، وبعد وصول إخطار لمساعٍ للصلح بين القبيلتين. وتعود تفاصيل القضية إلى العام 2009م، حيث إن أحداً من القبيلتين عبر على ظهر ناقة على أرض زراعية ملك لأحد الأشخاص من القبيلة الأخرى ونشبت بينهما مشادة وقام صاحب الأرض بضرب الآخر بعكاز أدى لوفاته في الحال وتم إلقاء القبض عليه وحكمت المحكمة في مواجهته بدفع الدية الكاملة والسجن، إلا أن الحكم الصادر أثار حفيظة أولياء الدم من القبيلة الأخرى ودارت معركة دامية بين الطرفين راح ضحيتها (10) أشخاص وألقت السلطات القبض على عدد من المتهمين ووجهت لهم النيابة تهماً تتعلق بالقتل العمد والأذى الجسيم وحيازة أسلحة دون ترخيص والاشتراك الجنائي، وأحالت أوراق البلاغ إلى محكمة القضارف وأصدر القاضي قيس حيدر المكاشفي حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت على (24) متهماً، (19) من قبيلة واحدة وخمسة من القبيلة الأخرى، فيما تمت تبرئة بقية المتهمين لعدم كفاية الأدلة وأحيل المدانون إلى سجن القضارف لانتظار تنفيذ الحكم وكون مجلس الولايات لجنة للصلح بين القبيلتين إلا أنها لم تفلح في عملية المصالحة. وفي ذات السياق قال ممثل إحدى القبيلتين الأستاذ عبدالرحيم محمد أحمد العراقي المحامي ل(آخر لحظة) إن الحكم يعتبر سابقة ولم يحدث إلا في زمن المستعمر، وأضاف أن القبيلتين تقيمان في مرعى واحد بمنطقة البطانة، وناشد العراقي رئاسة الجمهورية للتدخل لإحلال الصلح بين القبيلتين والاحتكام إلى صوت العقل، وأبان أن اللجنة التي تم تشكيلها من مجلس الولايات ليس لها أي تأثير على تلك القبائل، وطالب بتدخل الرئاسة في القضية التي توقع أضرارها على الأمن والاقتصاد إن لم يتم الصلح.