فنان الطنبور المتقاعد إدريس إبراهيم لديه أغنية فيها مقطع « يغازل نفسه يا خوي في المرآية « ، إستمعت إلى هذه الأغنية الموغلة في تلافيف الزمن ، وأنا أطالع تفاصيل أسطورة صينية قديمة عن إمبراطورة بشعة وحاقدة على شاكلة الكثير من نسوان السودان ، ومن شدة حقدها منعت هذه المرأة اللئيمة شعبها من استخدام «المرآية « بيت سنينك ، وكان زبانية الإمبراطورة يجوبون الأسواق ويلقون القبض على باعة المرايات ، أما إذا ضبطت سيدة تعيسة الحظ ، تنظر إلى وجهها وتبتسم في المرآية فيتم حلق شعرها « زلبطة» وتجبر على خدمة الإمبراطورة ، حتى ينطفيء جمالها وتصبح كركوبة ، ما علينا يا جماعة الخير المتقاعد عبد الكريم الكابلي هو الآخر لديه أغنية « كلميني يا مرايه» ، لكن السؤال الذي يفرض حضوره هنا ، هل يجد الفاعلون في الحراك السياسي في السودان هذه الأيام فرصة لمشاهدة وجوههم في المراية ، لا أتصور ذلك لأن الواحد من هؤلاء ببساطة حينما يرى وجهه المتجهم في صاحبتنا المراية فإنه يلعن سنسفيل نفسه وحظه الهباب، ويمضي سادرا في عنجهياته، لتنفيذ مصالحه الشخصية ومصالح المحاسيب والمحسوبات، زمن أغبر . المهم في مواقع التواصل الاجتماعي هناك صور لمجموعة من هؤلاء الساسة الملاعين عندما ينظر الإنسان إلى ملامحهم المتجهمة لا يمتلك غير أن تشفق على حالهم الذي يغني عن السؤال ، رغم إنهم لا يستحقون الشفقة والذي منه ، بالمناسبة إذا وجد هؤلاء فرصة هذه الأيام فسوف يجرون عمليات بوتوكس لتجميل ملامحهم ، لكن للأسف إذا فعلوا ذلك فإن البوتوكس سيزيدهم ضلالا ، وعنجهية أكثر مما هم فيه ، حيث أشار باحثون أمريكيون إلى أن استخدام البوتوكس لتخفيف آثار التجهم والتجاعيد قد تخفض بنسبة كبيرة قدرة مستخدمها في قراءة مشاعر الآخرين ، وذلك لأن البوتوكس يشل عضلات الوجه ما يجعل مستخدمه غير قادر على قراءة التعابير ، المهم خلونا من الحكام المتسلطين ، في حياتنا العامة ربما تجد الإنسان يهرب من ملامح وجهه التعيس ، ويخاف من النظر في المرآة ، وإذا أجبرته الظروف للنظر إلى ملامحه فسوف يصيح .. يآآآآآآآه .. الزمن ابن الذين، شتت بقايا عمر كان بهيا وبطعم الصباح الطازج ، الملايين في العالم يكرهون المرآة ، المرأة التعيسة إذا هرب جمالها ودخلت في دوامة العد التنازلي تكره ، «كلميني يا مرايه» وتلعن سنسفيل جدود من فكر في هذا الاكتشاف الشقي ، والرجل المتصابي الذي يريد أن يتوقف الزمن عند شجرة العمر النابضة بالحياة يتمنى أن يجد من صنع هذا الابتكار ليبصق في وجه ، فضلا خليكم معاي ، وبشفافية مطلقة تعالوا ندعو ساستنا من طرف في السودان بكافة درجاتهم وزعماء الأحزاب وحرامية المال العام ، عدم النظر إلى وجوههم في المرآة خصوصا حينما يفيض بهم الغضب القاتل ، لأن ذلك سيكون وبالا على المواطنين الغلابا زي حالاتي، وبالمفتشر أقول للزول اللي في بالي أنظر إلى المراية يا ثور .