عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    حكومة أبو نوبة.. ولادة قاتلة ومسمار آخر في نعش "تأسيس"    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



والي شمال دارفور في حديث الصراحة
نشر في آخر لحظة يوم 19 - 09 - 2014

في العام 2003 وتحديدا في يوم 24 فبراير بدأت ارهاصات التمرد تظهر بمنطقتين فقط حول كبكابية؛وجنوب دارفور، يومها كانت هناك ثلاث ولايات في دارفور،في شمالها كان الوالي ابراهيم سليمان وفي الجنوب صلاح الغالي وغربها عمر هرون....,وأصدر السيد الرئيس؛ قرارا فوريا بتكوين لجنة للذهاب لدارفور،برئاسة وزير الداخلية وقتها عبدالرحيم محمد حسين،وضمت الولاة الثلاثة ورؤساء مجالسها التشريعية..وكان عثمان كبر رئيسا لتشريعي شمال دارفور والشرتاي ابراهيم عبدالله لجنوب دارفور،ومصطفى إبراهيم سعد ممثلا لغربها..إضافة لأمناء الحزب و للمسؤولين الأمنيين ،ومهمة هذه اللجنة الوقوف على الأحداث؛وإحضار تقرير شامل،فذهب الوفد لكبكابية وجنوب دارفور،وبعد الرجوع للخرطوم واحضار التقرير تم تكوين آلية لحفظ أمن دارفور برئاسة إبراهيم سليمان والي شمال دارفور وقتها..وها قد مر حوالي 12 عاماً إلا قليلا على بداية الأزمة المفتعلة؛آخرلحظة جلست مع والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر،ليحكي لنا بالتفصيل عن شمال دارفور منذ تلك اللحظة وحتى الأن..
بداية الإعتداء الأول على مدينة الفاشر..متى حدث وأين كنتم؟
كان ذلك عند السابعة صباحاً في يوم 25 مارس 2003م واستمر حتى منتصف الليل..وكان الوالي وقتها اللواء إبراهيم سليمان؛وأنا رئيسا للمجلس التشريعي بالولاية،وكانت المعارك دائرة قبالة شارع الجيش والقيادة والمسجد الذي تراه أمامك..وتم إخراج المتمردين بعد استبسال قواتنا ورجعنا بعدها للقيادة ومكثنا بالمسجد حتى الساعه الثالثة صباحا،وبعدها قمنا بتنوير المجلس الوطني وإلتقينا بنائب رئيس الجمهورية السابق الأستاذ علي عثمان محمد طه؛وفي يوم 8 مايو كان من المفترض أن نقابل السيد الرئيس..ولكن عند جلوسنا مع السيد النائب بلغني خبر وفاة والدتي عليها رحمة الله يوم 7 مايو 2003م،فرجعت للفاشر لتقبل واجب العزاء؛وفي يوم 8 مايو وأنا ب( بيت الفّراش) جاءني هاتف من الوالي إبراهيم سليمان ليبلغني بإعفائه هو وعمر هرون من منصبيهما بولايتي شمال وغرب دارفور..وتعيين اللواء سليمان واليا على غرب درافور؛وعثمان كبر على شمال دارفور..وقبلها بيومين كان أن تم اعفاء صلاح الغالي من منصبه وتعيين آدم حامد واليا لجنوب دارفور..وطبعا تم إعفاء القادة العسكريين والأمنيين.
مقاطعا؛كيف تقبل المواطنون التكليف وأنت معلم (أستاذ)..؟
كان الأمر صعبا عليهم..!فكيف يعين شخص مدني وأستاذ والياً..وأقول لك أن 95% من سكان شمال دارفور لم يتقبلوني (خالص)- قالها وهو يضحك - فالوضع وقتها ملتهب؛وغير مناسب أن يعين كبر..! وأثناء أدائي للقسم يوم 13 مايو تم الإعتداء على (مليط)،فتساءل المواطنون فيما بينهم؛(هسه الوالي ده إلا يشيلوه بطيارة من المطار لي بيتو..!).
لكن بعدها عملت على كسب ثقة الناس..سؤالي هو كيف كان ذلك؟
المواطنون بطبعهم يحجمون عن المسؤول الجديد؛وأنا بالطبع واحد من الناس..وبعد أربعة أيام تقريباً من عملي،ولظروف وضع الولاية جلست مع اللجنة الأمنية؛في اجتماعات مطولة ..وبعدها بدأت في العمل الإجتماعي السياسي،وعقدنا حوالي (87) إجتماع..يعني في اليوم الواحد خمسة أو ستة إجتماعات؛ولمدة خمستاشر ؛ستاشر يوم ،واستهدفت بها جميع القبائل في شمال دارفور،وبالمناسبة كل هذه الإجتماعات لم أتحدث فيها بكلمة واحدة..كنت أسمع فقط،وأدون كل كلمة،وكنت أطلب منهم النصيحة،ورأيهم..وللحظة حديثي معك ياحسام أنا أحتفظ بكل تلك الأوراق،وهي موجودة الأن بمكتبي..وفيه حديث لزعماء قبائل ونساء وعمال وطلاب وشباب؛كلهم موجودة..لأجلس بعدها ولمدة خمسة أيام ألخص فيها حديثهم في نقاط..مما يصلح من موجهات،وخرجت منها بمصفوفة - باللغة الحديثة كما يقال - وقمت بعدها بدعوة جميع الجهات التي اجتمعت معها في تلك المنطقة - أشار بيده لوسط الحديقة - وكانت راكوبة ساي؛وجلسنا في (برش)،وقلت لهم:ياجماعة أنا سمعت ليكم،وعايزكم هسه تسمعوني..ولكن أريد أن أقول لك في بداية حديثي،أولاً أنا غير طامع في رضاء جميع الناس..ولست خائف من سخط بعض الناس..ثانيا لا أريد أن تأخذكم عزة النفس والأنفة،فأنا أريدكم أن تكونوا بجانبي لتنصحونيوتأخذوا بيدي..فسيدنا علي رضي الله عنه عندما كلف بالأمارة قال :( أما بعد فقد جعل الله علي حق بولاية أمركم،ولكم علي من الحق مثل الذي عليكم،فلا تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة،ولايصلح الولاة إلا بصلاح الرعية؛فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه ...ألخ)فحقي عليكم ياأهل شمال دارفور أن تطيعوني؛وأن تنصحوني،وأن تعينوني،وحقكم على أن أعدل بينكم؛وأقدم لكم جميع الخدمات،وأساوي بينكم..وكان الحضور أكثر من ألف مواطن..فقرأت لهم مالخصته وأنا أقول : (لو واحد فيكم لقى كلامو مافي بالله ينبهني)..فوافق الجميع على ماقرأته..فقلت إذن ياجماعة حقو نتفق بأن - حينها للظروف الراهنة لم يكن هنالك مجلس تشريعي -تقوموا بترشيح مجلس إستشاري ..كل جهة لها الحق في أن ترشح لي ثلاثة أفراد،ونكمل نحن عليهم،للإجتماع الدوري من أجل تقديم النصح والإرشاد والإستشارة...وأرجع لك لجملة ؛(هسه الوالي ده إلا يشيلوه بطيارة من المطار لي بيتو..!) فمن قالوها غيروا بعدها رأيهم..لذلك لابد لكل سياسي أن يبدأ من نقطة الصفر..فأي سياسي عندما يبدأ والجميع راضون عنه،عند نهاية تكليفه سيكون تحصيله الشعبي أقل؛وأنا أعتبرها خسارة.
ملاحظة تناقلها الناس عنك..أنك تكاد تعرف جميع سكان محليات شمال دارفور..؟لابد أن هذا تطلب عملا كبيراً،وبالتالي هو خصم على أسرتك؟
دعني أجيب علي السؤال الأخير أولاً..بالطبع هذا كان خصما على أسرتي..فأبنائي لا يجدون ولا أجد بطبيعة الحال الوقت الكافي للتحدث معهم..والحمدلله أنهم متفهمون لهذا الأمر؛فتجدوهم يقولون لي (يا (أبوي) عارفنك مشغول عشان كده..واحد إتنين...)فأنا قد دفعت ثمنا غاليا حقيقة؛وأنا ولدت وتربيت في هذه الولاية..وتدرجت في العمل من الدرجة 18 أو 19..الدرجة العمالية يعني..فكنت رئيسا للجنة الشعبية لحي التضامن بالطويشة،فمنذ عملي في اللجنة الشعبية وحتى وصولي للوالي،فهذا (بّوت داقيهو)في الخدمة العامة..وأنا بالمناسبة كنت أعمل مع مايو قبل الإنقاذ..فعندما كنا صغارا (قضينا حياتنا في الثمانينات في مايو) ..وبعد مصالحة 1988م كنا نحن الإسلاميين كنا نمارس عملنا الحزبي الخاص..مما أعاننا في الدخول للعمل العام،فتدرجت في الإنقاذ في اللجان الشعبية والمجالس الريفية،وبحكم عملي كأستاذ ومعلم ..كل هذا أتاح لي أن أعرف الناس،وبعد دخولنا لمجالس المناطق بدأنا في الدخول لإجتماعات ومؤتمرات؛جمعتنا مع عدد كبير من الناس،وبعد وصولي للمجلس الولائي في عام 1995م - كان هو المجلس الأول في دارفور- مما جعلني أقوم بزيارات لكل مناطق الولاية،وللعلم أن المحليات وقتها كانت 24 محلية،وليست 18 محلية؛وعند تقلدي لرئاسة المجلس التشريعي إلتقيت وعرفت جميع النواب بالمجلس،وعند تكليفي بالولاية أكاد أجزم لك أنني -وأنا لا أعلم الغيب طبعا - أعرف مايدور في ذهن أي قيادي أو نائب وماذا يود أن يقول،ومن أي منطلق يدور حديثه...وذلك بحكم معايشتهم؛وانا أعتدت من خلال عملي في التعليم،أن أعرف جميع تلاميذ مدرستي؛حتى لو كان عددهم 600،فلابد أن أعرف بالأسم الكامل..وهي الحمدلله (ملكّة) تنمو بمرور الزمن،وأفادتني كثيرا في عملي بعدها..وخصوصا في السياسة أفادتني جداً..
دارفور تحوز على اهتمام عالمي؛وبالتالي قد مر عليك عدد كبير من رموز المجتمع الدولي الذين يتناولون موضوع دارفور سلباً،وتأتي وفود وتذهب..!أريد أن أعرف شعورك عند استقبال مثل هذه الوفود التي تناولت صفتها في بداية سؤالي..؟
وسط 2005م وحتي 2010م وصلت الولاية حوالي 1100 وفد بمختلف مكوناتها؛حتى أن مجلس الأمن قد عقد ثلاثة إجتماعات بالفاشر،وآخرها في أكتوبر 2010م بقاعة المرحوم د.مجذوب الخليفة؛وهي القاعة التي أمامك..وطبعا كل تلك الوفود جاءت لأجندة خاصة وبعضها جاء من أجل الحقيقة،وأنا عند لقاءاتي بهم كنت أتقمص شخصية السودان..بإعتبار أن السودان هو المستهدف،فهدفهم أولا أن ينالوا من السودان؛فإذا تراخيت ولم تكن حصيفاً أو شجاعاً في إجاباتك وأفعالك فستدخل السودان كله في متاهة،فإذا لم ينتابك هذا الإحساس( فستكون (فرطت) في حق بلدك عليك وفي حق مواطنيك) لذلك لابد أن أكون حذرا في تعاملي معهم.وأضرب لك مثلاً في إجتماعه الأخير معنا في شهر أكتوبر 2010م سوزان رايس ووفدها جاءوا الفاشر قادمين من الجنوب بعد الإنفصال؛وكان الأخوة الجنوبيين قد استقبلوهم هناك استقبال (غريب جدا) كإستقبال الفاتحين،فتم استقبالهم هنا في الفاشر إستقبال معكوس تماما وهو الإستقبال الذي يستحقونه لنواياهم السيئة تجاه السودان،والحمدلله مواطنو الفاشر كانوا عند حسن ظننا،بإنفعالهم وحشودهم الضخمة،فقد قضوا حوالي الساعة والنصف من لحظة نزولهم من الطائرة وحتى وصولهم لمنزلي؛بسبب غضبة المواطنيين،المهم أن تلك الجلسة رأسها المندوب البريطاني،وقد قال أن الوضع مترد جدا ويزداد سوءاً؛والأوضاع الأمنية منهارة تماماً،وحينها تخوف السفير دفع الله الحاج؛وكان حينها مندوبا جديدا للسودان بالأمم المتحدة،فطمأنته وقلت له لا تخف..وتحدثت بأن الوضع في دارفور يسير في تحسن بنسبة 94% مقارنة بالعام 2003م وهذا التطور نملك شواهد عليه؛وقدمت احصاء بجرائم تحدث كالعادة في ظروف مثل ظروفنا منذ 2003 وحتي لحظتنا هذه..(شهر بشهر وسنة بسنة) ومرجعيتي القضاء والشرطة ومرجعيتي أنا كمشاهد للأحداث؛وشاهدي الثاني إرتفاع نسبة تعليم الأساس وهؤلاء أطفال بالطبع يعيشون مع أسرهم..فإذا لم يكن هناك إستقرار لما زادت نسبة التلاميذ في الولاية،وشاهدي الثالث أن الطرق مفتوحة،وهذا هو إنسياب الحركة من أم درمان وإلى الفاشر..ونسبة البضائع والسلع والوقود والأسمنت والأدوية التي تدخل يوميا للولاية وتلاحظون أن هناك زيادة يوما بعد يوم فيها..وأيضا تطرقت لمعسكرات النازحين والعودة الطوعية،واخيرا حضوركم ووجودكم هنا في الفاشر وفي دارفور،وهي زيارة صادفت زيارة وزير الدفاع الأمريكي لأفغانستان..ورغم وجود 150 ألف جندي من المارينز فيها ولكن زيارته كانت غير معلنة وسرية ؛في حين أن زيارتكم معلومة للجميع قبل وصولكم لجوبا..أنكم ستقومون بزيارة الفاشر..!! فأين هي الصورة السيئة التي تتحدثون عنها في دارفور..؟! فلولا أنها آمنة لما قمتم بزيارة معلنة..فسكت الجميع؛والطريف أن مندوبي روسيا والصين كانا يشيران لي بعلامة (تمام تمام)..فالعالم من حولنا يتربص بنا،وحقيقة لابد أن تدرك هذا الأمر لتحسن التعامل مع مثل هذه المواقف.
أحكي لنا حين صدور قرار المحكمة الجنائية الجائر بحق الرئيس عمر البشير وزيارته للفاشر بعد القرار؟
حقيقة أنا طلبت زيارته للفاشر،وأقول لك نحنا (زاتو قلنا اسمنا ده لو ماطلع في المحكمة الجنائية نكون ماإشتغلنا صاح) والأستهداف بحق الرئيس (ربنا يديهو الصحة والعافية) غير صحيح ومغرض وهذا معروف للجميع،وهو استهداف في أساسه أضعاف السودان وقادته،ولذلك لم نكن خائفين حتى وأن صدرت اسماؤنا ضمن القائمة..فهذا سيكون شرفاً مابعده شرف..أن تتهم بحب السودان وأهله، ولعلمك أنا أعايش المعسكرات وأهلها؛وأكشف لك أن 90 شاحنة كبيرة كانت تحمل نازحين من المعسكرات وكل شاحنة تحمل مائة وخمسين أو مائتين نازح كانوا مستقبلين للسيد الرئيس في الساحة مع بقية المواطنين،وتحدث مندوبا الفور والزغاوة موضحين الغرض الجائر من القرار،فهؤلاء هم من أدعت المحكمة الجنائية أن الرئيس أسهم في إبادتهم جماعياً..! هم على رأس مستقبليه بعد ثلاثة أيام من القرار،وكان غرضنا أن نعري المحكمة ونبين الحقيقة للعالم ول(أكامبو).
شمال دارفور لها النصيب الأكبر من الإعلام السالب؛دون بقية ولايات دارفور..؟
والله الإستهداف ده هو استهداف لشخص كبر وهو من جهة معينة ومحددة تدار بواسطة شخص يركز على الأحداث في شمال دارفور ويسعى لتضخيم أخبارها،وهذا الاستهداف بدأ منذ تولي منصب الوالي،وهي أستراتيجية قبلية،فالإستهداف ليس في عملي أو أدائي ولكنه في شخصي،والحمدلله أن مايحدث هنا لايمكن اخفاؤه..لذلك أرى أن الإستهداف لن يضرني،وهذا الاستهداف ينشط هذه الأيام بسبب المؤتمرات العامة للمؤتمر الوطني واختيارات الولاة،والمهدد الطبيعي بالنسبة لهم أن يظل عثمان كبر واليا،أو إذا تركه أن يذهب للخرطوم في أضعف الحالات،وهو موسم أعتقد لإثارة الرأي العام..ولكني أراه حرثاً في بحر..وأقول لك وكلي ثقة؛أن أفضل وضع تعيشه شمال دارفور هو الأن،ونحن موجودون طوال الإحدى عشر سنة رغم المؤامرات والمكائد والاستهداف الذي يحدث..ونحن نحمد ونشكر فضل الله على هذا الأمر،والأخوة طبعا في المركز ساندونا ..وإنجازاتنا تتحدث عنا بفضله تعالى..
في برنامج في الواجهة التلفزيوني الذي يقدمه الإعلامي الكبير أحمد البلال،إعترفت بمجهودات قوات الدعم السريع ودورهم في إجراء ورعاية المصالحات..؟
هناك من يروجون لأحاديث منقولة..أو تحمل غرضاً..وقوات الدعم السريع أثناء وجودها هنا في الفاشر تحركت معهم بالبر وسرنا في جولة كانت في مجملها حوالي 150 كلم وزرنا عشرين قرية وكنت معهم في الخطوط الأمامية في (بير مزة) و(بير مرقي) وكنت شاهداً على تصرفاتهم وممارساتهم ورأي المواطنون (البسيطين) عنها وفيها..والحقيقة أن وجود طوال عشرة أيام في الفاشر كانت من أفضل الأيام من ناحية أمنية،وكانت قواتهم قوامها أكثر من 1000 عربة ؛وأكثر من ستة ألف مقاتل؛وللحق لم تحدث منهم أي ممارسات سالبة أو ثارت عليهم تحفظات منا أو من المواطنين..وهي قوات راشدة وهي الأن تجربة أثبتت نجاحها وهي الأن ستعمم على عدد من ولايات السودان مثل حفظ الأمن بمناطق التعدين وحمايتهم للمنقبين وأموالهم..
هل تساند ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة؟
الرئيس البشير حصل على كل أصوات ولاية شمال دارفور،من مواطنين أو من أهلنا في المعسكرات،وهذا كما قلت خير دليل على أن مايثار سابقا عن مذكرة توقيف المحكمة بحقه هي باطلة والقصد منها إضعاف السودان وقيادته وهذا هو مايبغيه أعداؤنا،ويتمونه..ويكفيه أن الجميع مجمع وملتف حوله في جميع أنحاء السودان؛وأولهم أهل دارفور..وهم مطمئنون لقيادته،وحبال التواصل بين السيد الرئيس والنازحين ممتدة..وهو يحرص على ذلك،وأنا أرى العواصف التي تهب هنا وهناك؛فإن الضمان للأفضل أن يظل السيد الرئيس هو ولي الأمر،وإذا حدث غير ذلك،فالسودان سيكون عرضة للتفتت،فالمعارضة الموجودة مع احترامنا لها غير مؤهلة لقيادة البلاد،لذلك فمن الأفضل أن تدار البلاد بمن هو أقدر على ذلك،وهو المؤتمر الوطني،وضمان استقرار وتماسك الحزب وجود البشير في قمة الحكم،ونتمنى أن يطيل الله في عمره ليقدم الخير والاستقرار للسودان وأهله..وهذا لايعني أنه لايوجد رجال أو قيادات في الحزب؛بإمكانها إدارة البلد،ولكن الأنسب في نظرننا أن يستمر البشير في الرئاسة،لأنه الأقدر على الإمساك بلأمر بما يتمتع به من شعبية وكارزيما تجعله الأنسب كما قلت لك لحكم السودان..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.