وجهت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد انتقادات واسعة لثقافة التقليد وما أسمته الاستنساخ في المجتمع السوداني وطالبت المواطنين بالعودة للأكل واللبس الشعبي.. وقالت إذا أكلت العصيدة والخبز الناشف فذلك لا يعني أنك فقير، ونحن هنا سنأخذ كلامها ونحاول اسقاطه على واقعنا، ونؤكد لها إننا فعلاً لا نأكل الأكلات الشعبية، ولا نلبس اللبس الشعبي، وهذا ليس استنساخاً لثقافة أخرى كما قالت هي لكنه واقع دفعتنا له سياسات الحكومة دفعاً فاذكر انها كانت في بداياتها ترفع شعار: من لا يملك قوته لا يملك قراره، ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع لكننا وجدنا أنفسنا نبعدفي كل يوم سبعين ذراعاً خاصة بعد استخراج البترول الذي تحول لنقمة بعد أن أهملت الزراعة واعتقدنا أننا دولة نفطية وفجأة وبين عشية وضحاها ضاع البترول ورحل وأصبحنا ننتظر رسوم ترحيله التي يبدو أنها إلى زوال، وبتنا نقلب كفينا عليه فلا زراعتنا استطعنا العودة لها، ولا أصبحنا دولة نفطية مثل الدول التي سببت لنا عقدة وكنا نغترب عندها فلا وصلنا لحد الرفاهية ولا تيقنا على حالنا..! وبدلاً من أن نزرع قمحنا وزادنا استوردنا القمح الأمريكي ومطاحنه فتوارى قمحنا وانزوى كما ضاعت الذرة حتى إن سعر (طرقة) الكِسرة وصل الى جنيه بينما هذا الجنيه تقابله (4 رغيفات أو ثلاثة من القمح) فمن يقول إن من يشتري الرغيف استنسخ ثقافة تكون بعيدة عن واقعه، ولا يشتري لا الخبز ولا الكسرة حتى يجري بينهما المقارنة المطلوبة.. فاذا أراد مسؤول أن يزعل من تهكم الناس على تصريحات مسؤول آخر وظني انه قبل ان يزعل من التهكم على أخيه عليه ان يسأل نفسه- لماذا رفض الآخرون تصريحه واذا أرادت اختنا سامية أن تعرف لماذا انتقد الجميع تصريحات وزير المالية السابق عن العودة «للكسرة» عليها أن تقارن بين سعر الاثنين لأن العودة للكسرة بواقعها الحالي لا يعني ان السودان سيظل فقيرًا بل انه يسير نحو الرفاهية «نعم» الرفاهية. ونواصل