وجه الرئيس عمر البشير مديري الجامعات بتوحيد الزي الجامعي.. أي والله.. وجههم في احتفال تخريج جامعة الرباط يوم أمس الأول.. وزاد أن ذلك يعكس سلوك الطالب والجامعة.. (ياه) كم أنا سعيدة، فقد استجاب رئيس الجمهورية لنداءاتنا المتكررة، والتي أيدها الكثيرون ورفضها أصحاب الغرض والمرض.. وقد استنكر بعضهم دعوتي لرئيس الجمهورية بالتدخل، وقد رددت عليهم في هذه الزاوية.. وقلت إن الرئيس هو الرأس وأمير هذه البلاد، وإن ما يحدث فيها في كل المجالات مسؤوليته، ف«الطلاب» قد غلبوا «الطب والطبيب»، وأصبحوا يقفون في وجه أي مدير جامعة، رافعين رايات رفضهم للزي الموحد. سيدي الرئيس.. القرار شجاع والتوجيه مهم، لكننا نطمع في المزيد من المتابعة حتى لا يتراخى القائمون على أمر هذه الجامعات، ويتوه القرار.. لذا نأمل إصداره مكتوباً وتعميمه على الجامعات، فالأمر أخطر من أن يتأخر.. خاصة بعد أن عرفنا من بعضهن أنه وسيلة لأكل العيش.. بالمناسبة لقد علمت من بعض الطلاب أن أركان النقاش أصبح ليس لها موضوع غير الزي الموحد.. فمنهم من يرفضه ومنهم من يؤيده! المهم لقد حمل باقي الخبر الذي حملته صحيفة «الرأي العام»، والذي أوردته الصحافية هادية صباح الخير سأورده نصاً.. «وقال البشير إن معظم الجامعات أصبحت مكاناً لعرض الأزياء، وأوضح أن توحيد الزي يرفع الحرج عن بعض الطلاب الفقراء.. ودعا الطلاب لعدم التأثر بالعادات الدخيلة على المجتمع، وقال نسعى لمجتمع محتشم بعيداً عن التعصب أو القسر». لقد لخص السيد الرئيس المشكلة، وبما أنني من الصحافيين المعنيين بالقضايا والمناشدات، فقد تابعت مشاكل الرسوم الجامعية وقمت ببعض الدراسات، ووجدت أن بعض الطلاب يهتمون بالزي أكثر مما يهتمون بجمع المال لدفعه للجامعات، خاصة الجامعات الحكومية ذات الرسوم المخفضة مقارنة بالجامعات الخاصة.. إذن الزي الجامعي يخدم شقين، الأول اهتمام الطالب بدراسته ودفع مصروفاته ورسومه، والثاني رفع الحرج عن غير المقتدرين الذين يكابرون ويصرفون الأموال في شراء هذه الأزياء التي لا تشبه الحرم الجامعي.. فالوقار دائماً ما يلازم طالب العلم، فلا يمكن أن يرضى عن هذه الأزياء إلا مكابر وباحث عن التقدم المزيف، فالرقي والجمال لا يكمن في الزي، بل علامته النظافة والانضباط وحسن المعاملة، أما «التنك والكارينا والبودي».. فمكانها الحفلات والمناسبات وليس الجامعات. شكراً سيدي الرئيس، فقد كنت أنتظر قرارك على أحر من الجمر.