ولاية غرب كردفان التي عادت بقرار من رئيس الجمهورية، بعد أن تم تذويبها بعد اتفاق السلام الشامل، مازالت تتحسس خطاها لتكون بين الولايات الأخرى، غير أن كثيراً من العقبات واجهتها، تمثلت في موقعها الحدودي وتأثير حرب الجنوب وأيضاً تحدي التنمية والاستثمار والبترول، وكذلك التفلتات الأمنية، والصراعات القبيلة.. مما جعل من اللواء خميس- صاحب الخبرة العسكرية- في وضع صعب بحكنته القيادية، محاولاً الوصول الى بر الأمان بالولاية - كما قال: آخر لحظة جلست معه في مؤتمر شورى الولاية لاختيار والٍ عبر التصويت والترشيح، مستعرضة معه تفاصيل ما حدث وتأثيره على الولاية، وتفاصيل التنمية ومستقبل الولاية.. فالى مضابط الحوار: ٭ كيف ترون مؤتمر شورى الوطني بالولاية؟ - أولا نحن نشكر كل الناس الذين جاءوا الينا من المركز للمشاركة سواء كانوا في اللجنة الفنية للحزب أو القيادات والإعلاميين، وقبلهم نشكر باسم الولاية السيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير على هذه الثقة الغالية التي بموجبها أرجع الولاية، وكان هذا القرار نقطة تحول لنا رغم التحديات من الانفلاتات الأمنية ولكن أبناء الولاية بصمودهم استطاعوا يتجاوزوا كل هذه المحن، ويعيدوا للولاية لحمتها الأولى وتماسكها بمختلف أجناسهم الحضرية، ومن خلال هذا المؤتمر الجامع وهو أول مؤتمر شورى للولاية بعد عودتها، رغم ما حدث فيه من تدافع سياسي ديمقراطي، لكنه كان درساً كبيراً وبليغاً لأبناء الولاية في شورى مقبولة على مرأى ومسمع من الجميع، كانت نتيجتها مرضية بالنسبة لنا، وهي بنسبة حضور بلغت 280 عضواً للشورى، وهي نسبة عالية للولاية وحتى في مستوى التصويت والاقتراع.. حيث بلغ الحضور للمؤتمر 1700 عضو.. وحتى اللجنة الفنية أشادت بالترتيب الذي حدث . ٭ مقاطعاً.. لكن هناك حالة استقطاب حادة حدثت وسط أعضاء شورى الوطن، وهناك حديث عن أموال دفعت لكسب الأصوات؟ - ما حدث هو أمر مرفوض طبعاً ويسيىء للمؤتمر الوطني وعضويته ونحن نرفضه تماماً لأننا يجب أن نخضع للوائح والقوانين التي تنظم الشورى، والأخذ بالرأي عبر الطريق الصحيح، وأن الحق مكفول للجميع ولا يمكن أن يسيىء أحد لحزبه بتصرف ما... وسمعنا أن هناك أصواتاً بلغ سعرها خمسة ملايين وأخرى عشرة ملايين، لكننا لم نحاول أن نتحرى عن شخص أو نتهم آخر ٭ لكن يقال إنكم أقصيتم منافسيكم بل لم تستقبلوهم حتى؟ - هذا غير صحيح فالاستراحة والمكان للاستضافة للجميع وكانت جاهزة بدليل أنكم الإعلاميين قد تمت استضافتكم فيها، وما يروج من حديث غير صحيح أن الذين ذهبوا الى الأحياء ونزلوا هناك مع معارفهم هو خيارهم، وليس لأننا منعناهم، ورغم ذلك نحن كنا جاهزين.. ولكن أكرر كان ذلك خيارهم رغم أنهم أخوة لنا، ورغم أنهم لم يودعونا حتى عندما سافروا بعد ظهور النتيجة، وما اتحدث عنهم هم مجموعة معروفة من القيادات بالولاية، بعضهم رشح نفسه وبعضهم ساند من ترشح، ولكن الاختيار كان للعضوية لمن أرادته أن يكون.. وأتمنى للجميع التوافق وليست مواصلة الاختلاف، لأن الولاية بحاجة للجميع للتنمية والاستقرار ٭ هناك أيضاً من قال إنكم ظهرتم بمظهر القوة، وانتشرت سيارات الشرطة ومنعت بعض الناس من الدخول للتصويت؟ - هذا أيضاً ماروج له في بعض الصحف وغير صحيح، فوجود الشرطة شيء طبيعي للحراسة والتأمين، فنحن أيضاً لدينا خطة لتأمين المدينة تأميناً كاملاً، وليس مكان المؤتمر.. فالفولة يقام بها مؤتمر عام، وهناك ضيوف وقيادات من المركز، وشيء طبيعى أن يكون هناك وجود شرطي كثيف.. أما ما يقال عن منع أي عضو هذا ليس صحيحاً، لأن هناك قوائم وأسماء مسجلة ومن وجد اسمه دخل وأدلى بصوته بطريقة ديمقراطية، فقط أقول إن الذين يكتبون يريدون أن يشوهوا ما حدث بتفاصيل عادية، ولذلك اعتقد أن الأمور كانت آمنة حتى للذين سكنوا في المدينة وهم ضيوفنا ولم يحدث شيء... ٭ ماذا تقول عن كل ما حدث في المؤتمر؟ - أنا أقول إنها ممارسة حزبية وفقاً للقوانين واللوائح، ومن خرقها يجب أن يحاسب وأقول أيضاً أن النتيجة مرضية تماماً لنا، وليس لدي مشكلة مع أحد، وهي ليست انتصاراً لأحمد خميس بل هي ما أراده الأعضاء بشورى الوطني بالولاية، وإن كنت أحرزت المركز الأخير لذهبت لأخوتي مهنئاً الواحد تلو الآخر، فالأمر تكليف وليس تشريفاً، وخاصة ونحن حزب واحد ولحمة واحدة، ومن يختاره الحزب الناس تقف معه، وهنا أقول لابد من حدوث تغيير إذا جاء أحد آخر فهو أمر طبيعي، لأن الذين يحكمون الآن لن يحتكروا الحزب للأبد- كما قال البروف غندور في كلمته- إن الحزب ماضٍ في التجديد والتغيير. ٭ قانون الطواريء المطبق بالولاية أثار جدلاً واسعاً.. ماذا تقول عنه؟ - هذا القانون رئاسي لظروف استثنائية نسبة لوقوع الولاية على الحدود مع دولة الجنوب، وتأثيرات الحرب على المحليات المجاورة، وذلك حينما كانت الولاية مذوبة في جنوب كردفان ولكن مع مرور الوقت وبعد عودة الولاية اقتضت الظروف أيضاً استمرار القانون لظهور بعض التفلتات الأمنية، ونحن لم نسيىء استخدام قانون الطواري ء ونعمل وفقاً لسلطاتنا. ٭ هذا ما أشار اليه مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور وطالب به عضوية المؤتمر بالولاية بأن يتفقوا ولا يختلفوا ؟ - صحيح ما قاله البروف غندور في كلمته أمام المؤتمر العام لقيادات الولاية، وهو ما يجب أن نعمل به، سواء كان من إشارة منه الى التوافق والعمل على وحدة واستقرار الولاية، أو التوجه الى تنمية الموارد الاقتصادية بالاستفادة من الثروات الحيوانية والمعدنية.. وهذا ما نسعى اليه كولاية وليدة غنية بكل هذه الثروات، واقول إننا عملنا على الوقوف على كل المشكلات التي تعيق العمل، وسنعمل على تزليلها ولدينا الخطط والمشاريع وسنتخطى كل الخلافات إن شاء الله.. ٭ الآن الولاية تشهد هدوءاً نسيباً في الناحية الأمنية.. طمئنا أكثر ؟ - لقد بذلنا جهداً كبيراً لجعل الأمن مستقراً رغم التفلتات الأمنية هنا وهناك، وأرسلنا رسائل عديدة لمن يحمل السلاح ودعونا هم للحوار خاصة بعد دعوة الرئيس لحملة السلاح، والولاية رغم أنها شهدت أحداث متفرقة من تداخلات الجبهة الثورية وتهديدها للأمن والمجتمع لكننا متيقظين لما يحدث ومنتشرين أمنياً في الولاية، خاصة وأننا ولاية حدودية تأثرت بما حدث في الجنوب من حرب وتدفقات للاجئين، في مناطق التماس، ولكن بدون مشاكل حتى الآن ولا ننسى الصراعات القبلية بالولاية وأثرها على النسيج الاجتماعي وفي سبيل ذلك عقدنا مؤتمرات للصلح مابين المعاليا والرزيقات، وسوف يستكمل المؤتمر عما قريب، وهو يصب في رؤية الولاية للحل المجتمعي لصراعات القبائل، ولدينا في الولاية أيضاً قضية الحمر والمعاليا وقضية بطون المسيرية، والآن الوضع كما قلت هادىء ومطمئن... وستعود الولاية بقوة إن شاء الله، لتلحلق بركب التنمية كغيرها من الولايات الأخرى ٭ بالحديث عن التنمية، وهو تحدٍ آخر لكم ماذا لديكم من مشاريع تم تنفيذها وأخرى لم يتم تنفيذها في قطاع الخدمات للمواطنين؟ - هذا سؤال جيد لأنه بعد استحقاق الأمن يأتي استحقاق التنمية كخطوة مكملة لإنسان الولاية من ناحية تطوير حياته، خاصة بعد اندلاع الصراعات القبلية وأيضاً اندلاع الحرب في دولة جنوب السودان، مما جعل الولاية في حالة استنفار أمني لتهدئة الأوضاع، لكن لم نهمل الجانب التنموي والمباشر في العمل على عدة محاور في قطاع الخدمات من صحة ومياه وكهرباء، ولدينا أيضاً البترول ولدينا خطط للمياه لهزيمة العطش في مناطق شمال الولاية بمناطق عيال بخيت، وهناك خطوط كبيرة لمدن المجلد، وبابنوسة، وخطوط داخلية لمدينة النهود، وخط ناقل لمدينة ابوزبد بطول 19 كيلو، وهنالك أيضاً خط ناقل للمناطق جنوباً موله القرض الصيني.. أما قطاع التعليم هناك عملية تجليس وتجديد وتأهيل لأكثر من 4 آلاف مدرسة، وفي مجال الطرق تم التصديق لطريق الفولة بليلة بطول 60 كيلو، وهذا سيربطنا بالمطار مباشرة لأننا مستقبلاً لدينا خطة في تصدير اللحوم من الولاية مباشرة وذلك بانشاء مسالخ حديثة سيتم التعاقد مع شركات ايطالية، وأيضاً في مجال الثروة الحيوانية، ووفرنا لحوماً بأسعار متوسطة بتوفير عجول وتم تنزيل كيلو اللحمة من 60 الى 35 بالإضافة الى مشروع طائر السمان بتسويقه وأيضاً مشروع استزراع الاسماك في تردة ابوزبد، وتردة ابو دزه، وتردة السنوط، واليوم بدأت تنتج الاسماك بصورة تجارية ومتوفرة في الأسواق لأول مرة في ولاية غرب كردفان.. ولا ننسى الطرق التي توقف العمل فيها ومنها طريق المجلد الميرم بطول 60 كيلو متراً وأيضاً طريق الفولة المجلد بطول 100 كيلو، وستتم إعادته والمباشرة ٭ حدثنا عن صحة إنسان الولاية والمستشفيات؟ - المستشفيات بعد التئام الولاية وعودتها كانت تحتاج الى تأهيل وهي مستشفيات المجلد والفولة وغيرها، ونحتاج الى أبناء الولاية من أطباء للعمل بهذه المستشفيات، ولدينا مخزون دوائي كبير عبر برنامج الدواء الدوار ٭ رسالة أخيرة سيد الوالي تود أن تقولها ؟ رسالتنا الى أهلنا أن ما تم هو أمر حزبي ولا يعني هزيمة آخر وانتصار آخر، أتمنى من الجميع التوافق والعمل على بناء وتنمية الولاية، وأقول أيضاً علينا أن نكون يداً واحدة لأن الخلافات لا تفيد الولاية، فعلينا أن نتجاوز عن أغراض الأنفس...