أدانت محكمة جنايات الأوسط المنعقدة بمجمع الخرطوم شمال برئاسة القاضي د. أسامة أحمد عبد الله أمس ملازم شرطة بقتل فقيدة الديم «عوضية عجبنا» عمداً، وأرجأت النطق بالحكم لحين اكتمال الإعلام الشرعي لورثة القتيلة الذين طالبوا بالقصاص من المدان بعد أن خيرتهم المحكمة بين العفو والدية أو القصاص. وقالت المحكمة إن المدان لم يستفد من جميع الدفوعات الواردة والاستثناءات التي تحول مادة الاتهام من القتل العمد إلى شبه العمد، وناقشت في حيثيات تلاوة قرار الإدانة عناصر الجريمة بعد أن أكدت بأنها ترمي للوصول إلى قرار سليم يرضي الله ورسوله أولاً، وبدأت بمناقشة الركن المادي للجريمة الذي يؤكد أن المدان دون غيره هو من أطلق الرصاص في مواجهة القتيلة، وأكد شهود الاتهام ذلك بأن المتهم طلب من أحد الأفراد تعمير السلاح وأطلق «3» رصاصات أصابت إحداها المرحومة، ونقلت إلى المستشفى وتأكدت حالة وفاتها، كما جاء في تقرير الطبيب المشرح أن أسباب الوفاة تهشم الجمجمة وخراب المخ نتيجة الإصابة بعيار ناري مما أدى إلى تفكك عظام الجمجمة، وأشارت المحكمة إلى أن القصد الجنائي هو حالة ذهنية داخل النفس البشرية لا تعرف إلا بالنشاط الإجرامي، آخذة في الاعتبار الأداة المستخدمة وموقع الإصابة في جسم المجني عليها معياراً لمعرفة القصد الجنائي، وثبت لديها بأن الإصابة كانت بالرأس والأداة هي بندقية «كلاش» أدت إلى الموت الذي كان نتيجة راجحة لفعله وليس محتملة، وذكرت المحكمة أن المدان هو ضابط برتبة ملازم يعمل بقسم النظام العام بالديم وهو لم يتعرض للجنون أو سكر ولم يكن الموت نتيجة خطأ لفعله، كما أن السلطة لا تسمح باستخدام القوة لتفريق الجموع إلا بإذن من وكيل النيابة وكان يجب عليه أن يستعين بضابط آخر ويطلب مساعدة قوة مسلحة مع العلم بأن الجمهور لم يكن مسلحاً وعلى بعد «6» أمتار منه وهذا بعد كافٍ، على ضوء ذلك انتفت استفادته من حق الدفاع الشرعي، بجانب استبعاد المعركة المفاجئة لأن عودته بقوة أكبر بعد نصف ساعة أمام منزل المجني عليها يدل على سبق الإصرار، وبناءً على تلك البينات أدانته المحكمة بتهمة القتل العمد. وفي الوقت ذاته أدانت المحكمة بقية المتهمين وعددهم «7» كانوا بعربة الدورية، بتهمة الإهمال في إسعاف مصاب أشرف على الهلاك، حيث أثبتت الوقائع أن المجني عليها كانت في حاجة للمساعدة وطلبت منهم والدتها نقلها إلى المستشفى ورفضوا، وأنكروا خلال التحريات جميعهم مشاهدتهم أو علمهم بوجود شخص مصاب من قبل ذوي المجني عليها. وتتلخص الوقائع في أن المتهمين خرجوا في حملة بعربة الدورية لمحاربة الظواهر السالبة بمنطقة الديم وحدث خلاف بينهم وشقيق المرحومة أدى لوقوع الحادث.