الأحبة قامات الأقلام النظيفة العفيفة.. السلام عليكم.. استأذن الأستاذ مؤمن.. بإطلالة خجولة في سوح أهل النصل و(الدواس).. في رحى لست من أهلها.. أطل كطفل في صالون كافور الإخشيدي.. بعد أن رأيت الأستاذ مؤمن.. تلميذا فيها.. وشمس المشارق.. تشرق.. في دار.. أقلامها تصدر صريرها بلا هوادة.. وفي نذر حرب يعقبها دمار بلا شك.. وبما أن تكالب السحب تنذر بهطول المطر.. فدخول.. القلم المشاغب.. للعلم الصحفي مؤمن الغالي يوميء بإشارة البدء.. كحكم ساحة.. يدخل بأجندات وكروت تفتقر إلى الأصفر.. إلا من أحمر تكسوه بعض دبلوماسية حرف شفيف.. وتواضع جم.. يخفي بين طياته شراسة قلم يعرف كيف يودع رسائله.. ومتى يؤلم.. وكيف يضع المبضع على الجرح.. فيؤسس للاستشفاء خانة.. ولندع السيول والأمطار.. وشرق النيل وأهلنا في الفتح غرب أم درمان جانباً (ولو إلى حين).. وأنا أتربع في حضرة القامات السامقة (الباز.. فيصل.. مؤمن).. أسجل حضوري في تلكم المعركة البديعة.. ولكن بايجابية.. استنهض فيها إحساس المخاطرة واستحث فيها مبررات المغامرة.. ولأنها تستحق.. هآنذا.. أخطو نحو رحى معركة الكبار قيمة ومعنى.. وفقط للتعليق على جملة واحدة لا زيادة فيها.. وهي تأتي في ذيل سحب مؤمن الداكنة.. كهدير النيل الأزرق وهو محمل بطمي الهضبة الإثيوبية وهو يهدد توتي الوادعة.. ويلوح بآثار سد الألفية في صمت مريب.. استوقفتني عبارة مؤمن (أنا في صف الجوع الكافر.. لأن الطرف الآخر يسجد من ثقل الأوزار).. وأعجبتني إشارته اللطيفة لارتمائه في أحضان التطرف.. التي ازدهت بها شمس المشارق زمناً.. وهي تنافح المبدأ.. وتسبه زمناً طويلاً.. أما آن لك.. أيها الرائع المؤمن.. أن تهادن؟.. ولا أمانع أن تقف في صف هذا أو ذاك.. لأن دوافعي في الوقوف مع أي من الصفوف.. أنا أيضاً.. لا تشبه فيصل.. ولا الباز.. ولا مؤمن.. هل يستمع ماعون دفقكم.. لطرح آخر؟.. وإن وسعنا.. عدنا.. نقشة.. الحبيب مؤمن.. رغم الغياب.. ولكن حضورنا يسجل توقيعه على عمودكم يومياً عبر العروسة.. رغم المشاغل والازدحام.. م. الفاتح وديدي ٭ من المحرر الحبيب الغالي الباشمهندس.. وديدي.. قبل التحايا لك من الحب أمطاراً.. وبعد التحايا لك من الود تلالاً.. أما التحايا فلتكن دهشة وانبهاراً من حروفك تلك التي أشعرتنا بالدونية وأحسستني بالخجل من روعة مبانيها وبهجة معانيها.. وشذى عطرها الذي يضوع حتى ثملت رغم أني رددت الخمر عن شفتي لعل رحيقها هو الخمر.. من أي حديقة تقطف تلك الزهرات.. لترصها ليس جوار جدول أنيق بديعة ومفرهدة.. أنا سعيد إلى حد البطر والزهو الطاؤوسي وروعة كلمات وبهاء حروف يسيل من قلمك الأنيق ليصب تماماً في آخر بوصة من سويداء قلبي.. صديقي.. أنا عاتب عليك حد الملام.. بالله عليك كيف تأخذني من الثرى لأدور في حجرة واحدة مع الثريا.. كيف جاز لك أن تضمني مع أقمار بل قمرين يشعان إبهاراً وضياء.. ومن أنا لأكون بجانب الباز.. وفيصل.. صحيح أنا تلميذ في مدرسة الشعب.. ولكني ما زلت في الابتدائية.. أمامي بيداً دونها بيد لأكون طالباً في جامعة.. الباز وفيصل.. ثم.. أنا لن أهادن.. ولن أصالح في الوطن.. وفي شعب الوطن.. ما زلت وسأظل أردد مع مظفر النواب.. مولاي أنا في صف الجوع الكافر.. لأن الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار.. وديدي.. إن صف الجوع الكافر أطول من المسسبي.. لأنه يضم فقراء شعبي.. وألا ترى مثل ما أرى أن الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار؟؟ نعم يا وديدي.. إن ماعون دفقنا وصفنا يسع في فرح و«مهلة» أي طرح آخر ما دام ينحاز في صلابة وحديدية للوطن ولشعب الوطن.. لك عاطر تحياتي وكثير حبي مؤمن