وما زلنا في رحاب النادي الكاثوليكي.. وما زلنا نمطر حبيبنا البروف غندور بوابل من الأسئلة.. وما زال في الكأس باق من دهشة نعود بعد أن توقفنا بالأمس لنأخذ قسطاً من الراحة وننعش الروح قليلاً من عناء تقليب دفتر «الإخوان» المترع حتى الثمالة بالأحزان.. ونعم يا بروف عضوية حزبكم تناهز أو تقارب أو حتى تزيد عن عشرة ملايين.. ونسأل في براءة ولا مانع إن سألنا في خبث و«عليك الله» لو كان حزبكم حزباً مطارداً وملاحقاً هل كانت صفحات عضويته تئن من ثقل الأسماء؟.. وأين كان كل هؤلاء الناس قبل مجيء الحكم لكم طائعاً مختاراً أو عبر صناديق اقتراع زجاجية كرستالية شفافة أو حتى عبر ماسورة بندقية أو دبابة؟.. هل كانوا كلهم «فلوترز» مستقلين عن أي حزب في الساحة؟.. ولماذا هجر «الأنصار» حزب الأمة ليطيروا إليكم زرافات ووحداناً؟.. ولماذا غادر «الختمية» ديار أبو جلابية ليتراصوا معكم صفوفاً وحشوداً؟.. هل هذا لأنكم أتيتم بما لم تستطعه الأوائل؟.. أم تدفقوا نحو حياض حزبكم لأنكم أقمتم شرع الله المطهر؟.. وسؤال آخر.. «تفتكر» يا بروف «في كم مليون» انخرطوا في حزبكم من المؤلفة قلوبهم؟.. وسؤال أكثر جرأة وصراحة وهو المعروف أن حزبكم حزب المؤتمر الوطني أن الذي صنعه فكرة وتصميماً وتنفيذاً هو «شيخكم» الدكتور الترابي.. والآن لن نسألك.. بل أسأل نفسك أنت لماذا يا ترى انحاز عشرة ملايين مواطن إلى حزبكم حزب المؤتمر الوطني راكضين بعيداً عن «الشيخ» الذي انشأ حزبه «المؤتمر الشعبي» والذي لا تبلغ عضويته في كل القطر عضوية حزبكم في أصغر محلية في الأطراف أو المركز؟.. هل تدفقت سيول المنضمين إلى حزبكم عن قناعة وفكر وعقيدة أم أتت بهم مآرب أخرى؟ حبيبنا البروف.. لقد علمنا التاريخ.. وأخطرتنا عيوننا وآذاننا «سمعاً وشوفاً» أن أي حزب وعندما يكون في السلطة المطلقة التي أتى إليها محمولاً على ظهر انقلاب.. تتدفق عليه جموع الأنصار والملتحقين في سيل هادر.. وينفض من حوله الناس عندما يغادر تلك الكراسي المهيبة.. كراسي السلطة والحكم والقيادة الرهيبة.. راجع «الاتحاد الاشتراكي» الذي كان يفاخر بعضويته الكاسحة.. وعندما بدأت شمسه في الأفول وعندما انحدرت إلى أسفل نحو خط الأفق الغربي وحتى قبل أن يبتلعها الظلام.. ناشد قادة الاتحاد الاشتراكي عضويته المليونية فما وجد من كل تلك الملايين غير مائة وخمسين فرداً هم كل قوام موكب «الردع» الذي بهزاله ردع مايو نفسها.. أرسل بصرك خارج الحدود تجد «الحال يا هو نفس الحال» من حزب «بن علي» ووطني مبارك.. وحتى حزب شاوسيسكو.. يا بروف.. أنا واثق أنكم لستم مثل تلك الأحزاب السالف ذكرها.. ولكن إذا أراد واهب الملك نزع الملك منكم سيغادر صفوفكم على الأقل «تسعة ملايين ونصف» من عضويتكم «العشرة ملايين».. ويبقى راكزاً وصامداً معكم فقط «نصف مليون» مواطن وهم الإخوان المسلمون الحقيقيون والذين لا أشك مطلقاً في إيمانهم الصارم بمعتقداتهم الراسخة.. وعليه يا بروف لا تعتمد ولا ترتكز في ثقة مطلقة في تلك العضوية التي أتت بها رياح شتى.. لك ودي..